11-نوفمبر-2024
خطة نتنياهو وسموتريتش

بتسلئيل سموتريتش وبنيامين نتنياهو - أرشيفية

أعلن رئيس حزب "الصهيونية الدينية" وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أنّه أصدر تعليمات لمديرية الاستيطان في وزارة الجيش و"الإدارة المدنية" بتهيئة البنية التحتية اللازمة لفرض السيادة على الضفة الغربية، وذلك بعد إعلان فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية.

سموتريتش: الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سيساعدنا في فرض سيادتنا على مستوطنات الضفة

وقال بتسلئيل سموتريتش، إنّه أصدر تعليماته الجديدة، في بداية الاجتماع الأسبوعي لكتلة حزبه في الكنيست، والتي استهلّها بتهنئة ترامب على "فوزه المذهل والسّاحق"، والإشارة إلى أنّ إدارة بايدن الحاليّة اختارت التدخّل في الديمقراطية الإسرائيلية و"عدم التعاون معي شخصيًا كوزير مالية لدولة إسرائيل. اليوم أهنئ الإدارة المنتخبة وأتطلع إلى العمل المشترك والتعاون الوثيق من أجل بما يعود بالنفع على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين".

ورأى وزير الماليّة الإسرائيلي المتطرّف أنّ "فوز ترامب يحمل معه أيضًا فرصة مهمّة لإسرائيل. ففي الولاية الأولى، قاد ترامب تحركات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بهضبة الجولان، والقرار بشأن مشروعية وشرعية المستوطنات في الضفة الغربية، إلى جانب الاتفاقيات الإبراهيمية للتطبيع. لقد كنّا على بعد خطوة من فرض السيادة على المستوطنات في الضفة الغربية، والآن حان الوقت للقيام بذلك".

وأضاف أنّ 2025 هو عام فرض السيادة في الضفة الغربية، وهذه هي الطّريقة الوحيدة لإزالة الخطر المتمثّل بإقامة دولة فلسطينية، وهذا هو ردّنا على يحيى السنوار.

وكشف سموتريتش عن أنّه أعطى تعليماته لمديريّة المستوطنات في وزارة الجيش و"الإدارة المدنية" لبدء عمل الموظفين بشكل احترافي وشامل لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة الإسرائيليّة. وفي المستقبل، أنوي قيادة قرار حكومي ينصُّ على أن الحكومة الإسرائيلية ستعمل لتطبيق السيادة.

وأشار سموتريتش إلى أنّه حتى لو كان هناك في البداية من سيعترض ظاهريًا على تصريحات كذا وكذا، بما في ذلك من الدول العربية، فقد أثبتنا بالفعل في اتفاقيات إبراهيم (التطبيعية) أنه عندما تدافع إسرائيل عن نفسها وعن حقّها فإنّ ذلك في النهاية يحظى بدعم وتقدير الولايات المتحدة والدول العربية المجاورة، ولهذا السبب عليك أن تذهب بكل قوتك في هذه الخطوة. وليس لديّ أدنى شك في أن الرئيس ترامب سيدعم دولة إسرائيل في هذه الخطوة".

سموتريتش: أعطيت تعليماتي لمديريّة المستوطنات في وزارة الجيش و"الإدارة المدنية" لبدء عمل الموظفين لإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة الإسرائيليّة

وأضاف: "فيما يتعلق بالأصوات التي سمعناها في الأيام الأخيرة عن محاولات التوصل إلى تسوية على الجبهة الشمالية، أريد أن أوضح أنّه لا قيمة لكل الأوراق والاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها. لن يقوم أحد بهذا العمل نيابة عنّا؛ لا الجيش اللبناني ولا اليونيفيل ولا أي قوة أجنبية أخرى. لن نثق بعد الآن بأحد سوى أنفسنا (...) لذلك، الشيء الوحيد المهم هو قرار الحكومة وتنفيذه بمواصلة محاربة الإرهاب من الجو والبر والبحر دون توقّف ضدّ أي عدو في جنوب لبنان وبيروت وصور وسوريا وغزة وبالطبع إيران".

