13-نوفمبر-2024
مايك هاكابي وترامب

صرح السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل، مايك هاكابي، بأن إدارة الرئيس الأميركي القادم دونالد ترامب، قد تكون على استعداد لدعم أي خطوة تتخذها حكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية. جاءت تصريحات هاكابي خلال مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردًا على سؤال حول احتمالية ضم إسرائيل للضفة الغربية.  

وقال هاكابي: "بالطبع، هذا ممكن، لكنني لا أقرر السياسات، إنما أُنفذ سياسة الرئيس ترامب. وقد أثبت الرئيس ترامب خلال فترة ولايته الأولى أنه لم يكن هناك رئيس أميركي أكثر دعمًا لترسيخ مفهوم السيادة الإسرائيلية. بدءًا من نقل السفارة إلى القدس، إلى الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، فقد قام بأعمال لم يقم بها أحد من قبل، وأتوقع أن يستمر ذلك النهج".  

التحضيرات لعملية الضم جاهزة، حيث أُعدت الخطط منذ عام 2020 ضمن "صفقة القرن" التي أطلقها ترامب

وعاد موضوع ضم الضفة الغربية إلى الواجهة مجددًا، خاصة بعد فوز ترامب بالرئاسة، ما أدى إلى تجديد الدعوات داخل إسرائيل لدفع هذه الخطوة قُدمًا. وأدلى مسؤولون إسرائيليون بارزون، مثل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتصريحات تؤكد "نية" ضم الضفة الغربية.  

وأعلن ترامب، يوم الثلاثاء، عن تعيين حاكم ولاية أركنساس السابق، مايك هاكابي، سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل. وفي بيان له، أشار ترامب إلى أن هاكابي "يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، كما أن شعب إسرائيل يبادله هذا الحب. وسيعمل مايك بلا كلل من أجل إعادة السلام إلى الشرق الأوسط".  

وسارع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إلى تهنئة هاكابي على تعيينه، حيث كتب على منصة "إكس": "أتطلع للعمل معك لتعزيز الروابط بين شعبينا... كصديق قديم لإسرائيل وعاصمتنا الأبدية، القدس، أتمنى أن تشعر وكأنك في منزلك". وكان هاكابي قد صرح سابقًا بأنه لا يؤمن بوجود ما يسمى بـ"الاحتلال" عند الحديث عن الضفة الغربية. 

خاض هاكابي، البالغ من العمر 69 عامًا، الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري مرتين للحصول على ترشيح الحزب للرئاسة، بما في ذلك في عام 2016 عندما نافس ترامب، قبل أن ينسحب ويدعمه. زار هاكابي إسرائيل مرات عديدة منذ زيارته الأولى في عام 1973، وفي عام 2017، حضر إلى مستوطنة "معاليه أدوميم"، إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وأعرب عن دعمه لمواقف ترامب تجاه إسرائيل.  

وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قال هاكابي: "لا توجد مستوطنات، بل هي مجتمعات، وأحياء، ومدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال". يُذكر أن ابنته، سارة هاكابي ساندرز، تتولى حاليًا منصب حاكم ولاية أركنساس، وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض خلال الولاية الأولى لترامب بين عامي 2017 و2019.  

وفي منشور على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، توقع ترامب أن هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي، "سيعمل بلا كلل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط". وكتب ترامب الذي وصف هاكابي بأنه "موظف عام عظيم": "إنه يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وبالمثل فإن شعب إسرائيل يحبه".

من جهة أخرى، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أمس الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرح في جلسات مغلقة بأنه مع تولي ترامب منصبه في البيت الأبيض، يجب إعادة طرح إمكانية فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية على جدول الأعمال.  

وأكد نتنياهو أنه يتوافق مع أصوات أخرى داخل الائتلاف الحكومي تدعو لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. وكان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قد قال، يوم الإثنين، إن "عام 2025 سيكون عام فرض السيادة على الضفة الغربية".  

ووفق تقارير الإذاعة، فإن التحضيرات لعملية الضم جاهزة، حيث أُعدت الخطط منذ عام 2020 ضمن "صفقة القرن" التي أطلقها ترامب. قاد فريق عمل، بقيادة الوزير الإسرائيلي ياريف ليفين وبالتعاون مع مسؤولين أمريكيين كبار، إعداد الخرائط والتعليمات واللوائح اللازمة لتنفيذ الضم، بما في ذلك تخطيط طرق الوصول إلى المستوطنات وتحديد مناطق التوسع المحتملة لكل مستوطنة.  

ومع ذلك، واجهت خطة الضم معارضة من بعض المستوطنين الذين خشوا أن تؤدي هذه الخطوة إلى اعتراف محتمل بدولة فلسطينية. كما عارض الوزيران بيني غانتس وغابي أشكنازي هذا التوجه عندما كانا في الحكومة الإسرائيلية. وفي النهاية، تم استبدال خطة الضم بـ"اتفاقيات أبراهام" مع عدد من الدول العربية.