02-يوليو-2024
قال محلل سابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية إن "إسرائيل تخاطر بالذهاب إلى حرب ضد حزب الله لضمان بقاء بنيامين نتنياهو السياسي، ولكن ذلك سيكون خطأ في الحسابات من شأنه أن يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في كل من لبنان وإسرائيل".

(Getty) أعلن جيش الاحتلال الجاهزية العملياتية للواء الجبال (لواء هحاريم) الذي تم تشكيله في آذار/مارس الماضي ضمن تعديل الرد العملياتي على الحدود الشمالية

قال محلل سابق في الاستخبارات العسكرية الأميركية إن "إسرائيل تخاطر بالذهاب إلى حرب ضد حزب الله لضمان بقاء بنيامين نتنياهو السياسي، ولكن ذلك سيكون خطأ في الحسابات من شأنه أن يؤدي إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في كل من لبنان وإسرائيل".

بدوره، قال نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، يوم الثلاثاء، إن الطريق الوحيد المؤكد لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية هو وقف إطلاق النار الكامل في غزة.

وأوضح نائب الأمين العام لحزب الله  نعيم قاسم في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" في المكتب السياسي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقفه من دون أي نقاش".

وأوضح هاريسون مان، المحلل في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية والذي ترك الجيش الأميركي الشهر الماضي؛ بسبب الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة، لصحيفة "الغارديان": إن "مثل هذه الحرب الجديدة الكارثية من شأنها أن تجر الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي".

أوضح نائب الأمين العام لحزب الله  نعيم قاسم في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" في المكتب السياسي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت: "إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة فإننا سنوقفه من دون أي نقاش"

وعلى الرغم من الإعلان الذي أصدره جيش الاحتلال الإسرائيلي في شهر حزيران/يونيو الماضي عن اكتمال التخطيط للهجوم على لبنان، ورغم الخطاب العدواني المتزايد من جانب السياسيين الإسرائيليين، فإن المسؤولين الأميركيين ظلوا يقولون في أحاديث خاصة إن "حكومة نتنياهو تدرك مدى خطورة الحرب مع حزب الله، ولا تسعى إلى القتال".

وقال مان، وهو أكبر ضابط عسكري أميركي حتى الآن يقدم استقالته بسبب حرب غزة، إن هذا "التقييم متفائل وإن هناك خطرًا كبيرًا من اندلاع حرب على حدود إسرائيل الشمالية لأسباب سياسية داخلية، بقيادة رئيس وزراء يعتمد استمرار قبضته على السلطة ومن ثم حمايته من تهم الفساد إلى حد كبير على كون البلاد في حالة حرب".

وأضاف مان في مقابلة "نحن نعلم على وجه الدقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجب أن يستمر في كونه زعيمًا في زمن الحرب إذا كان يريد إطالة حياته السياسية والبقاء بعيدًا عن المحكمة، لذا فإن هذا الدافع موجود". وأشار إلى أن "أي حكومة إسرائيلية ستكون حساسة للضغوط السياسية من عشرات الآلاف من الإسرائيليين النازحين من منطقة الحدود بسبب هجمات حزب الله الصاروخية والمدفعية".

وعلاوة على ذلك، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مقتنعة بأنهم سوف يجبرون على مواجهة "حزب الله عاجلاً وليس آجلًا، مع نمو قوته.

وقال الضابط السابق في الجيش الأميركي ومحلل الاستخبارات: "لا أعرف مدى واقعية تقييماتهم للدمار الذي ستلحقه إسرائيل، وأنا متأكد تمامًا من أنهم لا يملكون فكرة واقعية عن مدى النجاح الذي قد يحققونه ضد حزب الله".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يدرك جيدًا أنه "لا يستطيع توجيه ضربة حاسمة ضد ترسانة حزب الله المخيفة بضربات استباقية، لأن الصواريخ والقذائف والمدفعية مدفونة في المناظر الطبيعية الجبلية اللبنانية".

وبدلًا من ذلك، قال مان إن الجيش الإسرائيلي سيشن "ضربات ضد قادة حزب الله، ويقصف المناطق السكنية، بهدف تقويض معنويات قاعدة دعم الحركة، وهو التكتيك المعروف باسم عقيدة الضاحية".

واستمر في القول: "إنها ليست بمثابة عقيدة مكتوبة فعلية، ولكنني أعتقد أننا نستطيع أن نكون مرتاحين للغاية في تقييم أن قصف المراكز المدنية كوسيلة لإجبار العدو هو اعتقاد مقبول بوضوح في الجيش الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية. لقد رأيناهم يفعلون ذلك في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية"، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطة سوف تأتي بنتائج عكسية.

وأضاف "إنهم يعتقدون أن إطلاق ضربة استباقية من شأنه أن يردع حزب الله بنجاح ويجعل إسرائيل أكثر أمانًا، وأعتقد أن هذا يظهر حدود تفكيرهم وتخطيطهم الاستراتيجي بشكل عام".

