16-يوليو-2024
جيه دي فانس ودعم إلى إسرائيل بعدما اختير كنائب لترامب

(Getty) جيه دي فانس يرفض إرسال الدعم إلى أوكرانيا، ويدعم إرساله إلى إسرائيل

اختار مرشح الحزب الجمهوري الرئاسي دونالد ترامب، عضو الكونغرس الأميركي جيمس ديفيد فانس أو المعروف إعلاميًا باسم جيه دي فانس، ليكون نائبًا له، حال حصوله على منصب الرئيس، ليكون المنتقد السابق لترامب، الحليف الأبرز له في الانتخابات المقبلة.

وصار جي دي فانس، هو أول شخص من جيل الألفية يُرشح ليكون في منصب نائب الرئيس الأميركي، وبعدما شارك في غزو العراق، يُعدّ جيه دي فانس من أشد المؤيدين للعلاقات القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويمثل اختيار جي دي فانس البالغ من العمر 39 عامًا احتضانًا كاملًا للجناح اليميني الانعزالي المتنامي في الحزب الجمهوري، والذي رفض المساعدات العسكرية الأميركية إلى أوكرانيا، ولكنه يدعم باستمرار الحفاظ على دعم المساعدات الأمنية إلى إسرائيل، ووصف بأنه شخص يسعى للحفاظ على تصورات متناقضة، أي "أميركا أولًا" و"استمرار دعم إسرائيل".

جيه دي فانس، دعا إلى دعم مفتوح وبدون حدود لإسرائيل في حربها على قطاع غزة

التزام مفتوح تجاه إسرائيل

واختبر نهج جي دي فانس في السياسة الخارجية من قبل إدارة جو بايدن في الأشهر الأخيرة عندما ربطت المساعدات إلى إسرائيل بالمساعدات إلى أوكرانيا في حزمة تمويل تمكنت من تمريرها عبر الكونجرس في نيسان/أبريل.

وتأخرت الحزمة لعدة أشهر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى فانس، الذي كان واحدًا من 15 جمهوريًا في مجلس الشيوخ صوتوا ضد تضمين المساعدات إلى أوكرانيا.

وفي مذكرة وزعها على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قبل تقديم مشروع القانون، كتب فانس: "لدى إسرائيل هدف يمكن تحقيقه، أما أوكرانيا فلا".

وهاجم فانس، الرئيس الأميركي بايدن لتأخيره شحن الأسلحة إلى إسرائيل في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين البيت الأبيض وحكومة نتنياهو.

وكرر فانس الحجة الأساسية لسياسة ترامب الخارجية بأن العالم أصبح الآن "مكانًا أكثر خطورة" في عهد بايدن مما كان عليه في عهد ترامب، مستخدمًا إسرائيل كمثال رئيسي. وقال: "لقد جعل جو بايدن من الصعب على إسرائيل الفوز في تلك الحرب. ما فعله بايدن هو الأسوأ إطلاقًا. هل تتذكرون عندما ترك دونالد ترامب منصبه؟ لقد كانت هناك حركات سلام حقيقية متنامية في جميع أنحاء العالم. لقد أظهرت اتفاقيات إبراهيم وعدًا حقيقيًا بالوحدة بين الإسرائيليين وبعض الدول العربية السُنّية. وبعد ثلاث سنوات، يبدو الأمر وكأننا لدينا صراع في كل جزء من العالم"، بحسب وصفه.

وفي خطاب ألقاه في معهد كوينسي في أيار/مايو، شرح فانس تصوره، قائلًا: "أنا أؤيد إسرائيل وحربها ضد حماس. وأنا بالتأكيد معجب بالأوكرانيين الذين يقاتلون ضد روسيا، لكنني لا أعتقد أن من مصلحة أميركا أن تستمر في تمويل حرب لا نهاية لها فعليًا في أوكرانيا".

وأضاف "من الغريب أن تفترض هذه المدينة أن إسرائيل وأوكرانيا متماثلتان تمامًا. بالطبع الأمر ليس كذلك، وأعتقد أنه من المهم تحليلهما في مجموعات منفصلة".

