الترا فلسطين | فريق التحرير
أغلق "تنظيم فتح" في بلدة قباطية جنوب جنين، اليوم الثلاثاء، مقرّ الهلال الأحمر في البلدة ومنع أكثر من 80 طالبًا يدرسون في مدرسة وروضة تابعة للهلال من الدخول.
إغلاق لمقرّ الهلال الأحمر في قباطية؛ تنظيم فتح والمتبرّع بالمبنى، ومحافظ جنين وأطراف في الهلال تتحدّث لـ "الترا فلسطين" حول هذه الأزمة
وظلت أبواب "الهلال الأحمر" مغلقة طوال اليوم، وظلّ طلبة الروضة والمدرسة في الشارع وفي بيوت محيطة حتى نهاية اليوم الدراسي، بسبب خلاف وقع بين "تنظيم فتح" وصاحب الأرض الذي تبرّع بها لبناء مبنى الهلال وإدارة الهلال الأحمر فرع قباطية.
اقرأ/ي أيضًا: الصحافي طارق سويطات رقيبًا على بلدية جنين
وبدأت القصة وفقًا لممثل "تنظيم فتح" في بلدة قباطية كمال سباعنة من حاجة البلدة لمبنى لدائرة تسجيل الأراضي، وكان الاقتراح الأنسب هو أخذ جزء من مقرّ الهلال الأحمر، "وخاصة بعد طلب صاحب الأرض التدخل من قبل التنظيم بحجة أن الهلال في البلدة غير فاعل ولا يقوم بدوره في المبنى الذي تبرع على أساسه بالأرض، ويوجد 32 غرفة في المقر لا يتم استخدامهن".
وأضاف، "توجهنا إلى المقر الرئيس للهلال الأحمر وطلبنا منهم استخدام المبنى الكبير في مقر الهلال – فرع قباطية، لاستغلال الغرف غير المستخدمة وتحويلها إلى مقر لدائرة تسوية الأراضي "الطابو" مقابل نقل عدد من الطلبة إلى مدرسة الوكالة، وخاصة أن عدد طلبة مدرسة الهلال ومدرسة الوكالة قليل جدًا".
وأشار سباعنة إلى أنه طلب تشكيل هيئة إدارية جديدة في الهلال الأحمر بسبب عدم فاعلية الهيئة الحالية، وعدم قيامها بدورها المطلوب منها في البلدة، وفق قوله، مضيفًا "اتفقنا معهم بحضور محافظ جنين أكرم الرجوب على أخذ اثنين من المباني من أصل ثلاثة وذلك بدءًا من اليوم وحتى تاريخ 15/8 ولكنهم لم يلتزموا بالقرار.
"طلبنا من الموظفين عدم المجيء إلى المبنى اليوم وعدم إحضار الطلاب والتوجه إلى مدرسة الوكالة ولكن مديرة الهلال الأحمر فرع قباطية لم تلتزم بالقرار، وفي الوقت ذاته قلنا لإدارة الهلال الأحمر الرئيسية إننا على استعداد لفتح أي مبنى لهم في حال أرادوا إحضار أي خدمات جديدة للبلد، وكان هناك توافق كبير منهم" يقول سباعنة.
اقرأ/ي أيضًا: اعتداء على موظف بمستشفى جنين.. القضية لم تنتهِ
وعقّب مسؤول متابعات الفروع في الهلال الأحمر مأمون عباسي في حديثه لـ "الترا فلسطين" بالقول: "هذا انتهاك سافر على أملاك الجمعية وجمعية الهلال الأحمر، هذه سابقة خطيرة بالمناسبة وغير مقبولة، ونحن نجري اتصالات، لا يجوز ولا بأي شكل من الأشكال الاعتداء على أملاك الجمعية".
صاحب الأرض خالد أبو وعر قال لـ الترا فلسطين إن سوء استخدام الهلال الأحمر للمبنى كان السبب للمطالبة بتحويله إلى مقرّ لدائرة تسجيل الأراضي، مضيفًا، "كان شرطنا عند تبرعنا بالأرض أن يتم بناء عيادات صحية ورعاية صحية ومستشفى لخدمة البلد ولكن هذه الرعاية الصحية تم إغلاقها".
وأشار إلى أنه تم الطلب منذ سنوات من مديرة الهلال الأحمر في قباطية بتعديل وضع مبنى الهلال الأحمر واستغلال الغرف غير المستخدمة "إلا أنها لم تلتزم بذلك، نحن لا نريد تعطيل الأطفال ولكن تصرفاتها وتغييرها للاتفاق هو ما أوصلنا إلى هنا".
وأضاف أبو وعر أن وكالة الأرض مسجلة باسم بلدية قباطية، وقرار إغلاق المقرّ جاء من رئيس البلدية بلال عساف الذي قال –وفقًا لأبو وعر- إن "هذه الأرض للبلدية ويمكنها التصرف بها كما تريد، بدلًا من عدم استخدامها".
