منذ يومين وشوارع مدينة جنين مليئة بالنفايات لا تجد من يكنسها بسبب توقف مكب "زهرة الفنجان" عن تقديم خدمة "كنس الشوارع" للمدينة وإعادة المهمة لبلدية جنين.
ورغم وجود كتابٍ رسميٍ مصدره وزير الحكم المحلي حسين الأعرج، يؤكد تسليم مهام "كنس الشوارع" لبلدية جنين بدءًا من تاريخ 1 كانون أول/ديسمبر 2018، ووجود كتاب من البلدية بقبول القرار، إلا أن بلدية جنين تنفي تسلّمها هذه المهام.
يقول توفيق أبو عبيد مدير قسم الصحة في بلدية جنين: "قانونيًا، الخدمة حتى الآن لا زالت مع مكب زهرة الفنجان، نحن لم نتسلم الخدمة بشكل رسمي". وأضاف معبّرًا عن "مفاجأته" من كلامنا أن الشوارع غير نظيفة، "لم نسمع أي شكوى أو اتصال من أهالي المدينة".
بلدية جنين تسلّمت كتابًا بإعادة كنس الشوارع لمسؤوليتها لكنها تنفي تسلّمها هذه المهام
بينما علق هاني شواهنة المدير التنفيذي لمكب "زهرة الفنجان" على ذلك قائلًا، إن مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في جنين وطوباس تواصل منذ ما يقارب أربعة شهور مع بلدية جنين لإعادة خدمة "كنس الشوارع" لهم، وتم إبلاغهم بذلك رسميًا في بداية شهر تشرين أول/نوفمبر.
وعن سبب إعادة الخدمة للبلدية، يخبرنا شواهنة أن شوارع جنين بها 75 عاملًا، ومتابعة شؤونهم يُشغل المكب عن متابعة مهامه الأساسية، وفي الوقت ذاته عدم متابعة عملهم بالشكل المطلوب، مشيرًا إلى أن مجلس المكب ارتأى أن يلتزم بمهامه فقط ويعيد هذه المهمة إلى البلدية.
وأضاف شواهنة أن بلدية جنين تعاني من مشاكل مالية، وهذا كان سببًا آخر لعدم التعامل معها، "البلدية بها عجز كبير، حاولت تسديد ديونها من خلال دفعات إلا أنها توقفت بسبب عجزها، يوجد دفعات قديمة غير مسددة والمبالغ الحالية لم تسدد أيضًا" وفق قوله.
مكب "زهرة الفنجان" يُعلل إعادة مسؤولية كنس الشوارع إلى بلدية جنين بأسباب إدارية وديون على البلدية
وأشار إلى أن ترحيل النفايات من الحاويات إلى المكب لا يزال من مسؤولية "زهرة الفنجان"، ولكن تنظيف الشوارع وكنسها أصبح من مهام البلدية، مضيفًا "هذا قرار نهائي ولن يعود مكب زهرة الفنجان إلى تقديم الخدمة بعد ذلك، لأنها ليست من مهامه أصلًا".
وحول ذلك، قال وليد استيتي مدير عام الحكم المحلي في محافظة جنين، إنّ خدمة "كنس الشوارع" كانت في السابق من مهام بلدية جنين، إلا أن الأزمة المالية التي تعيشها بلدية جنين منذ فترة طويلة ولتخفيف أعباء البلدية تم اقتراح تسلّم "زهرة الفنجان" المهمة مقابل رسوم بشرط التزام البلدية بالدفع.
ويضيف، "لكن تقرر إعادتها للبلدية بسبب عدم سدادها الرسوم المطلوبة منها، وعدم دفع مقابل خدمة لأكثر من عامين وتراكم الديون عليها، على الرغم من أن بلدية جنين عملت بداية العام الحالي نظامًا للصرف الصحي والنفايات وأخذت مصادقة من الوزارة لزيادة الرسوم على المواطنين".
ويؤكد استيتي أن بلدية جنين مسؤولة وملزمة منذ أمس بتنظيف وكنس الشوارع حسب تعليمات وزير الحكم المحلي في الكتاب الذي أُرسل لها ووصل "زهرة الفنجان" نسخة منه.
بلدية جنين: عمال النظافة سيعودون لتنظيف شوارع جنين قريبًا
وحول سبب تأخير البدء بمهام "كنس الشوارع" في المدينة حتى الآن، يرد ممدوح عساف المدير العام البلدية جنين، أن الإجراءات الإدارية كانت السبب، مشيرًا إلى أن البلدية تعمل مستمرة لترتيب تشغيل الموظفين والعمال لكنس النفايات.
وعندما سألناه إن كان شهر تشرين أول كان -موعد التبليغ بالقرار- كافيًا لإتمام الإجراءات الإدارية، قال عساف: "كان في حديث بين البلدية وزهرة الفنجان لتأجيل الموضوع قليلًا (..) الشغلة مش سهلة وبحاجة لوقت، احنا مؤسسة حكومية تخضع لأنظمة وقوانين، وحتى توقيع العقود تحتاج وقت من اجتماعات وقرارات مجلس، وإعلانات ومقابلات عمل، ما بنقدر نجيب العامل مباشرة".
ويضيف أن البلدية بطور الاستعدادات النهائية، وأن العمال سيمارسون عملهم قريبًا وسيكونون بالميدان، "العجز صار فقط 24 ساعة، والمشكلة كانت بالكنس. سنتواصل مع زهرة الفنجان لسد العجز اليوم حتى ندبر أمورنا، التأخير بالإجراءات لكي نقدم خدمة مميزة وبجودة عالية للمدينة وأهلها".
وعن ديون البلدية أوضح عساف، أن مكب "زهرة الفنجان" لم يحدد سبب إعادة الخدمة للبلدية، مؤكدًا أنه "لا يحق لهم إعادة الخدمة اذا كانت القصة قصة ديون، بالنسبة لنا لهم علينا حوالي 600 ألف شيقل، استلموا الديون القديمة بعد ما تم جدولتها التأخير كان بدفعة أو دفعتين فقط".
اقرأ/ي أيضًا:
مستوطنات جنين.. هل هذا ما سنفعله بعد التحرير؟