بعد أن وصل أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم في ثلاجات الاحتلال إلى طريق مسدود في نضالهم لاسترداد جثامين أولادهم، شرع الأسير سامر العيساوي (43 عامًا) بإضراب مفتوح عن الطعام، لتسليط الضوء على قضيتهم، رغم تحذيرات الأطباء لأنّ جسده المنهك الذي خاض الإضراب الأطول في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة، لا يحتمل المزيد.
منذ 21 يومًا، يواصل سامر العيساوي من القدس، خوض معركة الأمعاء الخاوية بهدف تحريك ملف استرداد جثامين الشهداء
ومنذ 21 يومًا، يواصل سامر العيساوي من القدس، خوض معركة الأمعاء الخاوية بهدف تحريك ملف استرداد جثامين الشهداء، ومن بينهم الشهداء الأسرى الذين ارتقوا في سجون الاحتلال.
والأسير سامر العيساوي، من بلدة العيساوية في القدس، من بين من جرى الإفراج عنهم في صفقة "وفاء الأحرى"، وأعاد الاحتلال اعتقاله، وهو محكوم بالسجن 30 سنة.
تقول المحامية والأسيرة المحررة شيرين العيساوي، إن شقيقها متعلق بكل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية وكل شيء فيها يهمه ويشغل باله، فلا يوجد أي علاقة شخصية له مع أحد الشهداء الأسرى المحتجزين أو مع عائلات هؤلاء الشهداء، ولكن هذه القضية ظلّت تلقى اهتمامه منذ سنوات.
وتابعت العيساوي في حديث مع "الترا فلسطين" إن سامر عندما تحرر من السجن سابقًا، كانت هذه القضية تلقى جل اهتمامه بالإضافة إلى قضية القرى المهجرة، ودومًا ما كان يتحدث عن قضية جثامين الشهداء.
وأكدت أن قرار شقيقها بخوض هذه المعركة جاء بعد أن وصلت قضية الجثامين إلى مرحلة ليس فيها أي جهد رسمي لتحريك هذا الملف.
وحول مطلب سامر، إن كان بالإفراج عن الجثامين أو بقرع جدار الخزان فقط، ردّت شيرين العيساوي أن إضراب سامر هو إضراب تضامني مع قضية جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، حتى تأخذ هذه القضية صدىً يقود إلى تسليم الجثامين إلى أهلهم لدفنهم وإكرامهم.
إضراب سامر هو إضراب تضامني مع قضية جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال
وأضافت أن مطلب سامر ليس مطلبًا شخصيًا، إنما هو مطلب كل إنسان، فاحتجاز الجثامين مرفوض، ويجب أن يتم تحريك هذا الملف من خلال المؤسسات الرسمية والحقوقية، ولا يجوز ترك جثامين الشهداء بلا متابعة، كما أن الأهالي لا يجدون جهة يتوجهون إليها.
عائلة سامر العيساوي ممنوعة من زيارته منذ سنوات، ولا تعرف شيئًا عن وضعه الصحي، خصوصًا بعد تعرّضه للقمع الأخير
وتقول شيرين العيساوي إنهم لا يعرفون شيئًا عن سامر، وعندما بدأ في الإضراب كان في قسم 25 بسجن النقب، وتعرض للقمع ونقل إلى قسم 5، ومن ثم نقل إلى عزل سجن ريمون، وانقطعت أخباره بشكل كامل، حيث يمنع الاحتلال المحامي من زيارته.
ما يثير مخافة الأهالي أن سامر العيساوي، خاض أكثر من إضراب عن الطعام، كان آخرها الإضراب الجماعي مع الأسرى عام 2016 وكان وضعه صعبًا، حيث تم نقله للمستشفى.
وكان العيساوي قد خاض إضرابًا عن الطعام عام 2012 في الأول من شهر آب/ اغسطس، استمر حتى 23 نيسان/ ابريل عام 2013، وهو الأطول في إضراب الحركة الأسيرة الفلسطينية، وذلك بعد أن أقدمت سلطات الاحتلال على اعتقاله عام 2012 بعد عدة أشهر من الإفراج عنه في صفقة التبادل.
وعقب انتصاره في تلك المعركة والإفراج عنه، منعه الأطباء حينها من صوم شهر رمضان، بسبب وضعه الصحي، وبالتالي فإن جسمه لا يحتمل خوض إضراب جديد عن الطعام.
تحتجز "إسرائيل" في ثلاجاتها 118 شهيدًا، إلى جانب 254 شهيدًا جرى دفنهم في مقابر الأرقام
تقول شيرين، إن عائلتها تعرف بماذا يشعر أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، لأن عمها أسامة استشهد عام 1982، ودفن في منطقة مجهولة دون معاينته من قبل العائلة. وتضيف أنهم لا يعرفون لليوم أين دُفن أسامة العيساوي، بشكل دقيق.
وحول إن كانت قضية إضراب سامر بدأت تحقق صدى في تحريك الملف، ترد شيرين بأنه حتى الآن لا يوجد شيء، ولكن قبل أسبوع تحدثت ناشطة في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وأخبرتها أنها أوصلت قضية سامر وإضرابه عن الطعام حول هذه القضية إلى جلسة لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ولكن لا يوجد أي متابعة، ويجب أن يكون هناك ضغط على الاحتلال للإفراج عن الجثامين. وتضيف شيرين، المفترض أن يطرح مندوب فلسطين في الأمم المتحدة هذا الموضوع.
وتشدد شيرين العيساوي أن شقيقها لن يفك إضرابه عن الطعام إلا بعد تحريك القضية وأخذها الاهتمام المطلوب.
ومنذ عودة سلطات الاحتلال إلى سياسة احتجاز جثامين الشهداء عام 2015، تحتجز "إسرائيل" في ثلاجاتها 118 شهيدًا، إلى جانب 254 شهيدًا جرى دفنهم في مقابر الأرقام منذ سنوات.