في الموسم الحالي من الدوري المصري الممتاز، دخل اسمٌ فلسطينيٌ جديد إلى الملاعب المصرية، قادمًا من صفوف أهلي الخليل، في ربيعه الثاني والعشرين، هو إسلام البطران، الذي وقع على عقدٍ احترافيٍ ينتقل بموجبه لصفوف فريق واد دجلة الذي ينشط في الدوري الممتاز المصري، لينضم بذلك لزميله المحترف الفلسطيني الآخر الحارس رمزي صالح، حارس المصري البور سعيدي.
البطران كان آخر الأسماء الفلسطينية التي تدخل بوابة الاحتراف الكروي الدولي، التي دخلها العديد من اللاعبين مؤخرًا منهم شادي شعبان في صفوف بالستينو التشيلي، وعبد اللطيف البهداري لاعب طلائع الجيش المصري، وسبقهم أشرف نعمان، وفهد العتال، وأحمد كشكش، ومراد إسماعيل، وجيل قديم حمله ماجد أبو سيدو، ومحمد منصور، وروبيرتو علام، روبيرتو كاتلون.
التجارب الاحترافية التي خرجت من الدوري الفلسطيني باتجاه الدوريات الخارجية قليلة وتنحصر حاليًا في أسماء معدودة
في عالم الاحتراف، لعب العديد من النجوم ممن يحملون الجنسية الفلسطينية في الملاعب العالمية، لكن التجارب الاحترافية التي تخرج من الدوري الفلسطيني باتجاه الدوريات الخارجية تعتبر قليلة جدًا، فهي تنحصر حاليًا في أسماء معدودة.
وشهدت السنوات العشر الأخيرة، تطورًا في كرة القدم في فلسطين، كما أصبح هناك دوريات منتظمة تقام تحت مظلة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وبإشراف الاتحاد الدولي.
اقرأ/ي أيضا: في الخليل.. فتاة تُحكِّم مباريات كرة القدم
وخلال السنوات الأخيرة، ومع انتظام دوري للمحترفين في فلسطين، توجهت الأنظار نحو اللاعب الفلسطيني. ويقول المحترف إسلام البطران لـ"ألترا فلسطين"، إن اللاعب الفلسطيني استفاد كثيرًا من دوري المحترفين الذي يساعد على نمو الفكر الاحترافي الكروي، فضلاً عن زيادة المستوى لدى اللاعب والقوة الفنية والبدنية.
ويضيف البطران، "الاحتراف الخارجي كان طموحي الأول، وهذه التجربة الأولى، واجهت صعوبات كبيرة في البداية؛ خاصة أن الدوري المصري معروف بقوته... الاحتراف فرصة كبيرة للاَّعب الفلسطيني لتطوير مهاراته وقدراته، ما يشكل إضافة قوية وفنية للمنتخب الفلسطيني".
في صفوف أهلي الخليل أيضًا؛ لعب إلى جانب البطران المحترف الآخر شادي شعبان، الذي شكل أول حالة احتراف فلسطيني دولي، بعدما أعلن نادي بالستينو التشيلي توقيعه مع اللاعب للدفاع عن ألوانه لمدة موسم واحد، ضمن منافسات الدوري التشيلي الممتاز. لكن اللاعب حتى الآن لم ينجح في إثبات مكانته في التشكيلة الأساسية؛ مع وجود أسماء كبيرة في صفوف الفريق الذي يمثل الجالية الفلسطينية في تشيلي.
وبنت الطيور الرياضية الفلسطينة بيتها في الخطوة الإحترافية الأولى في الأردن، وقد أثبتت أسماء عديدة قوتها هناك، ومنها المهاجم فهد العتال وأشرف نعمان وأحمد كشكش وبدرجة أقل خضر يوسف.
العتال، لعب في صفوف الجزيرة الأردني لأربعة أعوام، قبل أن ينتقل بعدها للمارد الأخضر فريق الوحدات، وهناك برز كأحد النجوم في الدوري الأردني إضافة لنجوميته محليًا.
ويقول الهداف التاريخي للمنتخب الوطني، والذي يلعب حاليا لقريق شباب الخليل، إن التجربة الاحترافية الكروية في الأردن ساهمت بشكل لافت في تطوير الأداء على المستوى الشخصي والجماعي، فصلا عن اكتساب خبرات كروبة كبيرة، إضافة إلى أنها سلطت الاضواء نحو اللاعب الفلسطيني بشكل خاص وكرة القدم بشكل عام.
