15-أغسطس-2024
كتائب القسام

شبكة الأنفاق مازالت صالحة لتحصن قادة حماس وتنقل المقاتلين بداخلها

قال مسؤولون أميركيون كبار، إن "إسرائيل حققت كل ما تستطيع تحقيقه عسكريًا في قطاع غزة"، وفقًا لما نقلت صحيفة نيويورك تايمز، يوم الخميس.

وأكد المسؤولون الأميركيون، أن استمرار القصف لا يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين، في الوقت الذي تضاءلت فيه إمكانية إضعاف حركة حماس.

إسرائيل فشلت في تدمير الأنفاق، وثبت أن شبكة الأنفاق في غزة أكبر بكثير مما توقعت إسرائيل، ولاتزال وسيلة فعالة لحماس لإخفاء قادتها وتنقل مقاتليها

وقالت نيويورك تايمز: "في الوقت الذي تسابق فيه إدارة بايدن الزمن لإعادة مفاوضات وقف إطلاق النار إلى مسارها الصحيح، قال عدد متزايد من مسؤولي الأمن القومي في الحكومة الأميركية إن الجيش الإسرائيلي قد أضعف حماس بشدة، ولكنه لن يتمكن أبدًا من القضاء على الحركة تمامًا".

وأضافت، أن مسؤولين أميركيين إسرائيليين سابقين وحاليين، يؤكدون أن استعادة الأسرى من قطاع غزة، وهو أحد أكبر أهداف إسرائيل المتبقية، لا يمكن تحقيقه عسكريًا.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين، أن الطريقة التي يعمل بها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا يُرجَّح أن تؤدي إلى نتائج حاسمة، فمقاتلو حماس يختبئون في شبكة أنفاق واسعة تحت غزة، و"منذ بداية الحرب كانت استراتيجية حماس الأساسية هي البقاء على قيد الحياة، وهذا لم يتغير"، وفق المسؤولين.

لكن، خلافًا لرأي المسؤولين الأميركيين، فإن اللواء المتقاعد يعقوب عميدور، في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، يقول إن "إخلاء إسرائيل لقواتها الآن سيكون كارثة بالنسبة لها، ففي غضون عام ستعود حماس قوية مرة أخرى".

ويدعي عميدور، في حديثه لنيويورك تايمز، أن إسرائيل "بحاجة لشهرين إلى ثلاثة أشهر أخرى من القتال الشديد في وسط قطاع غزة وجنوبه، ثم بعد ذلك يمكنها الانتقال إلى شن غارات استنادًا لمعلومات استخباراتية لمدة عام تقريبًا، للقضاء على ما تبقى من مقاتلي حماس وبنيتها التحتية للأسلحة، قبل السماح لطرف آخر بتولي إدارة قطاع غزة".

ويؤكد المسؤولون الأميركيون، أن إسرائيل فشلت في تدمير الأنفاق، رغم أنها ألحقت أضرارًا ببعض مجمعات الأنفاق الكبيرة التي استخدمتها حماس كمراكز قيادة، "لكن ثبت أن شبكة الأنفاق في غزة أكبر بكثير مما توقعت إسرائيل، ولاتزال وسيلة فعالة لحماس لإخفاء قادتها وتنقل مقاتليها".

وانتقد مسؤولون حاليون وسابقون في البنتاغون، فشل إسرائيل حتى الآن في إثبات أنها قادرة على تأمين جميع المناطق، التي استولت عليها في غزة، خاصة بعد انسحاب قواتها، فهي تضطر في كل مرة للعودة إلى القتال في المناطق التي كانت قد أعلنت أنها قضت على جيوب حماس فيها.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون، بحسب ما نقلت نيويورك تايمز، أن حركة حماس "لم تعد قادرة على تنفيذ عملية مشابهة لعملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، كما أن قدرتها على شن عمليات أصغر ضد إسرائيل أصبحت موضع شك"، وفق ظنّهم.

ويضيف المسؤولون الذين تحدثون للصحيفة، أن حماس أبلغت المفاوضين الدوليين أنها مستعدة للتخلي عن حكم قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، لكن مدى استعدادها للتخلي عن سلطتها يعتمد على ما سيحدث بعد وقف إطلاق النار، وعلى التنازلات التي ستكون إسرائيل مستعدة لتقديمها.

ويؤكد المسؤولون الأميركيون وجوب تقديم حوافز لضمان بقاء حركة حماس خارج السلطة بعد وقف إطلاق النار، والحافز الأكبر هو وجود مسار ذو مغزى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.