24-يوليو-2024
زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال خطابه أمام الكونغرس، إن "سكان غزة لا يحصلون على مساعدات كافية لأن حماس تسرقها". وأضاف: "أن كل رجل وامرأة وطفل في غزة يحصلون على ما يكفي من الغذاء"، وفق قوله.

عملية تفتيش الإمدادات التي تدخل إلى القطاع المحاصر من إسرائيل، شاقة وغير شفافة

زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال خطابه أمام الكونغرس، إن "سكان غزة لا يحصلون على مساعدات كافية لأن حماس تسرقها". وأضاف: "أن كل رجل وامرأة وطفل في غزة يحصلون على ما يكفي من الغذاء"، وفق قوله.

واتهمت كل وكالات الإغاثة الكبرى العاملة في غزة، إسرائيل بإبطاء تدفق المساعدات إلى غزة.

ويقول المسؤولون إن عملية تفتيش الإمدادات التي تدخل إلى القطاع المحاصر من إسرائيل، شاقة وغير شفافة. فقد تم رفض أو تقييد دخول مواد تتراوح من الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى الألعاب والكرواسون بالشوكولاتة.

تحدث نتنياهو عن دخول المساعدات إلى غزة، بما يتناقض مع كافة التقارير الأممية

وبحسب مصادر إغاثية، فإن العاملين في المجال الإنساني لا يحصلون دائمًا على إذن للوصول إلى الشحنة التي تنتظرهم، منذ إغلاق معبر رفح، بعد احتلاله.

وفي بعض الأحيان هذا العام، انهار حجم المساعدات المقدمة إلى أجزاء من غزة بعد أن استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية أفراد الشرطة الذين يحرسون القوافل.

وخلال خطابه، قال نتنياهو: "لقد اتهم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إسرائيل بشكل مخزٍ بتجويع شعب غزة عمدًا: هذا هراء تام. إنه اختلاق كامل. لقد مكنت إسرائيل أكثر من 40 ألف شاحنة مساعدات من دخول غزة. وهذا يعادل نصف مليون طن من الغذاء!".

وبحسب البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة، دخل ما مجموعه 25,183 شاحنة إلى غزة قبل اقتحام القوات الإسرائيلية لمعبر رفح في أيار/مايو، الأمر الذي أثر على نقطتي العبور في الجزء الجنوبي من القطاع. 

وتقول نفس البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة إن ما مجموعه 2,835 شاحنة فقط دخلت غزة عبر معبري كرم أبو سالم وإيريز في الشمال في الأشهر التي تلت ذلك، وهو جزء ضئيل من الاحتياج.

وفي المجمل، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، دخلت 28018 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ بدء الحرب. وقد دخلت كمية إضافية قليلة من الإغاثة عبر الميناء الذي بنته الولايات المتحدة، ولكن لم يُنظَر إلى هذا باعتباره جهدًا ناجحًا لتعزيز إمدادات المساعدات.

وكان الرصيف الأمريكي يهدف أيضًا إلى التغلب على ما وصفته منظمة الإغاثة أوكسفام، في تقرير لها في وقت سابق من هذا العام، بالعرقلة المتعمدة من جانب إسرائيل للمساعدات.

وأضافت سالي أبي خليل، مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: "إن السلطات الإسرائيلية لا تفشل في تسهيل جهود المساعدات الدولية فحسب، بل تعمل على عرقلتها بنشاط".

وفي وقت سابق من هذا العام، حذرت الهيئة الرائدة في العالم في مجال المجاعة، وهي منظمة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، من أن غزة على شفا المجاعة إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء.

وفي تقرير صدر في حزيران/يونيو، قالت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للمنظمة إنه على الرغم من الزيادة في السلع المسموح بدخولها إلى شمال غزة، فإن "الأدلة المتاحة لا تشير إلى حدوث مجاعة حاليًا". لكنهم أضافوا أن خطر المجاعة لا يزال قائما.

وأوضحت المؤسسة: "إن الوضع في غزة لا يزال كارثيا وهناك خطر كبير ومستمر من المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة. ومن المهم أن نلاحظ أن التحسن المحتمل في حالة التغذية الذي لوحظ في نيسان/أبريل وأيار/مايو لا ينبغي أن يسمح بمساحة للرضا عن خطر المجاعة في الأسابيع والأشهر المقبلة. إن الطبيعة المطولة للأزمة تعني أن هذا الخطر لا يزال مرتفعًا على الأقل كما كان في أي وقت خلال الأشهر القليلة الماضية".

وفي الخامس والعشرين من حزيران/يونيو، قال كبار الخبراء في مجال الجوع في العالم إن ما يقرب من نصف مليون من سكان غزة -أي ربع سكان القطاع تقريبًا- أصبحوا على شفا المجاعة. وفي المنطقة الشمالية الأكثر تضررًا، قال 56% من الأسر التي شملها الاستطلاع إنهم استبدلوا الملابس بالطعام. وقال نصفهم إنهم بحثوا بين الأنقاض عن شيء يأكلونه.

وفي وثيقة نشرت إلى جانب بيان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الصادر في 20 أيار/مايو، اتفقت لجنة من الخبراء المستقلين الذين راجعوا ملفات القضية مع تقييمه لجميع التهم، بما في ذلك التجويع. وجاء في البيان "هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت شكلا خطة مشتركة، مع آخرين، لارتكاب جريمة استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب".

وتقول جماعات إنسانية إن غزة تحتاج إلى نحو 500 شاحنة يوميًا لتلبية احتياجاتها الأساسية، وهو رقم لم يصل إليه أحد على مدار أيام الحرب، وفي بعض الأيام، انخفض الرقم إلى رقم أحادي.

وفي شهر أيار/مايو الماضي، قال جورج بيتروبولوس، رئيس مكتب وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة: "لقد نفدت منا اللغات التي نستطيع من خلالها نقل احتياجاتنا إلى حكومة إسرائيل. ليس لدي وقود. لقد نفدت منا المستودعات. أنتم تقتلون موظفي".

وفي سياق متصل، شاهد السيناتور الأميركي بيرني ساندرز (مستقل من ولاية فيرمونت) خطاب نتنياهو على شاشة التلفزيون في مكتبه الواقع في الشارع المقابل لمبنى الكابيتول. وقال ساندرز للصحافيين بعد ذلك: "أعتقد أن نتنياهو هو مجرم حرب وديماغوجي. أعتقد أنه كاذب وأعتقد أنه من أجل إنقاذ جلده السياسي في إسرائيل - حيث لا يحظى بشعبية كبيرة - فهو مستعد لتجويع مئات الآلاف من الأطفال في غزة".

وأشار إلى أنه لا يشعر بأي ندم بشأن غيابه عن الخطاب: "أعتقد أنه من المحزن حقًا أن تتم دعوته للتحدث أمام جلسة مشتركة للكونغرس".