ما تزال الأشلاء متناثرة في أرجاء مدرسة الجاعوني في النصيرات، والدماء تصبغ جدرانها، والبكاء يعلو في كل ركن من أركانها، عقب المجزرة الخامسة التي نفذها الاحتلال عصر يوم الأربعاء 11 أيلول/سبتمبر 2024، وأسفرت عن ارتقاء 18 شهيدًا، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
قال شاهد عيان، إنه كان يجلس مع نازحين آخرين في باحة المدرسة عندما سمعوا صوت انفجار ضخم، فهرعوا إلى موقع القصف، ليجدوا أطفالاً ونساءً تحت الأنقاض، وجثثًا اختلطت بالركام
ووثقت عدسة الترا فلسطين مشاهد الدمار في مدرسة الجاعوني، وبقع الدماء المتناثرة.
وقال شاهد عيان، إنه كان يجلس مع نازحين آخرين في باحة المدرسة عندما سمعوا صوت انفجار ضخم، فهرعوا إلى موقع القصف، ليجدوا أطفالًا ونساءً تحت الأنقاض، وجثثًا اختلطت بالركام.
ونفى الشاهد مزاعم الاحتلال بوجود أي عناصر من الفصائل الفلسطينية في المدرسة، مؤكدًا أن جميع سكان المدرسة هم نازحون من مناطق أخرى، أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضاف أنه كان شاهدًا على قصف مدرسة الجاعوني خمس مرات في الحرب الإسرائيلية، و"في كل مرة كان الدمار أكبر من المرة السابقة".
بينما أفاد شاهدٌ آخر، أن متطوعين كانوا يوزعون اللحم من متبرعين على النازحين في المدرسة، عندما وقع القصف.
وأكد الشاهدان، في مقابلات وثقها الترا فلسطين بالفيديو، تمسكهم بالبقاء في قطاع غزة "رغم جرائم الاحتلال".
وأعلنت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، أن 6 من موظفيها قتلوا في القصف على مدرسة الجاعوني، وهي أكبر حصيلة في هجوم واحد منذ بداية الحرب.
وسبق أن أكدت "الاأونروا"، أن الضحايا من طواقم الوكالة في الحرب على غزة أعلى من الضحايا في أي صراع منذ تأسيس الوكالة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، إن أكثر من 5 آلاف نازح يتواجدون في مدرسة الجاعوني، مبينًا أن المجزرة هي الـ47 التي يرتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات للاجئين، الذي يسكنه حاليًا أكثر من ربع مليون إنسان من أهالي المخيم والنازحين إليه.
وأوضح، أن الاحتلال قصف أكثر من 18 مدرسة ومركزًا للنزوح والإيواء في مخيم النصيرات منذ بداية الحرب.
وبحسب الدفاع المدني في غزة، فإن عشرات النازحين أصيبوا في القصف الإسرائيلي، والعديد منهم حالتهم خطيرة، هذا عدا عن العديد من المفقودين. ونتيجة لذلك، يُحتمل ارتفاع عدد الشهداء في الساعات القادمة.
ومن بين الشهداء في مجزرة الجاعوني، ابنة مؤمن سلمي، الضابط في الدفاع المدني، علمًا أن الأب مؤمن لم يلتق بابنته منذ أكثر من 10 شهور، وفقًا لمصادر محلية.
وعلقت حركة حماس على المجزرة الإسرائيلية، قائلة إن "فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ إجراءات ضد مجرم الحرب نتنياهو وجيشه هو بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم المروّعة، بدعم كامل من إدارة الرئيس بايدن".
ودعت حركة حماس، الأمم المتحدة والجامعة العربية وكل الدول ذات العلاقة، إلى التدخل العاجل إلى وقف الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة.