17-أكتوبر-2022
صورة عامة

صورة عامة لغزة مع قوس المطر | تصوير عبد الرحيم خطيب

الترا فلسطين | فريق التحرير

خلصت دراسة أعدها معهد الأمن القومي الإسرائيلي حول تداعيات "التغير المناخي على قطاع غزة" إلى أن هذه الظاهرة تحمل في جعبتها ظروفًا اقتصادية صعبة ومعاناة إنسانية معقدة وضغطًا على البنية التحتية في قطاع غزة، وسيكون لها تأثيرها حتى على "إسرائيل".

من المتوقع أن تكون موجات الحر في قطاع غزة، كما هو الحال داخل الخط الأخضر، أطول وأكثر حدة وتكرارًا، وستظهر أيضًا في الأشهر التي كان ظهورها فيها نادرًا حتى الآن

وبحسب الدراسة فإن جميع السيناريوهات تؤكد أن متوسط درجة الحرارة في قطاع غزة سيرتفع بحوالي 1.5 درجة مئوية حتى عام 2050، خاصة في فصل الصيف، لكن الارتفاع سيشمل أيضًا المواسم الانتقالية (الخريف والربيع)، وسيكون الصيف أطول على حساب الشتاء.

وتتميز غزة بخصائص الساحل والسهل الساحلي، ومن المتوقع أن يشهد كلاهما زيادة حادة في عدد الأيام الحارة التي تزيد فيها درجة الحرارة عن 30 درجة. ومن المتوقع أن تكون موجات الحر في قطاع غزة، كما هو الحال داخل الخط الأخضر، أطول وأكثر حدة وتكرارًا، وستظهر أيضًا في الأشهر التي كان ظهورها فيها نادرًا حتى الآن.

وتوقعت الدراسة، أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة الصعوبات في القيام بالنشاطات، خاصة النشاط الاقتصادي، وسيُعرض صحة السكان الذين لا يتوفر لديهم مكيفات هواء (غالبية سكان غزة) للخطر، كما سيزيد من الطلب على أدوات التبريد التي سيكون من الصعب توفيرها، إضافة لارتفاع الضغط على البنية التحتية والكهرباء.

وأكدت، أنه يصعب تقييم الاتجاهات المناخية في قطاع غزة بدرجة عالية من الدقة،  لعدم وجود بنية تحتية دقيقة لجمع بيانات الأرصاد الجوية من المنطقة، وهذا سيزيد من المصاعب التي يتوجب على السكان مواجهتها، خاصة المزارعين والصيادين الذين يعتمدون على التوقعات. لكن دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية طورت مؤخرًا تنبؤات مناخية حتى عام 2100 حول ارتفاع درجات الحرارة المتوقع، والظواهر الجوية الشديدة، مثل موجات الحرارة من جهة والعواصف المطرية من جهة أخرى، إضافة إلى التنبؤات الخاصة بأنماط هطول الأمطار، التي تعتمد أيضًا على محطات قياس قريبة من غزة، ويتم من خلالها الحصول على مؤشر للطقس في غزة.

وتوقعت الدراسة أن يعاني قطاع غزة من انخفاض في كمية الأمطار، يشمل كامل منطقة السهل الساحلي الجنوبي، وهذا سيؤثر على إمكانية استعادة الخزان الجوفي الساحلي من خلال إعادة تعبئته من مياه الأمطار، وكذلك على الزراعة في قطاع غزة.

سيعاني قطاع غزة من انخفاض في كمية الأمطار، يشمل كامل منطقة السهل الساحلي الجنوبي، في حين ستكون فترات هطول الأمطار أشد، ترافقها العواصف المطرية الشديدة التي قد تؤدي إلى فيضانات وسيول

في الوقت نفسه، ستكون فترات هطول الأمطار أشد، ترافقها العواصف المطرية الشديدة التي قد تؤدي إلى فيضانات وسيول، وهي ظاهرة معروفة بالفعل في غزة حاليًا، فعلى سبيل المثال في كانون ثاني/يناير 2022، ضربت الفيضانات مئات المنازل وشلت شبكات الصرف. كما يمكن للعواصف أن تلحق الضرر بالبنية التحتية الهشة للكهرباء والمياه.

وتوقعت الدراسة أيضًا ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي 0.8بحلول نهاية القرن، وهذا سيعمق تغلغل مياه البحر في اليابسة بمعدل حوالي نصف كم، سيُضاف إلى معدل التغلغل الحالي (1-3 كيلومترات) حسب المنطقة، "وهذا فوق قدرة قطاع غزة على التحمل، لأنه ذلك سيلحق الضرر بالتربة وسيجعلها غير قابلة للزراعة".

وحذرت الدراسة صناع القرار السياسي والعسكري في "إسرائيل" وفي المجتمع الدولي أيضًا من أن غياب التخطيط لمواجهة تداعيات تغير المناخ في غزة سيكون لها تداعيات أمنية سلبية على "إسرائيل" أيضًا وليس فقط في قطاع غزة، داعية إلى صياغة سياسة لإدارة القضايا البيئية العابرة للحدود تجاه غزة.