شكك يتسحاق بريك، قائد الفيلق الجنوبي والكليات العسكرية سابقًا، فيما يعلنه جيش الاحتلال حول الإنجازات العسكرية في قطاع غزة، وذلك في مقال في صحيفة معاريف الإسرائيلية. ويقول بريك إن الاقتحامات الإسرائيلية لا تحقق تقدمًا حقيقيًا ولا يمكن من خلالها القضاء على حماس، مشيرًا إلى أن المقاتلين يستخدمون الأنفاق، ولا يواجهون الجنود مباشرة.
كما انتقد بريك تصريحات الجيش حول تدمير الأنفاق، واصفًا إياها بالأكاذيب. وأضاف أن الجيش يكتفي بإلقاء عبوة متفجرة على مدخل النفق، ما يعطل مئة متر فقط، بينما تمتد الأنفاق لمئات الأمتار ولها فتحات متعددة، وبالتالي فإن الحديث عن تدمير شامل للأنفاق ليس دقيقًا.
الشهر الماضي شهد مقتل 88 جنديًا، ومنذ بداية الحرب قُتل 900 جندي وأصيب الآلاف
واعتبر بريك أن تصوير الجيش لاعتقال المئات في جباليا كإنجاز هو مجرد استعراض إعلامي. وقال إنه من بين هؤلاء المعتقلين عدد قليل فقط من المقاتلين، بينما البقية مجرد مدنيين يرفعون أيديهم. كما أعرب عن شكوكه في قدرة الجيش على البقاء في المناطق التي يحتلها، موضحًا أن الجنود يتعرضون للقتل دون تحقيق أي تقدم.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول أمني رفيع قوله إنه إذا كان الهدف استعادة الأسرى الإسرائيليين، فيجب إيقاف العمليات العسكرية ووضع خطة تضمن حماية المصالح الأمنية لإسرائيل. كما نقلت القناة عن رئيس الموساد دافيد برنياع قوله إن فرص إبرام صفقة تبادل أسرى ضئيلة حاليًا، وأن حماس تشترط وقف القتال. وأوضح برنياع أن فريق التفاوض لم يتلق تفويضًا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة شاملة.
ونقل أمنون أبراموفيتش، محلل الشؤون السياسية في قناة 12، عن مسؤول في ملف الأسرى والمفقودين قوله إن هناك فرصة لإبرام صفقة تبادل أسرى كانت قائمة في 30 تموز\يوليو، لكن نتنياهو عرقلها. وأضاف أبراموفيتش أن الشهر الماضي شهد مقتل 88 جنديًا، ومنذ بداية الحرب قُتل 900 جندي وأصيب الآلاف. كما أشار إلى أن إسرائيل تخسر اقتصاديًا واجتماعيًا، بينما لم يتم هزيمة حماس.
ورأى اللواء احتياط غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، أن القيادة العسكرية أخطأت في إدارة الحرب. وأوضح أن العقيدة العسكرية التي تقوم على الضغط العسكري لم تثبت نجاحها، حيث أن إسرائيل تكسب عسكريًا لكنها تخسر سياسيًا واقتصاديًا. وأكد أن حماس لا تزال تحتفظ بحكمها المدني، مشيرًا إلى أن الاستيلاء على الأرض قد يكون الطريقة الأكثر "شرعية" لتحقيق النصر.
في المقابل، يرى العقيد احتياط رونين مانيليس أن الوضع في غزة لا يتفق مع ما يقوله غيورا آيلاند لعدة أسباب. من ضمنها أن السكان الفلسطينيين لا يغادرون إلى الجنوب، مشيرًا إلى أن إعادة دخول الجيش إلى جباليا عدة مرات تعكس مشكلة في استراتيجية استخدام القوة. كما أشار إلى أن الحديث عن استشهاد 600 مقاوم يظهر أن حماس لا تزال قادرة على إعادة بناء قواتها.