وتابع السيناتور الجمهوري: "إذا كنا سندعم إسرائيل، وهو ما أعتقد أننا يجب أن نفعله، يتعين علينا أن نوضح سببًا يجعل ذلك في مصلحتنا. إن السبب الرئيسي وراء اهتمام الأميركيين بإسرائيل هو أننا ما زلنا أكبر دولة ذات أغلبية مسيحية في العالم، وهذا يعني أن أغلبية مواطني هذا البلد يعتقدون أن مخلصهم -وأنا أعتبر نفسي مسيحيًا- ولد ومات وقام من بين الأموات في ذلك الشريط الضيق الصغير من الأرض على البحر الأبيض المتوسط. والواقع أن فكرة وجود سياسة خارجية أميركية لا تهتم كثيرًا بهذا الجزء من العالم فكرة سخيفة".

وبحسب التقارير، فإن جي دي فانس، تحدث بحماس لصالح منح حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المساحة السياسية اللازمة لتحديد كيفية عملها بنفسها، سواء كان ذلك فيما يتصل بخطة التعديلات القضائية في العام الماضي، أو الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأوضح ما سبق، بقوله: "إن الأشخاص الذين يقولون إنهم يحبون الديمقراطية يضغطون بنشاط على إسرائيل للتخلي عن ديمقراطيتها لصالح سيادة القضاء. إن كل عبادة الديمقراطية في واشنطن تقريبًا تأتي من النخب التي تكره عندما يجرؤ الناس على الاختلاف معهم"، وجاء ذلك عبر تغريدة في آذار/مارس 2023، منتقدًا بايدن لانتقاده جهود نتنياهو للحد بشكل جذري من سلطة القضاء الإسرائيلي.

وفي مقابلة أجريت معه عام 2022 مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أعرب عن تفانيه في كونه مدافعًا قويًا عن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، قائلًا: "سأكون مدافعًا قويًا عن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مثل أي شخص آخر". وتحدث عن "الروابط الثقافية العميقة والقيم المشتركة بين البلدين"، قائلًا: إنها "تعبير عن أشياء أعمق، وقرابة ثقافية وتراث وقيم مشتركة".

خلال زيارته إلى إسرائيل عام 2022، جال فانس في القدس، وأكد على "أهمية السيطرة الإسرائيلية على القدس". وأشار إلى أن "القدس هي أهم موقع للتراث الثقافي في العالم. إذا لم تسيطر إسرائيل على هذه الأرض، فلن أفهم هذه التجربة أبدًا"، وفق قوله.

وانحاز فانس إلى مواقف المحافظين الرئيسية فيما يتعلق بالمنطقة. وكان منتقدًا صريحًا للاتفاق النووي الإيراني، ووصفه بأنه "كارثة"، ودعم نقل السفارة الأميركية إلى القدس. وقال: "كان الاتفاق النووي مع إيران كارثة، وإسرائيل هي حليفنا الأكثر أهمية، وكان [الرئيس الأميركي السابق دونالد] ترامب محقًا في نقل [السفارة] إلى القدس".

ماذا قال عن حرب غزة؟

في مقابلة أجريت معه في أيار/مايو الماضي، رفض فانس مرة أخرى سياسة بايدن بشأن حرب غزة، بحجة أن الولايات المتحدة لا ينبغي أن "تملي على إسرائيل كيف ينبغي التصرف بالحرب". وقال "أعتقد أن موقفنا تجاه الإسرائيليين يجب أن يكون: انظروا، نحن لسنا جيدين في إدارة الحروب في الشرق الأوسط، الإسرائيليون حلفاؤنا، دعونا ندعهم يديرون هذه الحرب بالطريقة التي يرونها مناسبة".

وأقر بأن "الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين هي قضية حقيقية"، لكنه قال إن "حماس مسؤولة عنها وأن الحل الوحيد لمعالجة ارتفاع عدد القتلى في غزة هو تفكيك حماس باعتبارها منظمة عسكرية قابلة للحياة"، بحسب تعبيره. وأضاف: "لن تتمكن أبدا من هزيمة أيديولوجية حماس، ولكن يمكنك استئصال هؤلاء القادة، تلك الكتائب المدربة عسكريًا، وأعتقد أنه يجب تمكين الإسرائيليين للقيام بذلك".

وفي حين أنه رفض الجهود الرامية إلى انتقاد إسرائيل، فقد أعرب عن قلقه بشأن مستقبلها بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقال فانس لصحيفة "بوليتيكو" في آذار/مارس: "أنا قلق للغاية بشأن إسرائيل - قلق للغاية بشأنها كدولة [لأنني] أعتقد أن ما حدث في الشهرين الماضيين كشف عن تصدعات عميقة في دعم إسرائيل في جميع أنحاء العالم".

