01-سبتمبر-2024
نتنياهو وغالانت وهاليفي

طالب وزير جيش الاحتلال، يؤاف غالانت، اليوم الأحد، بعقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" وإلغاء القرار الذي اتخذ يوم الخميس الماضي، والمتعلق باستمرار بقاء الجيش في محور فيلادلفيا، ضمن إطار أي اتفاق محتمل حول صفقة تبادل أسرى.

جاء طلب غالانت بعد إعلان جيش الاحتلال عن استعادة جثث ستة أسرى إسرائيليين من نفق في جنوب قطاع غزة، حيث يبدو أنهم قتلوا قبل وصول قوات الاحتلال إليهم، مما أثار غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" صادق في اجتماعه يوم الخميس الماضي على خرائط تقضي ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا

وأكد غالانت على ضرورة انعقاد المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" بشكل فوري للتراجع عن القرار المتخذ يوم الخميس، مشددًا على أن "الوقت قد فات بالنسبة للرهائن الذين قتلوا بدم بارد. يجب إعادة جميع الرهائن الذين لا يزالون في أسر حماس إلى بيوتهم. وستحاسب دولة إسرائيل كل قادة ومقاتلي حماس حتى آخر واحد منهم".

وكان المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" قد صادق في اجتماعه يوم الخميس الماضي على خرائط تقضي ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا، بقرار اتخذ بتأييد جميع أعضائه، باستثناء غالانت الذي عارض القرار، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الذي امتنع عن التصويت.

وكشف يارون أبرهام، مراسل الشؤون السياسية في قناة 12  الإسرائيلية، تفاصيل ما وصفه باجتماع الصراخ بالقول: "عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، دون ترتيب مسبق، خرائط تحدد مواقع بقاء الجيش في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من الصفقة، وطلب التصويت على ذلك. وهذا هو الحوار الذي دار بين غالانت ونتنياهو خلال الجلسة التي شهدت تبادلًا للصراخ:

  • نتنياهو: "أريد أن أطرح قرار بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا للموافقة عليه في المجلس المصغر". 
  •  غالانت: "هذا يعني أنه إن لم توافق حماس على هذا فلن تكون هناك صفقة ولا مخطوفون".
  • نتنياهو: "نعم، هذا هو القرار".
  • رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية: "فلنصوت على الخرائط التي عرضها الجيش في القاهرة".
  • غالانت بغضب: "هذه ليست الخرائط التي أرادها الجيش، لقد عرض خريطة مختلفة. وأنت (لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو) فرضت الخرائط عليهم".
  • نتنياهو صارخًا: "أنا فرضتها؟ أنا فرضتها؟"
  • غالانت: "هذا واضح، بالطبع فرضتها، فأنت تدير المفاوضات منفردًا، فمنذ حل مجلس الحرب ونحن نسمع عن الأشياء بعد حدوثها".
  •  نتنياهو يضرب الطاولة: "أريد التصويت فورًا في المجلس على هذه الخرائط". 
  • هيرتسي هاليفي (رئيس الأركان): "الجيش قادر على العودة إلى محور فيلادلفيا مجددًا في نهاية الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، هناك الكثير من القيود على المفاوضات، ولا يجب إضافة قيد كهذا".
  • رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية الموساد دافيد برنياع: "لا منطق يبرر التصويت الآن، خاصة أن المفاوضات تتمحور الآن على آلية الصفقة وليس محور فيلادلفيا".
  • ديرمر: "رئيس الوزراء الإسرائيلي يستطيع أن يفعل ما يريد".
  •  غالانت: "رئيس الوزراء الإسرائيلي قادر على اتخاذ كل القرارات، إنه قادر أيضًا على إعدام كل المخطوفين".
  • وزراء يصرخون على غالانت: "كيف تخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بهذه الطريقة؟"
  • غالانت مخاطبًا نتنياهو: "في النهاية ستتلقى إملاءات من السنوار وستتراجع". 
  • نتنياهو صارخًا: "أنا لا أتلقى إملاءات من أحد". 
  • غالانت مخاطبًا الوزراء: "أنتم تتخذون قرارًا إن رفضته حماس، فإنكم بذلك تتخلون عن المخطوفين... سأصوت ضد القرار".
  • نتنياهو: "إذا وضعك السنوار في معضلة إما الخروج من فيلادلفيا أو استعادة المخطوفين، فماذا ستفعل؟ سبب البقاء هناك هو سياسي".
  • غالانت: "إذا كان هذا الاعتبار سياسيًا بحتًا، فهذا جيد، لكن عندما يتعلق بحياة 30 شخصًا، فماذا ستفعل؟"
  • نتنياهو: "سأبقى في محور فيلادلفيا".