ويضيف العتال لـ"ألترا فلسطين"، "اللاعب الفلسطيني بحاجة لصقل مهاراته بطريقة مناسبة، وتطوير أدائه الكروي، بما يتناسب مع طريقة الاحتراف الخارجي.. المنتخب بحاجة لمهارة هؤلاء وخبراتهم الخارجية في تقديم مستويات طيبة في المحافل الرسمية".
ويمثل فلسطين حاليًا في الدوريات الخارجية ثلاثة لاعبين، اثنان في الدوري المصري، والثالث في الدوري تشيلي، لكن هناك العديد من لاعبي المنتخب الذين يحملون الجنسية الفلسطينية وجنسية أخرى ينشطون في دوريات مختلفة، غالبيتهم ولدوا في تشيلي، ومنهم، ماتياس حذوة، بابلو برافو، عماد زعترة، محمود عيد، جاكا حبيشة، ياسر إسلامي، جونثان سوريا، وغيرهم.
وبالعودة سنواتٍ قليلةٍ إلى الوراء، فقد تألق أشرف نعمان في الدوري السعودي، حيث شارك مع الفيصلي السعودي في 24 مباراة وسجل ستة أهداف، قبل أن يخوض تجربة سعودية أخرى في صفوف فريق هجر، ثم يعود للدوري الفلسطيني وينضم لصفوف شباب الخليل.
وفي العراق، كانت هناك تجربة احترافية فلسطينية بعدما وقع المدافع الأسمر عبد اللطيف البهداري لصفوف فريق زاخو العراقي، بعد تجربتين هامتين في صفوف هجر السعودي، والوحدات الأردني، ليشكل حالة احتراف فلسطينية أولى في الدوري العراقي.
ويعلق الناقد الرياضي ناصر العباسي مؤكدًا لـ"الترا فلسطين" على ضرورة توفر الاحتراف في كرة القدم، خاصة وأن التطور الكروي مرتبط بشكل وثيق بالاحتراف، ومن أجل نجاحه عليه أن يرتبط بشكل كبير في تطور البنية التحتية الرياضية والإمكانيات الكافية لذلك، إضافة الى توفر دعم مالي من الحكومات وتطبيق مبدأ الاحتراف على كافة المنظومة بما فيها الاحتراف الإداري في المؤسسات الرياضية.
ناقد رياضي: لنجاح الاحتراف في فلسطين فإننا بحاجة لتطوير البنية التحتية الرياضية ولتطبيق الاحتراف على كافة المنظومة بما فيها الاحتراف الإداري
ويضيف، "الاحتراف الفلسطيني وليدٌ شرعي بحاجة إلى الرعاية والتنمية، ويحتاج أيضًا إلى 6 سنوات مع الاهتمام بقاعدة الناشئين، من أجل صناعة لاعب قادر على الظهور بصورة مميزة في عالم الكرة، سواء المحلية أو العربية".
اقرأ/ي أيضا: واد النيص.. فريق العائلة الفلسطينية الواحدة!
وبخصوص الاحتراف الخارجي، رأى أنه يجب تشجيع اللاعب على البحث عن طريقٍ لخوض هذا الغمار، خاصة وأن التعاقدات الخارجية مدروسة وتعود بالفائدة على المنتخب الوطني واللاعب ماديًا وفنيًا؛ والمشاركة الحقيقية لتطوير الثقافة الاحترافية والمستوى الفني.
من جانبه، يقول المدرب خليل شما، لـ"الترا فلسطين"، إن اللاعب الفلسطيني عليه أن يعمل على تطوير مهاراته الفنية والبدنية وفكره الكروي، من أجل أن يكون في خانة الاحتراف الخارجي، بالإضافة إلى اعتماد المؤسسة الرياضية على تأسيس جيلٍ رياضي منذ الصغر.
وفي العام 2013 مُنحت فلسطين عضوية في رابطة المحترفين الدوليين لكرة القدم ((FIFA PRO خلال جلسة عقدت في سلوفينيا. وجاء القرار بعد زيارة وفد من الرابطة الدولية إلى فلسطين خلال شهر تشرين ثاني من العام 2011.
وتعتبر رابطة المحترفين الدوليين، الممثل الوحيد للدفاع عن حقوق اللاعبين في العالم، وهو ما يشكل إضافة قوية للاعب الفلسطيني في تخطي المعيقات التي يمكن أن تواجهه في طريق دخول عالم الاحتراف.
اقرأ/ي أيضا:
كرة القدم في فلسطين.. صراع قبل النكبة