وأيد فانس توسيع اتفاقيات التطبيع التي أبرمها ترامب بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في عام 2020. وقال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" في أيار/مايو الماضي: "يجب أن يكون هدفنا في الشرق الأوسط السماح للإسرائيليين بالوصول إلى مكان جيد مع السعوديين ودول الخليج العربية الأخرى". وأضاف: "لا توجد طريقة يمكننا من خلالها أن نفعل ذلك ما لم يكمل الإسرائيليون مهمتهم مع حماس. وإذا لم يتمكنوا حتى من القيام بذلك، فإن الموقف في الشرق الأوسط سيكون، لا يمكنك أن تثق بهؤلاء الرجال، فهم لا يسعون إلى تحقيق أمنهم الوطني. لذا يتعين علينا أن ندعهم ينهون هذه المهمة، وأعتقد أننا نأمل في النهاية أن نصل إلى عصر جديد في الشرق الأوسط"، بحسب تعبيره.

وعندما سُئل عما إذا كان يؤيد حل الدولتين خلال مناظرة تمهيدية قبل انتخابات مجلس الشيوخ في عام 2022، ذهب فانس إلى أبعد من أي مرشح جمهوري آخر في النأي بنفسه عن الإطار، قائلًا: إنه "سيترك الأمر لإسرائيل في هذا الشأن".

ويرى فانس بدلًا من ذلك أن اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل هي "الطريقة المثالية لبناء نقطة مضادة للإيرانيين في الشرق الأوسط".

وهاجم المعسكرات الطلابية الداعمة للقضية الفلسطينية في الجامعات الأميركية، وقال: "وجهة نظري بشأن الاحتجاجات في الحرم الجامعي بسيطة للغاية: لا يهمني ما هي قضيتك، سواء كنت مؤيدًا لإسرائيل أو مناهضًا لها أو أي شيء آخر. لا يحق لك تحويل أماكننا العامة إلى مكب نفايات. لا ينبغي لأي حضارة أن تتسامح مع هذه المخيمات. تخلص منها"، وفق تعبيره.

وهاجمت الجماعات اليهودية الليبرالية فانس بشدة فور اختياره من قبل ترامب ليكون نائبه، حيث انتقدت دعمه للسياسة الخارجية الانعزالية وسجله المثير للقلق في الفشل في إدانة معاداة السامية اليمينية.

وحذر جيريمي بن عامي، رئيس منظمة جيه ستريت (لوبي داعم لإسرائيل)، من العواقب التي قد تخلفها إدارة ترامب-فانس على السياسة الإسرائيلية، بحسب ما ورد في صحيفة "هآرتس".

وقال بن عامي: "مع وجود ترامب وفانس في البيت الأبيض، فإن اليمين الإسرائيلي سوف يحظى بدعم أميركي كامل لخيالاته الأكثر جنونًا، الانقلاب القضائي، وضم الضفة الغربية، والاستيطان في غزة، والمواجهات العسكرية مع حزب الله وإيران".

بدوره، حذر رئيس المجلس الديمقراطي اليهودي في أميركا سام كريستال من أن "دونالد ترامب، باختياره السيناتور جيه دي فانس كمرشح لمنصب نائب الرئيس، قد وضع الولاء له فوق الولاء لقيم وأولويات الشعب الأميركي، بما في ذلك الأميركيون اليهود. إذ دافع فانس عن محاضرات ترامب البغيضة للناخبين اليهود، ودافع عن قرار ترامب باستضافة معادي السامية على العشاء، ونشر نظرية ’الاستبدال العظيم’ المعادية للسامية. وهو يجسد السبب وراء استمرار الغالبية العظمى من الأميركيين اليهود في دعم الديمقراطيين ورفض التطرف الجمهوري".

نتنياهو يغازل ترامب

وفي الوقت نفسه، تحدث موقع "أكسيوس" الأميركي، عن جهود يبذلها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لـ"مغازلة"، المرشح الجمهوري الرئاسي دونالد ترامب، إذ يسعى نتنياهو لإصلاح علاقته مع ترامب، بعد سنوات من التوتر.

وأشار الموقع الأميركي، إلى أن حلفاء نتنياهو التقوا مع ترامب في أربع مناسبات على الأقل على مدى السنوات الثلاث الماضية لمحاولة إصلاح العلاقات، التي تدهورت بعد أن هنأ نتنياهو بايدن على فوزه في انتخابات 2020.

