20-مايو-2024
عصام عابدين خبير قانوني جنائي، يعلق على طلب كريم خان

عصام عابدين من يتحكّم في إصدار مذكرات الاعتقال في النهاية، هي الدائرة التمهيدية وليس المدعي العام

قال الخبير في القانون الجنائي الدولي عصام عابدين لـ "الترا فلسطين" إنه ورغم أهمية الإعلان الذي صدر عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان اليوم الإثنين، فيما يتعلق بإعلانه الطلب من الدائرة التمهيدية للمحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق قادة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقادة من المقاومة في قطاع غزة، إلا أن هناك الكثير من النقاط القانونية حول القرار.

عصام عابدين: كريم خان، يُمارس نوعًا من "الانتقائية" في شخوص المتهمين، وفي الجرائم الدولية محل الاتهام، في الطلب الذي أعلن عنه اليوم، والمقدم إلى الدائرة التمهيدية لدى المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات الاعتقال

وأوضح الخبير في القانون الجنائي الدولي عصام عابدين أن المذكرة تصدر عن الدائرة التمهيدية في المحكمة، وهناك مساحة زمنية بين الإعلان عن طلب إصدار مذكرات الاعتقال والجهة التي تقوم بتصديرها وهي الدائرة التمهيدية في المحكمة، والتي أمامها أكثر من خيار؛ فإما أن تكتفي بالأسانيد التي أبرزها المدعي العام في الطلب، أو تطلب من خان إجراء المزيد من التحقيقات للحصول على المزيد من الأدلة وهذا يحتاج المزيد من الوقت.

وبيّن عابدين أنّ من يتحكّم في إصدار مذكرات الاعتقال في النهاية، هي الدائرة التمهيدية وليس المدعي العام للمحكمة كريم خان.

ولم يستبعد عابدين أن هذه الإجراءات التي يوجد فيها مساحة زمنية بين الطلب وإصدار الدائرة التمهيدية سيتم استخدامها من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية من باب المناورة مع قادة الاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب، من باب زيادة الخناق على نتنياهو والضغط عليه.

وأكد: يجب ألا ننسى أن الولايات المتحدة لها دور كبير في تمويل المحكمة الجنائية إضافة للدول الأوروبية الوازنة مثل ألمانيا، وهذه الدول تتحكم بالمحكمة، ولم نصل إلى هذه المرحلة دون علم هذه الدول، حسب قوله.

واعتبر عابدين أن المدعي العام والمحكمة قاما بعملية انتقائية سواء على مستوى اختيار الأفراد والقادة محل الاتهام المطلوب إصدار مذكرات اعتقال بحقهم، والجرائم التي سيتم المحاسبة عليها، حيث تم إسقاط تهمة الإبادة الجماعية التي قامت بها "إسرائيل" وهي أم الجرائم، وركّز على العنف الجنسي في الجانب الفلسطيني ولم يتطرق له في الجانب الإٍسرائيلي رغم الشهادات الموثوقة من عدة مؤسسات وازنة تدين "إسرائيل"، إضافة إلى المساواة بين الضحية والجلاد.

لماذا أعفى كريم خان رئيس أركان جيش الاحتلال هرتيس هاليفي من مذكرة الاعتقال، إضافة لقادة الوحدات الإسرائيلية التي تواصل القصف والقتل في قطاع غزة؟

وأوضح أن كريم خان أراد أن يُظهر توازنه أمام الاحتلال عبر طلب مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من قادة حركة "حماس" هم يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وإسماعيل هنية، مقابل بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت فقط، وهذا يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا أعفى خان رئيس أركان جيش الاحتلال هرتيس هاليفي من مذكرة الاعتقال، إضافة لقادة الوحدات الإسرائيلية التي تواصل القصف والقتل في قطاع غزة.

وتابع أنّ الانتقائية ترسّخت أكثر باختيار إسماعيل هنية، لأنه الاسم الوحيد من قادة حماس الذي يتحرك خارج قطاع غزة، على عكس السنوار والضيف.

الدول العربية التي تعتبر طرفًا في نظام روما هي فلسطين والأردن ولبنان وجزء القمر وجيبوتي 

وحول إن كان هذا سيدفع هنية لمغادرة قطر أجاب عابدين: "هذا يعتمد على مدى استعداد دولة قطر للتعامل مع المحكمة، سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن قطر ليست منضمة لنظام روما للمحكمة الجنائية الدولية".

وأوضح أن هناك فرقًا بين التعاون الدولي في حال رغبت الدولة بذلك، وبين إذا كان هذه الدولة جزءًا من النظام الأساسي للمحكمة، والمعطيات تقول إن قطر ليست طرفًا في نظام روما الأساسي، أي أنها ليست طرفًا في المحكمة، وكذلك تركيا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الدول العربية التي تعتبر طرفًا في نظام روما هي فلسطين والأردن ولبنان وجزء القمر وجيبوتي.