13-أغسطس-2024
الحرب الأهلية في إسرائيل

مستوطنون يقتحمون قاعدة إسرائيلية لتخليص جنود اغتصبوا أسيرًا فلسطينيًا

حذر إيهود أولمرت، وهو رئيسٌ سابق لحكومة الاحتلال، وبيني غانتس، وزير الجيش سابقًا، من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل، وذلك في تصريحات منفصلة لكل منهما، تأتي انسجامًا مع تصاعد في المخاوف داخل إسرائيل من حرب أهلية، يقول قادة إسرائيليون إنها "تشكل الخطر الأكبر على وجود دولة إسرائيل".

أشار غانتس إلى أن الخلافات في إسرائيل تجاوزت عتبة العنف لفظيًا وجسديًا، محذرًا أن الأمر سينتهي بالقتل

وتحدث بيني غانتس أمام حشد من الإسرائيليين بمناسبة "ذكرى خراب الهيكل"، يوم الإثنين، محذرًا "أننا إذا لم نعد إلى رشدنا فستكون هنا حرب أهلية. ممنوع حجب الحقيقة". وأكد غانتس، أن "هناك قيادة تقسم الشعب، وتسمم البئر التي يشرب منها الجميع".

وقال: "نتنياهو لن يكون مثل مناحيم بيغن، الذي قال لا للحرب الأهلية في أصعب لحظاته، ولن يضحّي بحكومته من أجل حماية الإسرائيليين، ولن يفعل ما هو ضروري من أجل منع الحرب الأهلية".

وأشار غانتس إلى أن الخلافات في إسرائيل تجاوزت عتبة العنف لفظيًا وجسديًا، محذرًا من أن الأمر سينتهي بالقتل، ومضيفًا "أننا لم نتعلم الدرس من 7 أكتوبر، ولا من خراب الهيكل".

وجاءت تصريحات غانتس بعد أيام من مقال نشرته صحيفة هآرتس، لإيهود أولمرت، أكد فيه أن "الخطر الأكبر الذي يهدد حقًا وجود الدولة ويتوقع أن يقوض استقرارها واقتصادها ووحدتها وهويتها، وهو الخطر القادم من الداخل".

وأوضح أولمرت، أن الخطر الداخلي يظهر في تنامي نفوذ "حركة المستوطنين، أصحاب القبعات المنسوجة، الذين يتركزون في مستوطنات الضفة الغربية"، في إشارة إلى مليشيات الإرهاب المدعومة من الوزيرين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

وأشار أولمرت إلى اقتحام قاعدة سديه تيمان، الذي نفذه مستوطنون أواخر شهر تموز/يوليو الماضي لمحاولة إخراج الجنود المتهمين باغتصاب أسير فلسطيني، وعدّ هذا الاقتحام "مجرد مقدمة بسيطة للتهديد الذي يشكلونه"، محذرًا أن الأسلحة التي تم توزيعها مؤخرًا على هذه مليشيات المستوطنين "قد تستخدم في القضاء علينا، نحن اليساريين".

وشدد أولمرت، أن إسرائيل قريبة بالفعل من الحرب الأهلية، وتساءل: "هل هناك احتمالٌ أن يفهموا (المستوطنون في الضفة) أنه لا مفر من التنازل عن هذه الأراضي (الضفة الغربية) من أجل التوصل إلى تسوية تقودنا في النهاية إلى السلام والمصالحة وحياة بلا حرب وسفك دماء وقمع لشعب آخر؟".

وبدأ الحديث عن خطر الحرب الأهلية في إسرائيل قبل عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث أظهر استطلاعٌ للرأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية، في شهر تموز/يوليو 2023، أن 67% من المشاركين في الاستطلاع يخشون من حرب أهلية.

آنذاك، كانت المخاوف تنبع من خطة التعديلات القضائية التي وضعها الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو، وهي الخطة التي قوبلت باحتجاجات كبيرة في إسرائيل، وبرر المحتجون ذلك بأنها محاولة لفرض سيطرة اليمين المتطرف على البلاد، خاصة الجهاز القضائي.

لكن، حتى قبل الخطة القضائية بشهور، وتحديدًا في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، كتب يوفال ديسكن، وهو رئيسٌ سابقٌ لجهاز الشاباك، مقالًا في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حمل عنوان "على شفا حرب أهلية"، حذر فيه أن "الخطر الوجودي على إسرائيل يتمثّل في خطر داخلي".

وأكد ديسكن، في مقاله، أن "إسرائيل تقف على حافة التفكك الاجتماعي والوطني الداخلي، وهذا هو التهديد الوجودي الحقيقي، الذي يجعلها على وشك الانزلاق إلى سلسلة من الصراعات الداخلية العنيفة، والتي قد تؤدي إلى تفكك داخلي، وربما حتى حرب أهلية".

ولم يكن مقال ديسكن، في حينه، بعيدًا عن تصريحات لرئيس الموساد الأسبق، تامير باردو، الذي قال في محاضرة، خلال شهر حزيران/يونيو 2022، إن "إسرائيل قامت بتشغيل آلة التدمير الذاتي الخاصة بها".

وتشهد إسرائيل بعد عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر انقسامًا يوصف بأنه غير مسبوق حول عدة مسائل، أبرزها اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل مع حماس، و"اليوم التالي" في قطاع غزة، وآلية التعامل الأنسب مع حزب الله في لبنان، والسلطة الفلسطينية في رام الله، إضافة إلى تعاظم قوة مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية، وسيطرتهم على مفاصل الحكم، خاصة مع الانتقادات التي يواجهها هؤلاء من حلفاء إسرائيل في العالم.

تشهد إسرائيل انقسامًا يوصف بأنه غير مسبوق، لكن هذا الانقسام بدأ قبل أكثر من عامين، وتعزز على أثر خطة الإصلاحات القضائية، ثم بلغ ذروته إثر عملية طوفان الأقصى

ووصف جو بايدن، حكومة نتنياهو حاليًا بأنها الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، ودعاه إلى تغييرها. كونها تضم مستوطنين ضالعين في تمويل وتسليح مليشيات المستوطنين الإرهابية في الضفة.

ومنذ دخولهما الحكومة، قبل أكثر من عام ونصف، لم يحظى ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بأي لقاء مع مسؤول أميركي أو أوروبي، بل تعرضا في مناسبات عديدة لانتقادات من الولايات المتحدة ودول أوروبية، على خلفية تصريحات لهما، مثل تجويع قطاع غزة، وحرق حوارة. كما رفض الاتحاد الأوروبي مشاركة بن غفير، ممثلًا للحكومة الإسرائيلية، في احتفالات يوم أوروبا.