وذهب أحدهم إلى حد إحضار نسخة من كتاب نتنياهو إلى مار إيه لاغو (منتجع ترامب)، وقراءة فقرات تشيد بترامب، وفقًا لمساعد نتنياهو. الذي قال: "لكن في كل مرة كنا نعتقد أننا نجحنا في وضع هذا الأمر خلفنا، اكتشفنا أن الأمر لم ينجح وأن ترامب لا يزال غاضبًا".

ويخشى مساعدو نتنياهو من أن العلاقات لن تكون وثيقة كما كانت خلال ولايته الأولى إذا فاز ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال موقع "أكسيوس": "مع ذلك، فقد شعروا بالتشجيع لأنه بعد أن أرسل نتنياهو إلى ترامب مقطع فيديو يدين محاولة الاغتيال يوم السبت، قام ترامب بنشره على موقع Truth Social".

وأوضح مراسل الموقع الأميركي باراك رافيد، أنه خلال مقابلة أجريت عام 2021 خلال العمل على كتاب "سلام ترامب"، اتهم ترامب نتنياهو بعدم الولاء لقبوله فوز بايدن بدلًا من دعم مزاعمه بـ"الاحتيال على الرغم من كل ما فعله لإسرائيل ونتنياهو شخصيًا". وقال ترامب "لم أتحدث معه منذ ذلك الحين. ليذهب إلى الجحيم".

وقال ترامب إنه "لا يزال يحب نتنياهو شخصيًا". ومع ذلك، أعرب عن شكاوى أخرى، مدعيًا أن حكومة نتنياهو لم تكن جادة بشأن السلام مع الفلسطينيين ولم تلعب دورًا نشطًا بما فيه الكفاية في اغتيال قاسم سليماني، مما ترك الولايات المتحدة لتحمل المخاطر.

ويوضح تقرير "أكسيوس": "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر وحرب غزة، أعرب ترامب عن دعمه العلني لإسرائيل ولكن ليس لنتنياهو".

وقال مستشار سابق لترامب لـ"أكسيوس"، إن ترامب شعر بخيبة أمل في نتنياهو بعد الانتخابات ولديه أيضًا مخاوف بشأن الإخفاقات التي أدت إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر.

ومع ذلك، قال المستشار إن ترامب سيكون قادرًا على العمل مع نتنياهو إذا أصبحا في السلطة بحلول كانون الثاني/يناير. وقبل إطلاق النار على ترامب، قال مسؤول سابق آخر في إدارة ترامب لـ"أكسيوس" إن نتنياهو لا ينبغي أن يتوقع دعوة لزيارة البيت الأبيض في وقت مبكر من ولاية ترامب الثانية كما حصل في عام 2017.

يشار إلى أن نتنياهو كان أحد أوائل زعماء العالم الذين أصدروا بيانًا أدانوا فيه إطلاق النار على ترامب، ثم تبع ذلك بثلاثة بيانات إضافية على الأقل ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن التضامن.

وقال نتنياهو في رسالته المصورة: "مثل كل الإسرائيليين، شعرت أنا وزوجتي سارة بالصدمة من محاولة الاغتيال المروعة التي استهدفت الرئيس دونالد ترامب". وأكد أن الأمر لم يكن مجرد هجوم على ترامب بل هجوم على أميركا والديمقراطية، وتمنى لترامب "الاستمرار في القوة" نيابة عن إسرائيل.

ولفت "أكسيوس"، النظر إلى أن فريق نتنياهو نشر الفيديو على الإنترنت وأرسله أيضًا بشكل مباشر إلى فريق ترامب.

وقال أحد مساعدي نتنياهو إن الإشارة إلى ترامب باسم "الرئيس ترامب" وليس "الرئيس السابق ترامب" في الفيديو كانت خطوة استراتيجية من نتنياهو. وقال مساعد نتنياهو "قيل لنا إن ترامب شاهد ذلك".

وقال مساعدان لنتنياهو لـ"أكسيوس"، إنهما متفائلان بإمكانية إصلاح العلاقات. واقترح أحدهم أن الشخص الوحيد الذي قد يكون قادرًا على المساعدة هو إيلون موسك، الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع نتنياهو وأيد في وقت سابق من هذا الأسبوع ترامب للرئاسة.

صوتوا لـ"ترامب من أجل إسرائيل"

وتحدثت نيكي هيلي، المنافسة الرئيسية السابقة للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية لعام 2024، في المؤتمر الوطني، يوم الثلاثاء، على أمل توحيد الحزب بعد أن كانت تجسيدًا للمشاعر المناهضة لترامب داخل الحزب الجمهوري.

