12-يوليو-2024
معركة كيبوتس بئيري

كشف تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن سلسلة من الإخفاقات التي تخللت سلوك الجيش والشرطة خلال "معركة بيئري" في السابع من أكتوبر، حيث تراوحت هذه الإخفاقات بين "التأخير في إنقاذ المواطنين" وتخاذل قوات الكوماندوز عن الانخراط في المعركة في الساعات الأولى، وفرار الشرطة من المكان بذريعة الذهاب للتسلح دون العودة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن التحقيق أظهر عدم استعداد جيش الاحتلال، بما في ذلك فرقة غزة، لمواجهة سيناريو سيطرة حماس على "مستوطنات غلاف غزة" والمواقع العسكرية، حيث عجزت القوات النظامية عن حماية المستوطنات بسبب انشغالها بالدفاع عن نفسها ضد هجوم المئات من قوات النخبة الحمساوية. وأشارت الصحيفة إلى أن التعزيزات التي وصلت مبكرًا بعد الظهر بقيت عند مدخل الكيبوتس دون الدخول، في انتظار قادتهم أو لفهم الوضع، مما أدى إلى استمرار الحالة لساعات.

نتائج التحقيق أكدت أن الجيش حرص على علاج جنوده الجرحى على حساب المدنيين، ما أدى إلى عجزه عن الدفاع عن الكيبوتس وحتى قواعده العسكرية

وبيّن التحقيق أن موقع بيغا العسكري المحاذي لبيئري، المكلّف رسميًا بمهمة الدفاع عن الكيبوتس، كان مشغولًا في معارك للدفاع عن قاعدته. وكانت السرية تتألف من 33 جنديًا وناقلة جنود مدرعة من طراز جولاني ودبابتين. وتمكنت قوات النخبة من حماس والجهاد الإسلامي من تحييد إحدى الدبابات، فيما قاتلت الدبابة الأخرى بعناد خلال تلك الساعات، وتمكّن المقدم نسيم حزان من السيطرة على الدبابة واستخدامها لإطلاق القذائف على "منزل بيسي" حيث كانت تحتجز قوات حماس 13 أسيرًا.

وأبرز التحقيق تخاذل قوات الكوماندو عن الانخراط في المعركة، حيث وصلت قوات من لواء الكوماندو من وحدة شيلداغ التابعة لسلاح الجو وكتيبة المظليين 890 إلى الكيبوتس في ساعات الصباح المتأخرة، لكنها لم تدخل فعليًا إلا حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، بسبب اضطرارها للقتال في طريقها إلى الكيبوتس، ما جعل السكان يقاتلون بمفردهم حتى الساعة الواحدة ونصف,

وبرر تقرير الجيش القرارات المتخذة بشأن إطلاق أربع قذائف على سطح "منزل باسي"، الذي كان يتواجد فيه 13 أسيرًا، بالادعاء أن أسيرًا واحدًا فقط قُتل جرّاء تلك القذائف.

وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن نتائج التحقيق أكدت أن الجيش حرص على علاج جنوده الجرحى على حساب المدنيين، ما أدى إلى عجزه عن الدفاع عن الكيبوتس وحتى قواعده العسكرية.

ولفت المحلل السياسي في القناة 13، رفيف دروكر، إلى أن الجيش اتخذ قرارًا بقصف المنزل الذي كانت تحتجز فيه الأسرى الإسرائيليين، رغم وجود عدد منهم مقيد على مدخل المنزل، مشيرًا إلى صعوبة تأكيد أو نفي ادعاء الجيش أن غالبية الأسرى لم يقتلوا جراء القصف المدفعي بسبب عدم تشريح جثث القتلى.

وأشار التلفزيون الإسرائيلي الرسمي إلى أن قوة من الشرطة كانت قريبة من الكيبوتس، لكنها ادعت حاجتها للتسلح وانسحبت بناءً على ذلك، ولم ترجع للمشاركة في المعركة.