25-أغسطس-2024
ضعف قصف إسرائيل

(Getty)

أعرب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي تامير هايمان عن شكوكه في "الضربة الاستباقية" التي شنتها إسرائيل على لبنان. 

وقال هايمان: "إذا كان حزب الله يخطط بالفعل لإطلاق 6000 تهديد جوي، بما في ذلك إلى وسط البلاد، كما تشير بعض التقارير، فإن بيروت كانت لتشتعل الآن".

حول الضربة الإسرائيلية، شددت إذاعة الجيش الإسرائيلي على أن "هذا القصف لن يغير الواقع المعقد في شمال إسرائيل. حيث لا يزال الوضع متأزمًا"

وتابع "لا يمكن أن يكون هذا هو المخطط، وأن يكون هذا هو الرد الإسرائيلي على مثل هذه الخطوة، والتي تعني بدء حرب شاملة". 

وأضاف تامير هايمان: "من الجيد أن الجيش الإسرائيلي دمر آلاف الأسلحة في العملية المضادة في الصباح الباكر، ولكنني أوصي بالانتظار حتى نهاية العملية مع الاستنتاجات".

ووفق المصادر الإسرائيلية، خطط حزب الله لإطلاق صواريخ، يوم الأحد حوالي الساعة الخامسة صباحًا باتجاه تل أبيب، لكن الضربة الإسرائيلية أحبطت الخطة، وتم تدمير جميع منصات الإطلاق في الهجوم الإسرائيلي. وقال مصدر أمني إسرائيلي" إن "حزب الله خطط لإطلاق آلاف العناصر على مئات الأهداف العسكرية والاستراتيجية".

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "نحو مائة طائرة أوقفت إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه الشمال".

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى أن حزب الله خطط لإطلاق نحو ستة آلاف صاروخ، عشرات منها باتجاه وسط إسرائيل. وهاجمت نحو مائة طائرة في الوقت نفسه. وفي إسرائيل، تشير التقديرات إلى أن حزب الله كان ينوي إطلاق صواريخ على مجمع غليلوت".

بدوره، قال أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، إن العملية التي نفذها حزب الله، فجر يوم الأحد، ردًا على قصف الضاحية الجنوبية واغتيال فؤاد شكر استهدفت بشكل رئيسي قاعدة غليلوت قرب تل أبيب، التابعة لجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، وتضم وحدة 8200، المسؤولة عن التجسس والاغتيالات في المنطقة.

ونفى نصر الله ادعاءات الاحتلال بإحباط إطلاق 6 آلاف صاروخ من خلال توجيه ضربة استباقية، مؤكدًا أن ما أُعِدّ في الأصل هي 300 صاروخ كاتيوشا، وعشرات الطائرات المسيرة، وما أُطْلِق 340 صاروخًا، أي أن جميع عمليات الإطلاق نجحت.

واستمر في القول نصر الله: "سنتابع نتيجة تكتم العدو عن ما جرى في عملية، وإذا كانت النتيجة مرضية، وتحقق الهدف المقصود، فسنعتبر أن الرد على اغتيال فؤاد شكر تحقق. وإذا لم تكن النتيجة كافية، فسنحتفظ بحق الرد في وقت آخر".

من جانبه، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال زيارته لمقر قيادة عمليات الجيش الإسرائيلي، أن الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال، صباح اليوم، على "أهداف تابعة لحزب الله كان ناجحًا للغاية"، وفق زعمه.

وزعم غالانت أن "العملية أظهرت القدرات المتنوعة للجيش الإسرائيلي في تدمير وإحباط قدرات العدو، موجهًا رسالة إقليمية واضحة بأن إسرائيل مصممة على إزالة أي تهديد، في أي ساحة، وفي أي وقت"، وفق قوله.

وأوضح غالانت أن العملية الوقائية حالت دون إطلاق مئات الصواريخ من قبل حزب الله باتجاه المستوطنات الشمالية، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية استطاعت اعتراض وإسقاط الصواريخ في الجو قبل أن تشكل خطرًا على المناطق الحيوية. 

وفي تقييمه للعمليات العسكرية، شدد غالانت على "أهمية النظرة الشاملة لمشهد الحرب، مؤكدًا أن إسرائيل تواجه مفترق طرق استراتيجي، حيث يتم التحرك عسكريًا والاستعداد الكامل لمواجهة أي تطورات في الشمال، مع الإبقاء على فرص الحل الدبلوماسي لتحقيق تهدئة في المنطقة وإطلاق سراح المختطفين".

شكوك في نجاح القصف الاستباقي

وفي تفاصيل القصف على لبنان، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، نقلًا عن مصادرها، أن حزب الله كان ينوي ضرب منطقة "غليلوت" في شمال تل أبيب، وهي منطقة تضم مقر جهاز المخابرات الموساد والوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية "أمان"، بالإضافة إلى مواقع إستراتيجية أخرى. 

ووفق المصدر الإسرائيلي: "كانت الخطة تعتمد على استخدام عدد قليل من الصواريخ والطائرات المُسيّرة، على عكس ما زعمته تقارير سابقة حول نية الحزب إطلاق 6 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل".

وحسب الإذاعة لم يكن حزب الله يعتزم مهاجمة مواقع مدنية أو مقر وزارة الأمن في تل أبيب (الكرياه). 

وأوضحت إذاعة أن تدمير "الجيش الإسرائيلي منصات إطلاق الصواريخ، لا يعني بالضرورة أن حزب الله كان يخطط لإطلاق الصواريخ جميعها في آن واحد".

وأفادت المصادر الأمنية الإسرائيلية بأن حزب الله كان يخطط لإطلاق مئات الصواريخ، معظمها باتجاه شمال إسرائيل، مع توجيه عدد محدود نحو المركز. 

وأشارت الإذاعة إلى أن نجاح حزب الله في إطلاق 210 من صواريخه (بيانات حزب الله أشارت إلى 320، والأمين العام للحزب تحدث عن 340) و20 طائرة مُسيّرة (لم يكشف نصرالله عن عدد المُسيّرات) يعني أن الهجوم لم يُحبط بشكل كامل، بل جرى إيقافه جزئيًا فقط.

وأضافت أنه "رغم تدمير جزء كبير من صواريخ حزب الله، فإن ترسانته لا تزال تحتوي على حوالي 150,000 صاروخ، مما يثبت أن قوته العسكرية ما زالت ضخمة".

وحول الضربة الإسرائيلية، شددت إذاعة الجيش الإسرائيلي على أن "هذا القصف لن يغير الواقع المعقد في شمال إسرائيل. حيث لا يزال الوضع متأزمًا، ومن غير المتوقع عودة 60,000 من السكان الذين أُجْلُوا من منازلهم قريبًا. ولا يزال حزب الله قادرًا على الاستمرار في قصف التجمعات السكنية الشمالية، ولم يُجْبَر على الانسحاب إلى شمال نهر الليطاني".

وقال مراسل الشؤون الدولية في صحيفة "الغارديان" جوليان بورجر: "لو أرادت إسرائيل وحزب الله خوض حرب شاملة لكان ذلك قد حدث منذ زمن بعيد. فكل طرف يرحب بتدمير الطرف الآخر، ولكن من الواضح أن الوقت ليس مناسبًا لأي منهما للانخراط في صراع شامل".