وأخبرنا أبو وعر أنه رفع قضية على الهلال الأحمر في المحكمة، مضيفًا "أنا تبرعت بالأرض لمستشفى ورعاية صحية للبلد ولكن تم استخدام المبنى بطريقة مختلفة، وهذا اعتراضي، أين المستشفى وأين العيادات التي فتحت في البداية ولكن اليوم تم إغلاقها؟ المبنى مبني على أرضي وأنا لي الحق باستعادتها، أو أريد حق الأرض ولكني متبرع لله وأريد خدمة أهل بلدي ومبنى الهلال الأحمر هذا لا يخدم إلا مديرة الجمعية".
مديرة الهلال الأحمر فرع قباطية نوال أبو جعب قالت لـ "الترا فلسطين" إن المبنى الموجود حاليًا هو للهلال الأحمر والأرض للبلدية حسب المتبرعين، مؤكدة أن الرعاية الصحية أُغلقت من مقر الهلال الأحمر الرئيس بسبب عدم وجود خدمات طبية شاملة في الهلال الأحمر الرئيسي بالوقت الحالي.
وأضافت "هذه الأسباب لا تعطي الحق لصاحب الأرض للاستيلاء على المبنى، وبعض غرف المبنى نعم مغلقة ولكن يتوفر بها أجهزة ومعدات تابعة للهلال الأحمر كان سيتم إعادة استخدامها لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت إلى أن هناك أكثر من 80 طالبًا يدرسون في مدرسة وروضة الهلال الأحمر، ظل معظمهم في الشارع حتى انتهاء الدوام الدراسي.
وردت نوال أبو جعب على "تنظيم فتح" بالقول إن التنظيم وبدلًا من التواصل مع إدارة الفرع، تواصل ليلة أمس مع سائق حافلة الروضة ومع عاملة النظافة فيها وطلب منهم عدم نقل الطلاب أو فتح المبنى وإخبار هذا القرار لبقية الموظفين.
شاهد/ي أيضًا: فيديو | ماذا يقول أهل جنين عن مدن فلسطين؟
مأمون عباسي ردّ على حديث التنظيم وصاحب الأرض بالقول "إنه كلام غير دقيق"، وأضاف، "كان هناك حوار مفتوح برام الله الأسبوع الماضي حول أن تستفيد البلدية –وليس التنظيم- من جزء من مبنى الهلال الأحمر، ونحن كان لدينا مبنى للرعاية الطبية الصحية وتم وقف العمل فيها، ووافقنا بشكل مبدئي أن تستغل البلدية أحد المباني وهو مبنى منفصل تقريبًا عن مبنى مقر الهلال الاحمر، وتم ذلك بحضور اللواء أكرم الرجوب محافظ محافظة جنين".
وأوضح أن الرجوب حدد استخدام المبنى من بداية شهر نيسان وحتى تاريخ 15/8، مضيفًا، "ما حدث أنه لم يعجبهم المبنى الذي حددناه لهم، وحاولوا السيطرة على المبنى الرئيس للهلال ونحن راجعنا المحافظ بأن هذا يعدّ تعديًا على الجمعية وأملاكها، ولم يكن هناك اتفاق على أخذ المقر بشكل كامل.
وبالنسبة للاحتجاجات ضد إدارة الهلال الأحمر في قباطية قال، "هذا موضوع والتعدي على ممتلكات الهلال موضوع آخر، حتى لو كان هناك تقصير من الهيئة الإدارية بتقديم الخدمات، لا يشرع ولا يجوز التعدي على مبنى الجمعية وطرد أطفالها والاعتداء على سائق حافلة الهلال بالضرب".
وأضاف، "قد نتفق على وجود تقصير ما، وهذا يتم علاجه بطرق مختلفة، وبالفعل أنا وصلت معهم لمرحلة أنّه سيتم تغيير الهيئة الإدارية بالكامل وسنفتح باب التنسيب والعضوية لمن تريد من السيدات في قباطية، ووعدتهم أن بعض الأسماء لن تعود إلى الهيئة الإدارية، ولكن ما حدث غير مقبول أبدًا".
وختم حديثه قائلًا، "بعد كل ما حدث وبشكل نهائي نرفض استخدام المبنى بهذه الطريقة، ونرفض استخدام المبنى لمؤسسة حكومية اسمها "الطابو"، نرفض ذلك بالمطلق، ونحمل المسؤولية الكاملة لما حدث أو يحدث، لرئيس بلدية قباطية عن أي ضرر يحدث للأطفال أو للمعلمات".
وفي حديث "الترا فلسطين" مع محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب قال: "لا يوجد ما أقوله للإعلام في الوقت الحالي ولن أعلق على أي شيء، ولكن منع الطلاب من الدخول إلى مدارسهم يعد جريمة مخالفة للقانون نرفضها".
وقد حاولنا كذلك التواصل مع رئيس بلدية قباطية بلال عساف للحصول على تعقيبه حول ما يحدث، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا حتى لحظة نشر التقرير.
اقرأ/ي أيضًا:
150 مسمارًا في بطن أربعيني من جنين!