حققت شركة "إلبيت معرخوت" العسكرية الإسرائيلية، التي تأسست عام 1996 ومقرها حيفا، نموًا ملحوظًا في أدائها المالي خلال الربع الثالث من العام الجاري، حيث ارتفعت أرباحها الصافية بنسبة 30% لتصل إلى 79.1 مليون دولار. كما شهدت الشركة زيادة بنسبة 33% في تراكم الطلبات، ليبلغ إجمالي الطلبات 22.1 مليار دولار مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
ووفقًا للصحفي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية أنس أبو عرقوب، فإن الفيلم الوثائقي "المختبر" (The Lab) الذي عُرض عام 2013، يكشف كيف تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الحروب والعمليات العسكرية لتحقيق أرباح ضخمة، من خلال بيع الأسلحة التي يتم اختبارها ميدانيًا في مناطق مثل قطاع غزة. وأضاف أبو عرقوب أن الأسواق الدولية تفضل شراء الأسلحة التي خضعت لاختبارات ميدانية، حيث تلعب العمليات العسكرية، مثل ما تسمي بـ"الرصاص المصبوب"، دورًا مهمًا في تسويق هذه الأسلحة.
رغم الانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل بعد الحرب الأخيرة، نجحت "إلبيت" في الحفاظ على استقرار مبيعاتها في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا، بينما سجلت تراجعًا طفيفًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وزيادة في أمريكا اللاتينية
"إلبيت معرخوت" من الشركات الرائدة عالميًا في إنتاج الأنظمة الدفاعية، حيث تنتج طائرات بدون طيار مثل "Hermes 900" و"Hermes 450"، بالإضافة إلى أنظمة الحرب الإلكترونية والمراقبة. وقد لفت أبو عرقوب إلى أن طائرة "Hermes 450"، التي نجح حزب الله في إسقاط إحداها مؤخرًا، تُصنع من قبل شركة "حيتس هكيسيف" التابعة لـ"إلبيت" وتستخدمها 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا. كما تميزت الطائرة بقدرتها على التحليق على ارتفاعات عالية وإطلاق صواريخ جو-أرض.
أما طائرة "Hermes 900"، التي دخلت الخدمة عام 2017، فقد تعرضت هي الأخرى للإسقاط على يد حزب الله. تتمتع الطائرة بتقنيات متقدمة للمراقبة والاستطلاع، وتستخدمها عدة دول بما في ذلك سويسرا وكندا والبرازيل.
أوضح موقع "واللا" الإسرائيلي أن الأداء المالي الجيد لشركة "إلبيت" يعزى إلى زيادة الطلب من وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الطائرات بدون طيار والأسلحة، حيث شهدت مبيعات الشركة للوزارة قفزة من 230 مليون دولار إلى 499 مليون دولار في الربع الأخير. كما ارتفعت مبيعات الشركة منذ بداية العام إلى 1.395 مليار دولار مقارنة بـ 730 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي.
ورغم الانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل بعد الحرب الأخيرة، نجحت "إلبيت" في الحفاظ على استقرار مبيعاتها في أسواق أمريكا الشمالية وأوروبا، بينما سجلت تراجعًا طفيفًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وزيادة في أمريكا اللاتينية. كما شهدت الشركة نموًا بنسبة 7% في مبيعات الطائرات بدون طيار، ودعمت قطاعات التكنولوجيا والاتصالات نموًا بنسبة 13%، في حين حقق قطاع الأسلحة والذخائر زيادة بنسبة 24%.
أعلنت الشركة أيضًا عن زيادة في ربحية السهم لتصل إلى 1.77 دولار مقارنة بـ 1.36 دولار في نفس الفترة من العام الماضي، مع توزيع أرباح بقيمة نصف دولار للسهم. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، بتسلئيل ماتشليس: "حققنا نموًا لافتًا في المؤشرات الأساسية، حيث تجاوزت الطلبات المتراكمة 22 مليار دولار، مما يمنحنا مرونة وقوة للاستمرار في التوسع".