17-مارس-2019

الترا فلسطين | فريق التحرير 

لم تتضح تفاصيل الصورة في وسائل الإعلام العبرية إلّا بعد ساعات من التناقض والتخبط من "هجوم سلفيت"، ولكن منذ اللحظات الأولى، بدا أن الرسالة واحدة، تحمل نفس مضمون عملية مفترق "جعفات اساف" قبل عدة أشهر. جنودٌ غير قادرين على حماية أنفسهم في مواقعهم، يفرون من الميدان، ومنفذ يصول ويجول وينسحب آمنًا، مخلّفًا ورائه رعبًا لدى الجنود والمستوطنين. 

  جنود غير قادرين على حماية أنفسهم في مواقعهم، يفرون من الميدان، ومنفذ يصول ويجول  

عملية مفترق بؤرة "جفعات اساف"، قبل عدة أشهر كانت أشارة هامة إلى امتلاك المنفذين زمام المبادرة، بعد نجاحهم بتجاوز كل الإجراءات الأمنية وتوجيه ضرباتهم في مناطق يعتبرها جيش الاحتلال حصينة من الناحية الأمنية. 

فبعد العملية التي نفذها عاصم البرغوثي، سعت "إسرائيل: لترميم شعور "الأمل" لدى المستوطنين، وقبل أن يتلاشيء تأثير تلك العملية جاءت عملية سلفيت اليوم، لتطرح أسئلة عن كفاءة جنود العاجزين عن حماية أنفسهم، في حماية المستوطنين.

  جاءت عملية سلفيت اليوم، لتطرح أسئلة عن كفاءة جنود العاجزين  

المعلومات المتناثرة التي وردت في تغطيات وسائل الإعلام العبرية المختلفة بعد استبعاد المتناقض منها، تعرض مشهدًا مكثّفًا لا يتجاوز 18 دقيقة، لكن أثره يظل عالقًا في الأذهان، سواء لأولئك الذين يرون في المنفذ قدوة جديرة بالاقتداء، كما تشير توقعات مخابرات الاحتلال في أعقاب أي هجوم ناجح.

انطلاقة المشهد تبدأ بانقضاض المنفّذ على الجندي بالسكين، والاستيلاء على سلاحه، دون أيّ ردّ بالنار من قبل الجنود المحيطين بالمكان، ليبدأ بإطلاق النار على المستوطنين المارّين، فيصيب أحدهم ويستولي على سيارته، وينطلق بها إلى نقطة اشتباك جديدة، فيصيب جنديين في رأسيهما. وحتى اللحظة تعجز أي قوة تدخل سريع في محيط المستوطنات عن الاشتباك مع المهاجم الذي يبدو أنه يجيد استخدام السلاح، وحتى الآن تكون قد مضت عشر دقائق على بدئه الهجوم، ثم واصل انسحابه مستقلًا ذات السيارة. 

المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" تال ليف رام، أكد أن الجنود الذين تواجدوا في ساحة العملية لم يطلقوا النار على المهاجم. فيما قال موقع "كيكار هشبات" إن الوحيد الذي اشتبك مع المهاجم هو الحاخام الذي تلقى رصاصة في رأسه وأُصيب على إثرها بجروح خطيرة.

وكشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن جيش الاحتلال فتح تحقيقًا بردة فعل الجنود.

وأكدت القناة الثانية العبرية أن الهجوم أسفر عن مقتل جنديين، فيما أعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال أن جنديًا قُتِلَ نتيجة إطلاق النار في مفرق مستوطنة "أرئيل"، وجنديًا آخر أُصيب نتيجة إطلاق النار عليه في مفرق "غيتاي أفيسار" لكنه لم يُقتل، أما الجريح الثالث فهو حاخام يُعرف بعنصريته ضد المهاجرين الأفارقة، ونشاطه العنيف في شمال الضفة الغربية.

وأكد مستشفى "بنلسون" أن خطر الموت لايزال مُحدقًا بالجندي والحاخام الجريحين، والأطباء يُحاولون إنقاذ حياتهما.

وبحسب المراسل العسكري للقناة 13 أور هيلر، فإن أعمال البحث عن المهاجم يُشارك فيها جهاز "الشاباك" ووحدة النخبة المتخصصة في "مكافحة الإرهاب"، وقوات من الجيش، والوحدات الخاصة "المستعربين - دودفان"، و"إيغوز"، ووحدة كلاب الأثر القتالية "عوكتس"، ووحدة الاستطلاع الجوي، وكتيبة 334 من سلاح المدفعية التي ينتمي لها الجندي القتيل.


اقرأ/ي أيضًا:

دقيقة بدقيقة.. هكذا نُفّذت عملية سلفيت

فيديو وصور | مقتل جنديين وإصابة آخرين قرب سلفيت

صور | الاحتلال يقتحم بروقين بحثًا عن المنفذ