26-أكتوبر-2016

صورة توضيحية من الأرشيف

أصيب شاب وطفل، خلال اشتباكات مسلحة اندلعت في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، في إطار تصعيد ميداني شهدته ثلاثة مخيمات بالضفة الغربية، الليلة الماضية، بين مسلحين ومحتجين وأجهزة أمنية، إضافة لاعتقال ناطق باسم حركة فتح في عناتا.

وبدأ التصعيد عند السادسة مساءً، عندما حاولت قوات من الشرطة الخاصة والأمن الوطني وحرس الرئيس دخول مخيم الأمعري المجاور لمدينة رام الله، تزامنًا مع وقفة تضامنية مع النائب جهاد طمليه من المخيم، الذي أصدر الرئيس محمود عباس قرارًا بفصله من حركة فتح السبت الماضي.

وتصدى شبان وفتية من المخيم لقوات الأمن بالحجارة، فيما أطلق رجال الأمن قنابل غاز على المخيم، وأغلقوا جميع محاوره وتمركزوا في محيطه، دون التقدم داخله.

مصادر فتحاوية تقول إن دحلان يملك نفوذًا عميقًا في مخيمات جنين وبلاطة والأمعري وأن أبو مازن قرر استخدام القبضة الحديدية ضدهم

وقالت مصادر محلية، إن أجهزة الأمن نشرت قواتها على امتداد عدة كيلو مترات من مخيم الأمعري في شارع القدس وصولاً إلى منطقة "عرابي – إشارات أم الشرايط" أول كفر عقب، واستمرت الأحوال على هذا النحو لساعات، مبينة، أن المواجهات في المخيم ظلت محدودة ولم تسفر عن إصابات.

اقرأ/ي أيضا: هل بدأت "فتح" حربا على منتقدي الرئيس؟

وتزامنًا مع ذلك، خرجت مسيرة في مخيم بلاطة تضامنًا مع الأمعري، وأغلق المشاركون فيها شارع القدس المجاور للمخيم، ما دفع قوات الشرطة الخاصة للتدخل في محاولة لفتحه، لتندلع مواجهاتٌ سرعان ما تطورت إلى اشتباكاتٍ مسلحة.

وقالت مصادر محلية، إن الشاب ناصر صبري أبو ثابت والطفل نضال تحسين أبو مصطفى، أصيبا بشظايا رصاص أُطلق خلال الاشتباكات التي استمرت لساعات، مضيفة، أن أصوات إطلاق الرصاص سمعت بقوة وبكثافة ما يؤكد اشتراك أعداد كبيرة من المسلحين ورجال الأمن فيها.

وفي مخيم جنين، حاولت قوات أمنية دخول المخيم تزامنًا مع الأحداث في مخيم الأمعري أيضا، لكن محتجين تصدوا لها فانسحبت سريعا، ثم خرج مسلحون في أزقة المخيم وأطلقوا الرصاص في الهواء.

وقالت مصادر من المخيم، إن قوات الأمن عادت بعد منتصف الليل ودخلت عدة حارات في المخيم، ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة محدودة لم تسفر عن إصابات.

وفي سياق متصل، اعتقلت قوة من الأمن الوقائي الناطق باسم حركة فتح في القدس رأفت عليان، من منزله في بلدة عناتا.

وقالت عائلة عليان، إن نجلها اعتقل بتوجيهات رئاسية من داخل المنزل في عملية تخللها إطلاق نار في الهواء، وضرب أحد أشقاء رأفت، وفق قولها، وهو ما نفاه مصدر أمني مؤكدًا أن الاعتقال تم بهدوء.

وأشارت مصادر إلى أن الاعتقال حدث بعد مقابلة لعليان مع فضائية فلسطينية أجراها أمس، فيما قالت أخرى إلى أنها تمت على خلفية مشاركته في مؤتمر عُقد في مخيم الأمعري السبت، واتهمت فتح محمد دحلان بالوقوف خلفه، وهو ما فجّر الأزمة بين السلطة والمخيم.

وتتحدث مصادر فتحاوية عن دور كبير يقوم به دحلان في مخيمات الأمعري وبلاطة وجنين، وارتباط وثيق بين قيادات الحركة في هذه المخيمات داخل هذا الإطار، ما يُسبب توترًا من حين لآخر يتطور إلى مواجهات تصل حد الاشتباكات المسلحة في جنين وبلاطة تحديدًا.

وتشير المصادر إلى أن الرئيس عباس قرر استخدام القبضة الحديدية في مواجهة كل من يُتهمون بالتواصل مع دحلان، وأنه ينوي استخدام مؤتمر حركة فتح السابع في هذا الإطار، وهو ما تؤكده قرارات الفصل الأخيرة من الحركة، وذلك بعد فشل محاولة عربية لفرض مصالحة فتحاوية انتقدها أبو مازن بشدة، وكذلك بعد المؤتمر الذي نظمه دحلان مؤخرًا في القاهرة بإشراف مركز تابع للمخابرات المصرية.

اقرأ/ي أيضا: 

هجوم إعلامي مصري على أبو مازن.. ببصمات دحلانية

لماذا يتحدث دحلان؟

صحيفة الجهاد الإسلامي تحتفي بدحلان!