وختم سموتريتش كلمته أمام كتلة "الصهيونية الدينية" في الكنيست، بالقول إنّه إذا كانت الجهود الحالية تعني التوصّل لتسوية في الشمال تضمن حرية العمل للجيش الإسرائيلي في حال تطرأ أي تهديد، فإننا سندعم ونعزز هذه التحركات. وإذا كان هناك، أي تقييد فلن نكون طرفًا في هذه السياسة ولن نسمح لها بالمرور. ولهذا السبب، حتى في غزة، نعارض وقف الحرب، ونعارض فرض قيود على الجيش، فيما يتعلق بمواصلة العمل ضد حماس لمنعها من إعادة تسليح نفسها، وإذا واصلنا السير على هذا الطريق فسندمّر أعداءنا ونعيد جميع المختطفين".

فتح: شعبنا سيدافع عن أرضه وسيادته

وردًا على تصريحات سموتريتش، أكدت حركة فتح أن الدولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السّيادة وعاصمتها القدس حتميّةٌ تاريخيّةٌ ونتيجةٌ لتضحيات شعبنا الجسام منذ أن جثم المشروع الصهيونيّ الاستعماريّ على أرضه.

فتح: مزاعم منظومة الاحتلال الواهية لن تطمس الحقوق التاريخيّة لشعبنا

وأضافت في بيان مساء الإثنين، أن تصريحات وزير مالية الاحتلال الفاشيّ بتسئليل سموتريتش تؤكّد مآرب الاحتلال في فرض مخططي التهجير والضّم، والتي تسعى إلى فرضهما من خلال حرب الإبادة الممنهجة على شعبنا في قطاع غزّة والضّفة الغربيّة.

واعتبرت فتح أنّ هذه التصريحات لن تغيّر من الحقائق التاريخيّة التي تؤكّد حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته بموجب قرارات الشرعيّة الدولية، مؤكّدةً أنّ السيادةَ الوطنيّةَ لدولة فلسطين على أراضيها لم تُمنح من الاحتلال، بل انتُزعت بنضال شعبنا وكفاحه منذ مئة عام.

وقالت إنّ الشعب الفلسطيني سيدافع عن أرضه وحقوقه وسيادته مهما كلّف ذلك من تضحيات، وسيُحبط أيّة محاولات لتصفية حقوقه التاريخيّة ومشروعه الوطنيّ التحرّريّ، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخّل الفوريّ والحاسم لوقف مخططات الاحتلال الإباديّة، لافتةً إلى أنّ العام 2025 الذي يتحدّث عنه سموتريتش سيكون عام تجسيد الدولة الفلسطينيّة.

حماس: إعلان سموتريتش يدحض مزاعم الواهمين بتحقيق سلام وتعايش

من جهتها، قالت حركة حماس إنّ تصريحات وزير المالية الصهيوني تؤكد بشكل قاطع نوايا الاحتلال الاستعمارية. وأكدت في بيان أنّ ما أعلنه سموتريتش اليوم عن مضيّه في تنفيذ خطة لبسط السيطرة الصهيونية على الضفة الغربية ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، يؤكد بشكلٍ قاطع نوايا الاحتلال الاستعمارية، وإنكاره حقوق شعبنا الوطنية.

وشددت على أنّ هذا الإعلان يدحض مزاعم الواهمين بتحقيق سلام وتعايش مع هذا الكيان النازي القائم على الإرهاب وسلب الحقوق والأرض.

حماس: لن نسمح للإرهابي سموتريتش وغيره من مجرمي الحرب الصهاينة بتنفيذ أي من مخططاتهم الخبيثة

وجددت حماس التأكيد على أنها والشعب الفلسطيني وكافة فصائل المقاومة مستمرون في التصدي لمخططات الاحتلال. وقالت: لن نسمح للإرهابي سموتريتش وغيره من مجرمي الحرب الصهاينة بتنفيذ أي من مخططاتهم الخبيثة، والتي لن تمنحهم شرعية على أراضينا المحتلة، ولن تغير حقائق التاريخ، بأن الضفة الغربية أرضٌ فلسطينيةٌ خالصةٌ وجزءٌ أصيل من دولتنا الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس.

ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى التحرك الفاعل للجم هذه العصابة الصهيونية الاستعمارية المستمرة في تحدي الشرعية الدولية، ووقف تلك السياسات والمخططات التي لن تزيد الوضع إلا توتراً وتصعيداً على المستوى الإقليمي والدولي.