08-سبتمبر-2024
عمليات مقاومة ضد الاحتلال على الحدود الأردنية الفلسطينية

لطالما أثارت الحدود الأردنية مع فلسطين التاريخية، على امتداد يصل إلى 360 كيلو مترًا، مخاوف الاحتلال من عمليات مقاومة، آخرها كان  عملية إطلاق نار في معبر الكرامة، اليوم الأحد، التي أدت إلى مقتل 3 إسرائيليين، ونفذها الأردني ماهر الجازي.

وعلى مدار سنوات طويلة،كانت الحدود مع الأردن نقطة اشتعال، إذ نفذت فصائل الثورة الفلسطينية، مئات العمليات عبر الحدود، سواء في سنوات تواجدها في الأردن أو بعد خروجها منها.

شهدت الحدود الفلسطينية- الأردنية، عدة عمليات على مدار السنوات الماضية، هنا نرصد أبرز العمليات التي وقعت بعد عام 1990

وشهدت الحدود عمليات عسكريّة تاريخية، سواء نفذها فلسطينيون أم أردنيون، وفي هذه المادة نرصد أبرز العمليات التي وقعت في أعوام ما بعد 1990، وغلب عليها الطابع الفردي في التحرك، وارتباط مكان تنفيذها في نقاط ومناطق قريبة من الحدود مع الأردن.

  • عملية العوجا 1990

هي عملية قام بها مجموعة من الفلسطينيين والأردنيين كردٍ على مجزرة الحرم القدسي، حيث نفذها كل من سالم أبو غليون، وخالد أبو غليون، وأمين الصانع، وإبراهيم غنيم، ونايف كعابنة، ردًا على المجزرة الإسرائيلية. 

انطلقت المجموعة بعد نحو شهر، وتحديدًا في تشرين الثاني/نوفمبر 1990، حيث تسللوا عبر الحدود الأردنية الفلسطينية، واشتبكوا مع دورية إسرائيلية على بعد ثلاثة كيلومترات شرق بلدة العوجا، القريبة من أريحا. 

سالم يوسف أبو غليون، وخالد عبد الرزاق أبو غليون، وأمين عبد الكريم الصانع بعد إطلاق سراحهم عام 2007
سالم يوسف أبو غليون، وخالد عبد الرزاق أبو غليون، وأمين عبد الكريم الصانع بعد إطلاق سراحهم عام 2007

استمر الاشتباك أربع ساعات أسفر خلالها عن مقتل وجرح عدد من الجنود في جيش الاحتلال، بينهم ضابط إسرائيلي يدعى يهودا ليبشيتر من تل أبيب، في حين استشهد نايف الكعابنة وأُسر الباقون بعد اشتباك طويل. فيما واجه خالد أبو غليون، جنود الجيش الإسرائيلي بالسلاح الأبيض، حتى تدخلت طائرة هليكوبتر، إذ أصيب في قدمه، ومن أطلق عليه طلقة تخدير نقل بعدها إلى المستشفى.

وادعى قائد المنطقة العسكرية الوسطى جيش الاحتلال، حينها، إسحاق مردخاي، أن التحقيقات الأولية أظهرت أن المجموعة كانت تهدف إلى تنفيذ عملية كبيرة النطاق في القدس.

  • سلطان العجلوني 1990

نفّذ سلطان العجلوني، في سن السابعة عشرة من عمره، عملية إطلاق نار على الحدود الأردنية الفلسطينية في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 1990. مسلحًا بمسدس شخصي، إذ تسلل عبر نهر الأردن إلى موقع عسكريّ إسرائيلي، وتمكن من قتل رائد في الشرطة الإسرائيلية يدعى "بنحاس ليفي"، شقيق قائد لواء القدس السابق في الشرطة الإسرائيلية، "ميكي ليفي". ولكن بسبب عطل في المسدس، لم يتمكن العجلوني من تنفيذ المزيد من الهجمات.

سلطان العجلوني
سلطان العجلوني

وفي تموز/أيلول 2007، أفرجت سلطات الاحتلال عن العجلوني وثلاثة من الأسرى الأردنيين الآخرين بموجب اتفاق مع الأردن، والذي نص على قضاء العقوبة المتبقية في سجون الأردن، التي لم تتجاوز 18 شهرًا. بعد انتهاء فترة سجنه، تم تعيين العجلوني مستشارًا في وزارة التنمية السياسية، لكنه استقال لاحقًا ليتفرغ لعمله الإعلامي.

