قالت مصادر لصحيفة "جيروزالم بوست" إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل بنشاط على تخريب إمكانية التوصّل إلى أي صفقة بشأن الأسرى بسبب ضغوط ايتمار بن غفير، وذلك على الرغم من موافقة حماس على مطلب "إسرائيل" بعدم إنهاء الحرب قبل المرحلة الأولى من الصفقة.
مصادر جيروزاليم بوست: كان من الممكن أن يجري إتمام صفقة تبادل هذا الأسبوع
ويأتي هذا مع إعلان وزير جيش الاحتلال يؤآف غالانت اليوم، خلال حفل لإحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في حرب غزة 2014، عن أنّ ظروف صفقة إعادة المختطفين أصبحت "ناضجة"، ومن مسؤوليتنا أن نحقق التزامنا تجاه الإسرائيليين، وأن نعيد الأسرى إلى ديارهم.
وقالت مصادر جيروزاليم بوست إن التنازل الضّخم الذي قدّمته حماس كان من الممكن أن يؤدي إلى إتمام الصفقة هذا الأسبوع، وأنه بحلول الأسبوع المقبل سيكون بعض الأسرى الإسرائيليين قد عادوا إلى منازلهم بالفعل.
وبحسب الصحيفة فإنّ الإطار الأساسي الذي نجح رئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، واللواء (احتياط) في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون في إقناع حماس بالموافقة عليه قبل بضعة أسابيع، سمح لـ "إسرائيل" باستعادة عدد من الرهائن، كجزء من وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا.
ومع انطلاق المفاوضات الرامية إلى تنفيذ الإطار المتفق عليه، أضاف نتنياهو على الأقل شرطين جديدين حاسمين سحبا البساط من تحت أقدام المفاوضين الإسرائيليين، إذ قال إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا مع مصر، كما أنه لن يسمح لأي من مقاومي بالعودة إلى شمال غزة.
وسخرت مصادر الصحيفة من مطالب نتنياهو الجديدة باعتبارها غير ذات صلة من منظور أمني، وهو ما يعني أنه كان يهتم فقط بمنع بن غفير من إسقاط حكومته، وكان يعمل بشكل استباقي على تدمير أي احتمالات للتوصّل إلى اتفاق.
وبحسب المصادر، توصلت إسرائيل لاتفاق مع مصر لاستخدام مزيج من أجهزة الاستشعار فوق الأرض، وحاجز سميك جديد تحت الأرض، لمنع حماس من مواصلة تهريب السلاح، حتى بعد أن يقوم جيش الاحتلال بتسليم المنطقة لقوات مصرية وربما إماراتية.
وأضافت المصادر أن حماس ما تزال تملك كميات هائلة من الأسلحة في شمال غزة، كما أنها ليست بحاجة لإعادة عناصرها وأسلحتها إلى شمال غزة، ومنعها من العودة المسلحة فعليًا لا يحقق سوى شعارات سياسية.
وتمضي الصحيفة بالقول إنه ورغم جهود نتنياهو لتخريب المحادثات، إلّا أن المصادر تشير إلى أن جميع المفاوضين المشاركين سيبذلون قصارى جهدهم لتحقيق تقدم، ولن يتراجعوا عن المشاركة في المحادثات، رغم وجود مخاوف من أن الولايات المتحدة ستلقي باللوم هذه المرة على إسرائيل في فشل المحادثات.
نتنياهو يشعر بضغط أقل تجاه مطالب بايدن بعد أدائه الضعيف في المناظرة أمام ترامب، ونجاه الأخير من محاولة اغتيال عززت فرص إعادة انتخابه
وتشير المصادر إلى أنه في أعقاب أداء الرئيس الأميركي جو بايدن المثير للجدل في المناظرة، ونجاة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال، أصبح نتنياهو أكثر ثقة في فوز ترامب بإعادة انتخابه ويشعر بضغوط أقل لمواءمة خططه الاستراتيجية مع مطالب بايدن.
وقالت الخارجية الأميركية اليوم إنّ الإدارة الأميركية تواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتقليل الضحايا المدنيين جراء عملياتها العسكرية في غزة.
وأضافت أنها ستواصل السعي لوقف إطلاق النار في غزة، وستواصل الضغط على إسرائيل للانخراط في عملية تؤدي إلى حل دائم للصراع مع الفلسطينيين.
وبينت أن وقف إطلاق النار في غزة سيفتح المجال لاتفاق يحلُّ الأزمة بين إسرائيل وحزب الله.