يتزايد الحديث عن استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي، طائرات كواد كابتر (Quadcopter) المُسيّرة، منذ بداية عدوانه البري على قطاع غزة.
وطائرات كواد كابتر، هي أقرب للطائرات المُسيّرة التجارية، وتستخدم في أغراض عسكرية ومدنية، وهي في شكلها أقرب للطائرات الهليكوبتر المروحية. وهي طائرة رباعية المروحيات، وتستخدم في النقل خفيف الوزن أو التصوير، فيما تطورت بشكلٍ عسكري، واستخدمت في أغراض المراقبة، كما استخدمتها دولة الاحتلال في إطلاق قنابل الغاز، والتصوير، والاغتيالات.
والميزة الأساسية لهذه المُسيّرة، سهولة البرمجة والاستخدام، بالإضافة إلى دمج تقنيات عدة فيها، مثل تحويلها إلى طائرة مُسيّرة انتحارية، أو كذخيرة متسكعة.
يستخدم جيش الاحتلال طائرات كواد كابتر المُسيّرة بكثافة منذ الأعوام 2018-2019، وبرزت خلال مسيرات العودة
كان الاستخدام الإسرائيلي الأبرز لها في عمليات المراقبة والتصوير، وبالأخص في المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، ولاحقًا في عمليات إطلاق قنابل الغاز، ومن ثم الاغتيالات.
ويعمل على تطوير هذا النوع من الطائرات المُسيّرة شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "إلبيت سيستمز".
ورغم أن الطائرات المُسيّرة، هي مصطلح شامل يضم تحته أي جسم أو مركبة يمكن التحكم فيها عن بُعد، إلّا أن المختلف في كواد كابتر، هو وجود المروحيات فيها في كل زاوية منها. وفي المجمل، كواد كابتر، لن تختلف بالعموم عن الطائرات المُسيّرة، لكنها تستخدم بشكلٍ سلس وعملي، ولا تحتاج إلى مدرج وحاضنة من أجل الإقلاع، ولا تحتاج إلى مهارة عالية من أجل استخدامها، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها بشكلٍ ميداني مباشر.
كواد كابتر انتحارية
في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، كشفت شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية، عن طائرة مُسيّرة صغيرة تسمى "لانيوس" (Lanius)، مصممة لتنفيذ عمليات اغتيال في المناطق الحضرية بالإضافة إلى جمع معلومات استخباراتية تكتيكية في المناطق المبنية وحتى داخل المباني.
ووفق الإعلان الإسرائيلي، فإن الطائرة المُسيّرة، قادرة على التنقل داخل المباني، والتقاط صور لها ورسم خرائط قبل دخول الجنود، ويدمج فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب الشركة الإسرائيلية، فإن طائرة كواد كابتر هذه، يمكنها تنفيذ اغتيالات بشكلٍ آلي، رغم هامش الخطأ فيها. ويمكن أن تصل سرعة الطائرة إلى 72 كيلومترًا في الساعة، دون الكشف عن نوعية المتفجرات التي يتم استخدامها. ويبلغ الحد الأقصى لوزن الطائرة المُسيّرة عند الإقلاع 1.25 كجم ويمكنها حمل حمولة تصل إلى 150 جرامًا.
من غير المعروف اللحظة التي ظهرت فيها مُسيّرات كواد كابتر، لكن يقدر استخدامها الأول ما بين عام 2018- 2019، في القدس والضفة الغربية، وكذلك على حدود قطاع غزة في مسيرات العودة، إذ ظهر استخدامها الأول تحديدًا في عمليات المراقبة والتصوير وإطلاق قنابل الغاز.
ولاحقًا عملت شركات إسرائيلية عدة على تطوير نماذج انتحارية وأخرى تطلق الرصاص.
ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، اغتال الاحتلال الإسرائيلي القيادي والمسؤول العسكري الثاني في سرايا القدس بهاء أبو العطا، من خلال استخدام طائرات مُسيّرة من طرار كواد كابتر.
إذ أشارت التحقيقات إلى أن طائرة كواد كابتر كان تحلق فوق وفي محيط منزل أبو العطا قبل اغتياله.
كما أكد الاحتلال استخدام الطائرة المُسيّرة الصغيرة، في حرب "سيف القدس" في أيار/ مايو 2021، مشيرةً إلى تنفيذها عدة عمليات اغتيال، بالإضافة إلى الهجوم على راجمات الصواريخ، والاستمرار في الرصد.
ووفق تقارير إسرائيلية، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي، أمر بزيادة معدل إنتاج الحوامات الهجومية في إطار الاستعدادات للحرب المقبلة والتعامل مع التهديد الصاروخي.
وطورت شركة Smart Shooter الإسرائيلية، سلاحًا آليًا، يمكنه إطلاق النار على أهداف ثابتة أو متحركة أثناء الطيران، وتستخدم في الحوامات الهجومية، المعروفة محليًا باسم "كواد كابتر". إذ "يمكن تركيب بندقية هجومية أو بندقية قنص على النظام وتشغيلها عن بعد بواسطة المشغل".
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى استخدام هذه المُسيّرات في إسقاط البالونات الحراقة، التي استخدمت بكثافة في مسيرات العودة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي، يكثف استخدام هذه المُسيّرات في أعقاب الحروب تحديدًا، أو جولات المواجهة، إذ تعمل على تصوير مناطق عدة في القطاع، وتحاول بناء تخطيطات للمناطق في قطاع غزة.
لماذا كواد كابتر؟
طور الاحتلال طائرات كواد كابتر، من أجل الحروب في المناطق الحضرية، إذ تهدف إلى تحقيق كثافة نيران في هذه المعارك، بالإضافة إلى استخدامها من قبل قوات المشاة، كما يمكنها من التحلق داخل المباني.
وتعتبر من الأسلحة خفيفة الوزن، وتكون فاعليتها ضمن مئات الأمتار فقط، لكنها تناسب القتال داخل المدن.
وفي تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أكدت استخدام هذه النوع من المُسيّرات في قطاع غزة، مؤكدة على تطويرها ضمن مشروع مشترك بين جيش الاحتلال شركة إلبيت سيستمز.
وتشير إلى قدرة هذه الحوامات على طيران من مطار صغير، يُعدّ بشكلٍ ميداني. بالإضافة إلى استخدام الطائرة المُسيّرة "ماعوز"، التي تصنعها شركة رافائيل الإسرائيلية، وهي عبارة عن مُسيّرة انتحارية.
إسقاط كواد كابتر
العيب الأساسي المرتبط في مُسيّرة الكواد كابتر، مرتبط في سهولة إسقاطها، إذ يمكن ذلك من خلال الأسلحة الخفيفة، والبنادق الهجومية.
ونفذت عدة عمليات إسقاط لهذه المُسيّرات، في مخيم جنين، والبلدة القديمة في مدينة نابلس، بالإضافة إلى قطاع غزة، التي تم إسقاطها خلال مسيرات العودة، بالإضافة إلى إسقاطها من قبل المقاومة بالنيران الرشاشة.