وتوقع مان أن يقوم حزب الله بإطلاق هجوم صاروخي واسع النطاق، إذا شعر أنه تحت تهديد وجودي. وقال مان "ربما لديهم القدرة على التغلب جزئيًا على الأقل على الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وضرب البنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد، وإلحاق مستوى من الدمار بإسرائيل لست متأكدًا من أن إسرائيل شهدته حقًا في تاريخها".

وفي ظل عدم تمكنه من تدمير ترسانة حزب الله من الجو، سيشن الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا على جنوب لبنان، وهو ما قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الإسرائيليين. وحذر مان من أن قصف المدن الإسرائيلية من شأنه أن يجعل من المستحيل على إدارة بايدن، في الفترة التي تسبق الانتخابات، رفض دعوات نتنياهو للولايات المتحدة للمشاركة بشكل أكبر.

وقال مان "إن أقل مشاركة تصعيدية لنا قد تكون ضرب خطوط الإمداد أو الأهداف المرتبطة بها في العراق وسوريا للمساعدة على قطع خطوط الاتصال والأسلحة التي تُنْقَل جوًا إلى حزب الله. لكن هذا في حد ذاته محفوف بالمخاطر، لأنه إذا بدأنا في القيام بذلك، فإن بعض الأشخاص الذين نضربهم قد يكونون من حزب الله، ولكنهم قد يكونون من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني".

وقال إنه يعتقد أن إدارة بايدن ستسعى إلى تجنب أي صدام مباشر مع إيران، لكن خطر اندلاع مثل هذا الصراع سيرتفع على أي حال.

وأوضح مان: "أنا أثق في أن الإدارة الأميركية لن تفعل ذلك، ولكن أعتقد أنه في حالة قيامنا أو قيام الإسرائيليين بضرب أهداف إيرانية خارج إيران، فإن خطر التصعيد سوف يصبح أعلى بكثير أيضًا".

وكان مان قد قدم استقالته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ودخلت حيز التنفيذ في حزيران/يونيو الماضي. وفي أيار/مايو الماضي، نشر مان خطاب استقالته على موقع التواصل الاجتماعي لينكدإن ، قائلا إن الدعم الأميركي لحرب إسرائيل على غزة "مكن من قتل وتجويع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء".

وباعتباره من نسل اليهود الأوروبيين، كتب مان: "لقد نشأت في بيئة أخلاقية لا ترحم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بموضوع تحمل المسؤولية عن التطهير العرقي".

وقال إن ردود الفعل من زملائه السابقين منذ استقالته من منصبه كانت إيجابية في معظمها. موضحًا: "لقد تواصل معي العديد من الأشخاص الذين عملت معهم، والعديد من الأشخاص الذين لم أعمل معهم أيضًا، وأعربوا عن شعورهم بنفس الطريقة، الأمر لا يقتصر على جيل واحد. فهناك أشخاص كبار السن يشعرون بنفس الطريقة".

وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين، إن إسرائيل "فقدت السيادة" في الجزء الشمالي بسبب الاستهدافات المستمرة عبر الحدود التي يشنها حزب الله.

وأوضح خلال مقابلة عامة في معهد بروكينجز في واشنطن: "الناس لا يشعرون بالأمان في العودة إلى ديارهم. وفي غياب أي تحرك بشأن انعدام الأمن، لن يكتسب الناس الثقة في العودة".

وقال بلينكن إن هناك "زخمًا" يؤدي إلى حرب أكبر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ولكن من المفارقات أن لا أحد يريد حقًا رؤية اندلاع حرب أكبر. وأضاف "لا أحد من الأطراف الرئيسية يريد حربًا في واقع الأمر. وإسرائيل لا تريد حربًا، رغم أنها قد تكون مستعدة لخوض حرب إذا لزم الأمر".

وقال بلينكن "لا أعتقد أن حزب الله يريد حربًا بالفعل. ومن المؤكد أن لبنان لا يريد حربًا؛ لأنه سيكون الضحية الرئيسية في مثل هذه الحرب".

واستمر بلينكن في القول: "لا أعتقد أن إيران تريد حربًا جزئيًا؛ لأنها تريد التأكد من عدم تدمير حزب الله، وأنها تستطيع التمسك بحزب الله كورقة إذا احتاجت إليها إذا دخلت في صراع مباشر مع إسرائيل". وأضاف أن الخيار الأفضل هو التوصل إلى ترتيب دبلوماسي ينسحب بموجبه حزب الله من منطقة الحدودية. وتابع أن "الولايات المتحدة كانت منخرطة بشكل عميق في محاولة تعزيز هذه الدبلوماسية".

وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الجاهزية العملياتية للواء الجبال (لواء هحاريم) الذي تم تشكيله في آذار/مارس الماضي ضمن تعديل الرد العملياتي على الحدود الشمالية. ويتخصص اللواء بالقتال على جبهتين في نفس الوقت، أي سوريا ولبنان.