الترا فلسطين | فريق التحرير
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس، عن أقدم الأسرى الفلسطينيين، ماهر يونس، بعد أن أنهى مدة محكوميّته البالغة 40 سنة.
40 سنة سجن.. أطول مدة اعتقال يقضيها أسير في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة
وقال ماهر يونس في كلمات بعد الإفراج عنه من سجن النقب، إنه كان يأمل أن يرى وطنه محررًا بعد 40 سنة في الاعتقال، وأشار إلى أنّ العلم الفلسطيني موجود في القلب، وذلك بعد أن منعت شرطة الاحتلال رفعه في فعاليّات الاحتفاء باستقباله.
وأضاف: "كما نلت الحرية أتمنى الحرية للجميع ولكل الأسرى، وأفضل هدية لشعبنا هدية الوفاق".
وفور الإفراج عنه، زار ماهر يونس مقبرة البلدة التي يُدفن فيها والده الذي توفي عام 2008، وهناك كان في استقباله والدته التي ألبسته "عباءة العرس الفلسطيني" فرحًا بحريّته، ووضعت على صدره إكليلًا من الورد.
وكان العشرات من أقارب ماهر وأحبّته في انتظاره ببلدة عارة شمالي البلاد، حيث أطلقت الزغاريد احتفاء بالإفراج عنه.
صور من بيت عائلة ماهر يونس، بانتظار أن يصل البيت، بعد 40 سنة في السجن.
يظهر في الصور أيضًا كريم يونس الذي تحرر مؤخرًا بعد 4 عقود خلف القضبان. pic.twitter.com/j6O1pfrAZO— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 19, 2023
"يا صبر الطريق ع الخيال والماشي..
ياما بكينا دموع العين رشراشي..
الحمد لله صبرنا ومندمناشي"زغاريد وبهجة بعد استقبال نبأ الإفراج عن الأسير #ماهر_يونس بعد 40 سنة في الاعتقال لدى الاحتلال. ماذا قالت والدته في أول مكالمة معه؟ pic.twitter.com/mRDPtfVJZZ
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) January 19, 2023
وقبل الإفراج عنه، كتب عميد الأسرى الفلسطينيين ماهر يونس، رسالة جاء فيها: "تحية لكل من قال أنا فلسطيني وحر، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حرًا بينكم، بعد أن ملّت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان، متشوِّق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمّس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة، لنلتف سويًا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدّمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، وما زلت حيًا، وقادر أن أعيش، وبعد يومين سأولد من جديد".
وماهر يونس، الأسير السابق، من مواليد السادس من كانون ثان/ يناير 1958، في قرية عارة داخل الخط الأخضر، له خمس شقيقات، وشقيق، درس الابتدائية والثانوية في قرية عارة، وانتقل بعد ذلك إلى المدرسة الصّناعية في الخضيرة، جرى اعتقاله في 18 كانون ثان/ يناير 1983، وخلال سنوات أسره حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية.
نادي الأسير: يعتقل الاحتلال في سجونه 4700 أسير، بينهم 150 طفلًا، و29 سيدة
تعرّض ماهر يونس لتحقيقٍ قاسٍ، وحكم عليه بالإعدام، وبعد شهر خُفف حكمه إلى السجن المؤبد مدى الحياة. وفي عام 2012، تم تحديد المؤبد له بـ 40 سنة. فقد والده عام 2008، وحرمه الاحتلال من وداعه، علمًا أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.
وماهر يونس أقدم أسير معتقل منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، بعد الإفراج عن ابن عمّه كريم يونس في الخامس من كانون ثان/ يناير الجاري، حيث رفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل، والإفراجات التي جرت منذ اعتقاله، وكان آخرها عام 2014، حيث رفض الاحتلال الإفراج عنه إلى جانب 30 أسيرًا، كان من المفترض أن ينالوا حريتهم ضمن ما عرف بـ "الدفعة الرابعة"، إلا أن سلطات الاحتلال تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه، واليوم تبقى منهم 24 أسيرًا، 20 أسيرًا منهم أمضوا أكثر من 30 سنة في السجون، وإضافة لهم، هناك مجموعة من الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، وهم من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، وأبرزهم نائل البرغوثي الذي دخل سنته الـ43 في سجون الاحتلال، وعلاء البازيان، وسامر المحروم، ونضال زلوم.
وداخل بيته، ارتدى ماهر يونس الكوفية الفلسطينية، في الوقت الذي مارست سلطات الاحتلال ضغوطًا عليه وعلى عائلته بمنعهم من أي مظاهر فرح أو رفع العلم الفلسطيني. وقالت عائلته في وقت سابق لـ "الترا فلسطين" إنهم تلقوا تعليمات من الشرطة الإسرائيلية تفيد بمنعهم من توزيع الحلوى، أو إعداد "المشاوي" أو حتى استقبال الضيوف احتفاءً بحريّة ماهر.