على مدار 20 يومًا لم تجد وزارة الصحة في قطاع غزة، الوقت من أجل تثبيت قائمة بأسماء شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل، واكتفت بإعلان الأرقام التي تتغير كل ساعة. وبينما تعاني الطواقم الطبية في قطاع غزة، من نقص في المعدات والأطقم، والاستهداف الإسرائيلي للأطباء وعائلاتهم، استمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في قيادة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشكك في أرقام وزارة الصحة، حول أعداد الشهداء.
وبينما استخدم بايدن طوال الأسابيع الماضية، لغة حرب أمريكية، تدعو إلى التدمير والقتل، لكن ضمن القانون، واعتبر المستهدف المدني في قطاع غزة "ضرر جانبي"، فقد اعتبر "الحقيقة" الوحيدة هي تلك التي تصله من "إسرائيل".
على مدار 20 يومًا لم تجد وزارة الصحة في قطاع غزة، الوقت من أجل تثبيت قائمة بأسماء شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل، واكتفت بإعلان الأرقام التي تتغير كل ساعة
وقال بايدن، إنه "لا يثق في أرقام القتلى المدنيين التي قدمتها وزارة الصحة في غزة التي تسيطر عليها حماس"، موضحًا: "ليس لدي أدنى فكرة أن الفلسطينيين يقولون الحقيقة بشأن عدد القتلى. أنا متأكد من أن أبرياء قتلوا، وهذا ثمن الحرب".
وردًا على تصريحات بايدن، قال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة: "نرفض تشكيك الإدارة الأمريكية في الأرقام التي نعلنها عن أعداد الشهداء"، وأضاف: "ما كُنّا لنعلن أسماء الشهداء لولا التشكيك الذي أبدته واشنطن وتل أبيب".
وفي المقابل، أكد مدير مكتب فلسطين/ إسرائيل في منظمة هيومن رايتس وتتش عمر شاكر، أن أرقام وزارة الصحة الفلسطينية موثوقة، وفي مقارنة عمل المنظمة المستقلة مع أرقام الوزارة فإنه لم يظهر أي "انحرافات كبيرة في الأرقام"، كما أشارت مصادر في الأمم المتحدة للاعتماد عليها سابقًا. وفي الماضي، اعتمد التقرير السنوي لحقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشكل غير مباشر على الأرقام التي تنشرها الوزارة نفسها في نقله عن إحصاءات الأمم المتحدة المستمدة من البيانات الفلسطينية.
وفي تقرير وزارة الصحة، الذي جاء في 212 صفحة، شمل عرضًا تفصيليًا لأسماء الشهداء الرباعية، والعمر والجنس ورقم الهوية، لـ 7028 شهيدًا، كان عدد الأطفال من بينهم 2913، وبلغ عدد الشهداء من الأطفال والنساء 6042،بما نسبته 85.9% من مجمل عدد الشهداء.
فيما لا يشمل التقرير 281 شهيدًا غير معروفة هويتهم، كما لا يشمل الأشخاص الذين وصلت بلاغات عن كونهم تحت الأنقاض، ولم يتم انتشالهم حتى الآن ويقترب عددهم من 2000. ولا يضم التقرير الشهداء الذين تم دفنهم مباشرةً، أو الذين لم تستكمل المستشفيات إجراءات تسجيلهم، مما يعني أن عدد الشهداء قد يقترب من 10 آلاف.
ووفق التقرير، فإن عدد الشهداء من الذكور يصل إلى 3899 بما نسبته 55.5%، وعدد الإناث 3129، بما نسبته 44.5%، ويشكل الأطفال نسبة 41.4% من مجمل الأرقام.
وبحسب التقرير، فإن يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر كان فيه العدد الأعلى من الشهداء باستشهاد 756، فيما كان اليوم الأقل هو 8 تشرين الأول/ أكتوبر باستشهاد 180 فلسطينيًا، بمعدل استشهاد 350 يوميًا.
وبتفحص أرقام التقرير، فإن أسماء أول 88 شهيدًا، هم من عائلة واحدة، والأسماء 72 التالية أيضًا من عائلة أخرى واحدة، والأسماء 65 التالية هي من عائلة أخرى، و60 اسمًا التي تليها من نفس العائلة.
ويقدم التقرير أعمار الشهداء، لكنه يستخدم وحدة أقل من عام، للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين أيام وصولًا إلى عام واحد، وهم 132 شهيدًا، وفي أعداد الأطفال يستثنى منهم 248 من مجهولي الهوية.
وكررت وزارة الخارجية الأمريكية، الموقف الأمريكي المنحاز تمامًا لإسرائيل، قائلةً: إن "واشنطن تعلم أن عددًا كبيرًا من الأشخاص لقوا حتفهم في غزة، ولكن ليس لديها تأكيد مستقل لهذه الأرقام"، مضيفةً أنها لا تثق في الأرقام الصادرة عن حماس، وفق تعبيرها.
يقدم التقرير أعمار الشهداء، لكنه يستخدم وحدة أقل من عام، للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين أيام وصولًا إلى عام واحد، وهم 132 شهيدًا
وقال البيت الأبيض: "نعرف أن هناك ضحايا مدنيين في غزة، ولكن لا ينبغي الاعتماد على أرقام حركة حماس ووزارة الصحة بغزة. أعداد الضحايا في غزة ليست قريبة من الأرقام التي تخرج من هناك"، على قوله.