ورأى يارون أبرهام أن السجال العاصف والمتوتر يفسر سبب عدم حدوث تقدم في المفاوضات.

وبدوره أكد ألون بن دافيد، محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، أن القرار بمواصلة احتلال محور فيلادلفيا يعني التنازل عن الجنود الإسرائيليين الأسرى بالقول: "أنا أعتقد أن كل إسرائيلي يعرف أن الحكومة.. أن المجلس المصغر اختار عدة أمور: التخلي عن المخطوفين، والاستمرار بالقتال في غزة، وعدم إرسال قوات إلى الشمال، وهذا سيؤدي في النهاية إلى جرّنا إلى معركة واسعة في الشمال، لأن الوضع الحالي الذي نخوض فيه حربًا ضراوتها منخفضة، وستقودنا في مرحلة ما إلى معركة أكثر اتساعًا". 

رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا: "قرار بالبقاء في فيلادلفيا يعني أن هناك 3 قرارات: الأول، إقامة موقع عسكري فعاليته العملياتية هي محل شك كبير، مقابل 107 مخطوفين؟ الثاني، الإضرار بإمكانية التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار مع حزب الله وإعادة 100 ألف من السكان إلى منازلهم. الثالث، هناك احتمال كبير جدًا لحدوث تصعيد إقليمي نجحنا سابقًا بطريقة ما بتجنبه"

وقال نوعام تيبون، قائد الفيلق الشمالي سابقًا، في حديث مع قناة 13 إن المذنب الرئيسي في أحداث 7 أكتوبر وكل ما حدث هو نتنياهو، وهو يحاول الآن تحريف الرواية، وهذه إحدى الأمور التي يحاول فعلها دائمًا، حيث يسعى لتحويل التهمة من نفسه إلى الجيش والشاباك. وبيّن أنه كان يجب بدء الحرب بمحور فيلادلفيا، وهذا ما أكدناه سابقًا، لكن نتنياهو تردد في اتخاذ هذا القرار لمدة سبعة أشهر، وهو جزء من الإدارة الفاسدة للحرب. وأضاف: "عندما تُبنى ممرات ومواقع عسكرية، فإن ذلك يعيدنا إلى وضع مشابه للوضع في لبنان. في نهاية الأسبوع الماضي، قُتل عدد ليس بقليل من جنود الاحتياط في نتساريم بتفجير عبوات ناسفة، وسيُقتل المزيد من الجنود هناك، لأن تلك ليست الطريقة الصحيحة لخوض القتال".

فيما قال يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات في الجيش سابقًا، لقناة 12: "قرار بالبقاء في فيلادلفيا يعني أن هناك 3 قرارات: الأول، إقامة موقع عسكري فعاليته العملياتية هي محل شك كبير، مقابل 107 مخطوفين؟ الثاني، الإضرار بإمكانية التوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار مع حزب الله وإعادة 100 ألف من السكان إلى منازلهم. الثالث، هناك احتمال كبير جدًا لحدوث تصعيد إقليمي نجحنا سابقًا بطريقة ما بتجنبه". 

وهاجم غاي بيليغ، محلل الشؤون السياسية في قناة 12، قائلاً: "كيف تحول هذا المحور إلى أساس وجودنا؟ نعم، قولك صحيح، بات أساس وجودنا. في البداية أنا انفعلت من أن قائمة الأماكن المقدسة لدينا، إضافة إلى حائط البراق والحرم الإبراهيمي، انضم إليها مكان مقدس جديد هو محور فيلادلفيا"، وأضاف أن نتنياهو عاجز عن قول الحقيقة، "إنه جبان". مشيرًا إلى أنه "بدلاً من الوقوف أمام الشعب والقول أنا أعارض الصفقة أي صفقة مع حماس، إنه في كل مرة يفشلها بشكل متكرر، ويختلق في كل مرة مبررًا جديدًا فقط لإفشالها".