وأعلنت تأييدها الكامل لترامب، محذرة من أن "التصويت لصالح جو بايدن هو بمثابة تصويت لصالح كامالا هاريس. والجميع يعرف أن هذا صحيح"، مستشهدة بسياسات بايدن في الشرق الأوسط كسبب رئيسي لتأييدها.

وأشادت بالسياسة الخارجية لترامب أثناء عملها سفيرةً للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مع إيلاء اهتمام خاص للشرق الأوسط.

وأضافت "إن كل مشكلة في هذا الجزء من العالم يمكن تحميلها لإيران. إن الطغاة الذين يهتفون الموت لأميركا، هم موردو الأسلحة لحماس وحزب الله. إنهم وراء المجازر الوحشية واحتجاز الرهائن". وتابعت: "لقد أخرجنا ترامب من الاتفاق النووي الإيراني المجنون، وفرض أشد العقوبات على إيران على الإطلاق، وقضى على الإرهابي الرئيسي قاسم سليماني"، بحسب تعبيرها.

وأضافت هالي "كانت إيران ضعيفة للغاية بحيث لم تتمكن من بدء أي حروب. كانوا يعرفون أن ترامب جاد وكانوا خائفين. ثم هناك جو بايدن. لقد رفع العقوبات، وتوسل إليهم للعودة إلى الاتفاق النووي".

واتهمت بايدن بإرسال "كل إشارة ممكنة للضعف. وحتى الآن، عندما لا تزال حماس تحتجز الأميركيين رهائن، فإنه يضغط على إسرائيل بدلًا من الإرهابيين"، على حدِّ قولها.

وقالت هيلي "بين إسرائيل وحماس، من الواضح لدى دونالد ترامب من هو صديقنا ومن هو عدونا".

وقالت "إننا نتفق على أن الديمقراطيين اتجهوا إلى اليسار إلى الحد الذي يجعل حرياتنا معرضة للخطر. وأنا هنا الليلة لأن لدينا بلدًا يتعين علينا إنقاذه، والحزب الجمهوري الموحد ضروري لإنقاذه".

هل كان جيه دي فانس الخيار الأنسب لإسرائيل؟

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "إن قرار دونالد ترامب باختيار جيه دي فانس نائبا له من شأنه أن يزيل كل الشكوك: إذ أصبحت سياسة الانعزالية التي يتبناها عبر شعار ’أميركا أولًا’ الآن على رأس قائمة أولويات الحزب الجمهوري. ولن يؤدي هذا إلى تحديد السياسة الخارجية فقط إذا هزم ترامب جو بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني، بل سيصبح جيه دي فانس على الفور حامل شعلة الحزب الجمهوري، على افتراض أنه لن يقف في الجانب السيئ لترامب مثل سلفه مايك بنس".

وحول اختيار جيه دي فانس، قال مراسل "هآرتس" بن صامويلز: "لقد حاول صقور السياسة الخارجية الجمهوريون والمنظمات اليهودية على الفور إضفاء طابع إيجابي على اختيار ترامب، لأنهم ماذا كانوا ليفعلوا غير ذلك؟ كان فانس لا يزال الخيار الأقل تفضيلًا بين كل المرشحين الأوفر حظًا في المنافسة على هذا المنصب. كانت النائبة إليز ستيفانيك هي المفضلة لدى العديد من الزعماء اليهود الجمهوريين بعد أن اكتسبت شهرة بسبب استجوابها لرؤساء الجامعات بشأن مزاعم معاداة السامية في الجامعات، على الرغم من سجلها في استخدام العبارات المعادية للسامية. وكان المتنافسون الآخرون، السيناتوران تيم سكوت وماركو روبيو، وكذلك حاكم ولاية داكوتا الشمالية دوج بورجوم، من المفضلين لدى طبقة المانحين أيضًا، وخاصة بسبب وجهات نظرهم المتشددة بشأن إيران".

وتابعت الصحيفة: "لقد أُجبر الجمهوريون المؤيدون لإسرائيل بالفعل على تبرير دعمهم لترامب رغم الاستخدام المتكرر للعبارات المعادية للسامية، من خلال الاستشهاد بسجله باعتباره ’الرئيس الأكثر تأييدًا لإسرائيل في التاريخ’، وهو ما أصبح واضحًا تمامًا من قبل الناشطين اليهود والمانحين في الحزب الجمهوري في المؤتمر السنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري في لاس فيغاس بعد أسابيع من السابع من تشرين الأول/أكتوبر".

