24-أبريل-2019

تقدّمت عائلة ذياب بشكوىً ضدّ مجمّع فلسطين الطبي برام الله، بعد أيام من وفاة ابنتهم الشابة لينا، إثر تعطّل مؤقت لجهاز ضخّ الدم والأكسجين المستخدم في العمليّة التي أجراها لها الأطباء بهدف "تبديل صمامات في القلب" كما أبلغ الأطباء العائلة، في حينه. 

   شابة في العشرينات من عمرها، أقرّ لها الأطباء عملية لتبديل صمامات القلب، وأثناء العملية توقف الجهاز الطبي. فتوفيت  

وعن تفاصيل ما جرى مع الشابة لينا ذياب (23 عامًا) من قرية كفر قليل جنوب نابلس، يقول والدها ماهر، إنّ ابنته "دخلت مستشفى رام الله تضحك" وخرجت منه "جثة مشوّهة" بعد أن خضعت لعمليّة جراحية لـ "تبديل صمامات القلب" في 18 نيسان/ ابريل الجاري، وهي العمليّة التي أشار الأطباء سابقًا إلى أنّ نسبة نجاحها مع لينا 95%. سيما وأنها كانت أجرت تغيير صمام للقلب قبل ثلاثة أعوام وثمانية أشهر، وخرجت من تلك العملية بحالة صحية جيّدة.

ماهر ذياب، والد لينا، أثناء حديثه لـ "الترا فلسطين"
لافتات تطالب بالعدالة، والكشف عن سبب وفاة لينا ذياب في مستشفى رام الله

شاهد/ي أيضًا: فيديو | شبهاتٌ بخطأ طبي في وفاة طفلة أثناء الولادة

قبيل إجراء العملية بدقائق، كانت العائلة تلتقط الصور مع لينا، لتتفاجأ بعد ذلك بأنها فارقت الحياة، وكانت نسبة فشل العمليّة مئة بالمئة، لأسباب إن لم يكن الخطأ الطبي أحدها، فإنّ الإهمال الذي تعرّضت له، هو ما وضع حدًا للأحلام التي كانت ترسمها مع خطيبها، تمهيدًا لزفافهما، بعد أن تخرّجت من جامعة النجاح. 

وبقلب لا يمكن ترجمة ألم فقده، يتحدّث محمود الخليلي خطيب لينا، لـ "الترا فلسطين"، فيقول: قرر الأطباء إجراء العملية كإجراء احتياطيّ كوننا مقبلين على الزواج. وبعد خروج الأطباء من غرفة العمليات بحالة ليست طبيعية، استدعوا والدها ووالدتها وأخبروهم أنّ الجهاز المستخدم في العملية تعطّل لمدة نحو 15 دقيقة، الأمر الذي يمكن أن ينعكس على حالة لينا بعد مرور 36 ساعة، ليتفاجأ محمود بوفاة خطيبته بعد عدة ساعات؛ يقلّب صورها على هاتفه، يقرأ آخر كلماتها له ويبكي، يحاول مداراة الوجع، وتصديق الواقع الذي تشوّه ببشاعة الفقد، ولكنه عبثًا يقتنع. 

 محمود الخليلي، خطيب لينا أثناء حديثه لـ "الترا فلسطين" 

وقالت والدتها في حديثها لـ "الترا فلسطين" إن لينا أجرت كافة الفحوصات الطبية المطلوبة، وكانت حالتها الصحية واضحة، وعندما قرر الأطباء إجراء العملية، شدّدت عليهم في سؤالي: "هل العملية خطرة؟"، فرد عليها الطبيب المتابع بأن نسبة نجاحها تتجاوز الـ95%.

       العائلة: نريد العدالة    

وتضيف بحسرتها: دخلت لينا باب غرفة العملية وهي تلوّح لنا بيدها وتبتسم، ولكنّها خرجت وهي ممدة على سرير المستشفى لا تتحرك، وحالة التأهب لدى الأطباء واضحة حيث جرى نقلها إلى غرفة "الانعاش"، لتُعلن وفاتها لاحقًا.

وتتساءل والدة الشابة لينا: هل الخلل في الجهاز الطبي؟ ألا يتوجّب فحص الأجهزة بشكل دوري، وكذلك قبل استخدامها في العمليات؟ وإذا كانت فرضية عدم وجود صمامات مناسبة، أليست الفحوصات وعملية التنظير التي أجرتها لينا قبل العملية من شأنها تحديد كل ما تحتاجه في العملية وبالتالي يتوجب تهيئة الظروف المناسبة، وإذا كان خطأً طبيًا فمن يتحمّل مسؤولية وأد أحلام في مهدها؟ وإلى متى ستستمر هذه الظاهرة؟

تقول العائلة إنّ أحدًا لم يتواصل معها من مجمّع فلسطين الطبي، أو من وزارة الصحة لوضعهم في صورة ما حدث للينا. ويشير الأب إلى أنهم حصلوا على ورقة تفيد بوفاة لينا فقط، وتسلّموا "جثة مشوّهة من المستشفى" وفق قوله. 

  مدير مجمع فلسطين: "أنا دكتور عظام مش دكتور قلب"  

حملنا تساؤلات العائلة التي تعاني وجع فقد ابنتها، إلى مجمّع فلسطين الطبي، وبعد محاولات حثيثة، استطعنا الحديث هاتفيًا وبشكل مقتضب مع مديره أحمد البيتاوي، وعند سؤاله عن الحالة، أجاب أن لا معلومات كافية لديه عنها، وأنه طبيب مختصّ في العظام، ولا يستطيع البتّ في هذه الحالة.

وتساءل الطبيب البيتاوي أثناء المكالمة الهاتفية: هل من الممكن إجراء عمليتين في القلب لفتاة بالعشرينيات من عمرها وتبقى بحالة جيدة؟ فكان ردّنا: طالما هناك خطر على حياتها لماذا تقررت لها العملية؟ ولماذا كان الحديث عن نسبة نجاح بنسبة 95%؟ 

ردّ الطبيب البيتاوي بأنه لا يستطيع الإجابة على الأسئلة هاتفيًا، وطلب زيارته في مكتبه بمجمّع فلسطين الطبي، حاول "الترا فلسطين" ذلك بالفعل، لكننا لم نستطع الوصول إليه، ولم نتلق ردًا. 


اقرأ/ي أيضًا: 

فيديو | ماذا يقول الناس عن الطب في فلسطين؟

ضحايا حرائق.. نظرة الناس أشد عذابًا

سرطان الثدي قد يعني الطلاق بغزة