04-أغسطس-2024
كتائب القسام

مقاتلو كتائب القسام يظهرون في مناطق قالت إسرائيل إنها فككت حماس فيها

أكد تقريرٌ لصحيفة "نيويورك تايمز"، نُشر يوم الأحد، أن الحرب الإسرائيلية "الأكثر دموية" على قطاع غزة لن تؤدي إلى تدمير حركة حماس، بل إن الحركة قد تخرج أقوى سياسيًا في نهاية هذه الحرب، "وربما أكثر تطرفًا" أيضًا.

الضربات التي تلقتها حماس، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية، "منحت إسرائيل انتصارًا قصير الأمد على حساب نجاح استراتيجي طويل الأمد"

ونقلت نيويورك تايمز عن محللين ومراقبين قولهم، إن الضربات التي تلقتها حماس، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية، "منحت إسرائيل انتصارًا قصير الأمد على حساب نجاح استراتيجي طويل الأمد".

وأوضح التقرير، أن بالرغم من ارتقاء أكثر من 39 ألف شهيد، وتشريد نحو 90% من سكان قطاع غزة، وتدمير مساحات شاسعة من مدن قطاع غزة، إلا أن حركة حماس لا تواصل عملياتها فحسب، بل تقوم بتجنيد مقاتلين جدد، ومازال مقاتلوها يظهرون في مناطق قالت إسرائيل إنها فككت قدرات الحركة فيها.

وبيّن، أن بالنسبة لحركة حماس، فإن مجرد البقاء على قيد الحياة في مواجهة جيش أقوى منها بكثير "يعني أنها حققت انتصارًا رمزيًا".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى إعلان إسرائيل اغتيال محمد الضيف، وامتناع حركة حماس عن التعليق على هذا الإعلان، لكنها استدركت أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية على مدار عقود، "قوبلت بانتقادات تقوم على أن هذه الاغتيالات أفسحت المجال لظهور أحزاب جدد، أو قادة جدد، كخصوم رئيسيين لإسرائيل، وغالبًا ما تحل محلهم قوى أكثر تطرفًا".

وقالت: "في سبعينيات القرن الماضي، قتلت إسرائيل القائد العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وديع حديد، ما أدى إلى انهيار تلك الجماعة. لكن حل محلها عدو فلسطيني جديد، وهي حركة فتح بقيادة ياسر عرفات. ورغم أن إسرائيل قتلت قائدها العسكري خليل الوزير، لكنها فشلت في شل الحركة".

وأضافت "نيويورك تايمز" في تقريرها، أن حركة حماس درست تاريخ الفصائل الفلسطينية المسلحة باهتمام، على أمل تجنب مصيرها، ومن هنا، فشلت عدة اغتيالات إسرائيلية لقادة حماس ومؤسسيها في عرقلة الحركة.

وأكدت، أن كتائب القسام تعرف كيف تستفيد من كل ما تعثر عليه -خلال عملياتها- في صناعة ذخيرتها، بما في ذلك المعدات والذخيرة التي حصلوا عليها من القواعد الإسرائيلية، ومن الكمائن التي ينفذونها، وحتى من الذخيرة التي تستخدمها إسرائيل ولا تنفجر، ومن الطائرات بدون طيار التي يتم إسقاطها.

واستعرضت "نيويورك تايمز" في تقريرها تحليلات لمحللين أميركيين وعرب، تشير أن الضربات التي توجهها إسرائيل لحماس "سوف تسبب ضررًا مؤقتًا للحركة من ناحية عسكرية وسياسية، ومن ناحية شعبيتها في غزة أيضًا، كما أنها لن تكون قادرة على مواصلة الحكم في غزة".

لكن، رغم ذلك، تشير التحليلات التي نقلتها "نيويورك تايمز" إلى أن حماس سوف تبقى موجودة، ولن تتلقى ضربة حاسمة، "وسيواصل الفلسطينيون القتال، سواءً كانت هناك حماس، أو لم تكن".

ويأتي تقرير "نيويورك تايمز" تأكيدًا لتقارير ومقالات نُشرت في وسائل إعلام إسرائيلية، أكدت أن إسرائيل مازالت بعيدة عن تحقيق "هدفها المعلن" بتدمير حركة حماس.

أحد أحدث هذه التقارير نشرته القناة الـ12 الإسرائيلية، في تموز/يوليو الماضي، وأكدت فيه أنه "بعد تسعة أشهر من العمليات المكثفة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، لا تزال منظومة الأنفاق، أحد التهديدات الرئيسية التي تملكها حماس، في حالة جيدة".

وأوضحت القناة، أن كتائب القسام في مخيمات المنطقة الوسطى تتمتع بالقدرة على شنّ هجمات فوق الأرض وتحتها.

وأضافت، "إذا توقفت الحرب الآن، فإن حماس لا تزال لديها القدرة على شنّ غارات بالقرب من الحدود، وربما أبعد منها، وإن لم يكن بنفس حجم الهجوم الذي نفذته في السابع من أكتوبر".

وسبق أن أعلنت كتائب القسام أنها تواصل تصنيع "عبوات العمل الفدائي" في أثناء الحرب المستمرة. كما أعلنت، بعد 9 شهور من الحرب، أنها جندت آلاف المقاتلين الجدد من صفوف الإسناد، "وهناك آلاف آخرون مستعدون للالتحاق متى لزم الأمر".