وأوضحت الصحيفة: "لكن في الوقت نفسه، فإن الأميركيين، بدلًا من أن يكون لديهم نائب رئيس مؤيد لإسرائيل بشكل مطلق يمكنهم الاعتماد عليه كقوة موازنة، على غرار بنس، فإنهم الآن مضطرون إلى التفكير في تبرير دعمهم للرجل الذي غذى الجمود السياسي لعدة أشهر، ومنع إمداد إسرائيل بالمساعدات العسكرية الطارئة بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقد قدم فانس سياسته الخارجية على أنها نوع من "أميركا أولًا مع استثناء إسرائيل"، مستشهدا بالمسيحية وقدرة إسرائيل على توفير قيمتها الخاصة للعلاقات الثنائية مع أميركا، وهو اختبار حاسم يبدو أن أوكرانيا لا تجتازه".

واستمرت في القول: "بناء على هذه النظرة العالمية، فمن الآمن أن نتساءل عما سيحدث إذا لم تستوف إسرائيل معايير فانس؟ وإلى أي مدى قد يصل ’الوقوف إلى جانب إسرائيل’ عندما يستند ذلك إلى مؤهلاته الواضحة كحليف للولايات المتحدة؟"، مضيفةً: "علاوة على ذلك، فإن تناقضات فانس وتردده بشأن ترامب، أي الانتقال من وصفه بأنه ’هتلر أميركا’ إلى أن يصبح نائبه في الانتخابات يمثل تطورًا كبيرًا، ينبغي أن تجعل الناس يتساءلون عما إذا كان لديه الشجاعة الكافية للوقوف في وجه أي عناصر صاعدة من أقصى اليمين في الحزب الجمهوري إذا برزت بشكل أكبر".

وعقبت "هآرتس" على ما سبق، بالقول: إن "هذه القضايا ليست افتراضية: نائب الرئيس على بعد نبضة قلب من الرئاسة، كما يقول المثل. كان ترامب على بعد ملليمترات من الموت قبل 72 ساعة فقط، مما يسلط الضوء على هشاشة الوضع. وبينما تم إيلاء الكثير من الاهتمام للحالة الإدراكية لبايدن، فقد بلغ ترامب مؤخرًا 78 عامًا، وليس هناك ما يضمن أنه قد يستمر لمدة أربع سنوات بصحة جيدة. إذا افترضنا أنه فاز واستمر في منصبه، فسوف يصبح فانس على الفور المرشح المفضل للفوز في انتخابات عام 2028، إذا تمكن من الحفاظ على تأييد ترامب. ولكن ماذا سيحدث عندما يلعب فانس دورًا رائدًا في التفاوض على مذكرة التفاهم العسكرية التالية بين إسرائيل والولايات المتحدة؟ هل سيكون على استعداد لتقديم مليارات الدولارات في شكل مساعدات سنوية غير مشروطة؟ هل يمكنه الإشراف على تغيير جذري في المساعدات الخارجية؟".

وفي محاولة للإجابة على الأسئلة السابقة، بالقول: "في أول تصريحات علنية له منذ حصوله على وضعية نائب الرئيس المحتمل، ردد فانس رأي ترامب الصريح في مقابلة مع شون هانيتي من قناة فوكس نيوز بشأن حرب غزة، مؤكدًا أن إسرائيل بحاجة إلى إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن. أدرك ترامب أن هذه الرسالة لن تلقى صدى لدى الشخصيات الحاسمة في فرصه الانتخابية، فغير موقفه في النهاية قائلًا إن إسرائيل يجب أن تأخذ كل الوقت الذي تحتاجه. ومن المؤكد أن فانس سوف يعدل مساره. ويجب على أي شخص لديه مصلحة في اللعبة أن يسأل نفسه: ماذا يحدث عندما لا يبقى لدى فانس أحد ليتبعه؟".

في المقابل، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، افتتاحية تناولت اختيار جيه دي فانس، بعنوان: "الصديق وقت الضيق: دعم فانس لإسرائيل مرحب به للغاية"، قائلةً: "نحن، دون أن نتخذ أي موقف في الانتخابات الأميركية، نرحب بترشيح فانس، ونشكره على دعمه لإسرائيل في حربها ضد الإرهاب، ونتمنى له التوفيق"، وفق قولها.