  • مروان عرندس، 1991

في صباح يوم الجمعة، 8 شباط/فبراير 1991، نفذ مروان عرندس، طالب في السنة الثالثة في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، عملية مع زميليه خليل زيتون ورائد الصالحي.

قام الثلاثة بعبور الحدود الأردنية من منطقة وادي عربة باتجاه فلسطين المحتلة، حيث كمنوا للحافلات التي كانت تُقل جنودًا إسرائيليين. أسفرت العملية عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين قبل استشهاد المنفذين.

مروان عرندس
مروان عرندس

ومروان عرندس، مولود في الأردن عام 1970 لعائلة هاجرت من قرية "بيت دجن" في يافا عام 1948.

  • سونا الراعي 1996

في عام 1996، نفذت سونا الراعي عملية إطلاق نار ضد جنود الاحتلال عند معبر الكرامة، وذلك في الذكرى التاسعة لاستشهاد شقيقها إبراهيم الراعي.

سونا الراعي
سونا الراعي

واستهدفت العملية قوات الاحتلال الإسرائيلي في المعبر الحدودي بين الضفة الغربية والأردن. عقب العملية، اعتقلت الراعي وحكم عليها بالسجن لمدة 12 عامًا. وخلال فترة اعتقالها، أمضت معظم وقتها في الزنازين الانفرادية، حيث عانت من العزلة وتم منعها من رؤية عائلتها لثماني سنوات. 

  • محمد فيصل السكسك 2007 

في 29 كانون الثاني/ يناير 2007، تمكن الفلسطيني محمد فيصل السكسك، البالغ من العمر 21 عامًا من بيت لاهيا، قطاع غزة، من التسلل إلى فلسطين عبر الأردن. كان السكسك قد قضى سبعة أشهر في التحضير لهذه العملية، حيث حصل على المتفجرات من مسلحين كانوا في انتظاره في إيلات بعد أن انتقل من الضفة الغربية إلى الأردن.

محمد فيصل السكسك
محمد فيصل السكسك

وصل السكسك إلى مدينة إيلات في ذلك اليوم، وارتدى معطفًا شتويًا. واستقل سيارة مع سائق إسرائيلي. ورغم شكوك السائق في أمر السكسك، بسبب ثيابه الثقيلة وعدم إلمامه بالعبرية، اتصل بالشرطة وأبلغهم بشكوكه حول احتمال وقوع عملية تفجيرية.

عند تلقي البلاغ، أرسلت شرطة الاحتلال سيارتي دورية للتحقق من الأمر. وفي الوقت نفسه، اقترب السكسك من مخبز في حي سيمشون، وهو المكان الذي خطط لتنفيذ التفجير فيه. وعندما لاحظ اقتراب الشرطة، قرر السكسك تفجير القنبلة داخل المخبز بدلًا من الاستمرار إلى وجهته النهائية.

أسفر التفجير عن مقتل ثلاثة مستوطنين، وكان هذا الهجوم هو الأول من نوعه في إيلات وأول عملية ناجحة ضد إسرائيل منذ نيسان/أبريل 2006. 

  • طاهر خلف، 2018 

في أيلول/سبتمبر 2018، نفذ المواطن الأردني طاهر خلف، البالغ من العمر 28 عامًا، عملية طعن استهدفت مستوطنين اثنين في مدينة "إيلات" جنوب فلسطين المحتلة، مما أدى إلى إصابة أحدهما بجروح خطيرة.

طاهر خلف
طاهر خلف

توجهت النيابة الاحتلالية إلى خلف بتهم تشمل محاولتي قتل بدافع قومي، وتنفيذ عملية، واستهداف أمن الاحتلال. جدير بالذكر أن الأسير الأردني استخدم شاكوشًا في الهجوم ضد مستوطنين كانا يعملان معه في ميناء "إيلات" البحري، وكان قد حصل على تصريح للعمل داخل المدينة قبل أيام قليلة من تنفيذ العملية.