قال مسؤول في وزارة الصحة بغزة، إنّه لا يوجد خدمة جراحة فيما تبقى من مستشفيات شمال القطاع، وأنّ عددًا كبيرًا من المصابين بجراح خطيرة يفقدون حياتهم، لعدم وجود طواقم طبية متخصصّة.
فقط 3 "أطباء جراحة" يعملون فيما تبقّى من مستشفيات قطاع غزة، أحدهم كبير في السن ويتكئ على عكاز
وأوضح مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة مروان الهمص، في حديث لـ الترا فلسطين، أنّ ثلاثة أطباء جراحة فقط يعملون في مستشفيات شمال غزة الثلاثة، الأول في مستشفى العودة وهو الدكتور بكر أبو صفية وهو طبيب متقاعد وكبير في السن ويتكئ على عكاز، فيما يعمل في مستشفى كمال عدوان طبيب مسالك بولية وطبيبة نساء وولادة كأطباء جراحة عامة.
فيديو | رسالة الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان، عن الوضع الصعب الذي يمر به مستشفى كمال عدوان في اليوم الـ33 للحصار المطبق عليه pic.twitter.com/uITI5H1pYA
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) November 8, 2024
وكشف مروان الهمص عن أنّ شمال قطاع غزة الذي يتعرّض لحصار إسرائيلي خانق منذ أكثر من شهر، لا يوجد به حتى سيارة إسعاف واحدة، بعد إسقاط الاحتلال لمنظومة الإسعاف والطوارئ بشكل كامل.
وقال الهمص، إنّ مصير من يصاب ولا يجد من ينقله للمستشفى هو الوفاة أو حصول مضاعفات خطيرة على جراحه، وفي حال تم نقله للمستشفى من قبل بعض المواطنين فلا يوجد خدمة جراحة. وبيّن أنّ عدد من تبقّى من أطباء داخل مستشفى كمال عدوان بعد الاقتحام الإسرائيلي الأخير، واعتقال عدد من كوادره، هم خمسة أطباء، بينهم مدير المستشفى الذي يقوم أيضًا بمقام طبيب تخدير.
ووصف الهمص العمليات الجراحية العامة التي يقوم بها طبيب المسالك البولية وطبيبة النساء والولادة في مستشفى كمال عدوان بأنّها "شيء من الإعجاز والمستحيل" من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.
وذكر أن مستشفى الإندونيسي خرج عن الخدمة كليًا، كما أن مستشفى العودة شبه خارج عن الخدمة بسبب عدم وجود طواقم طبيّة بداخله، بعد حصاره وإخلائه من الطواقم الطبية واستهداف بعض أدواره بقذائف المدفعية.
ماذا عن مستشفيات شمال قطاع غزة؟ "الأندونيسي" خرج عن الخدمة، و"العودة" شبه خارج عن الخدمة، وأسرّة مستشفى "كمال عدوان" ممتلئة
وعن حالة مستشفى كمال عدوان، وهو المستشفى الثالث في شمال غزة، أوضح الهمص أن أسرّة المستشفى ممتلئة بالكامل بالمصابين، ويتم تسريح الإصابات الطفيفة فيما يتم الإبقاء على الإصابات المتوسطة والخطيرة.
وتابع: "بعد إجراء العمليات الجراحية لا نجد سيارة إسعاف لنقل المريض إلى عناية مركزة أو إلى مستشفيات غزة لمواصلة العلاج".
وبين أن الاحتلال دمّر شبكة الطاقة الشمسية وشبكة المياه الواصلة إلى مستشفى كمال عدوان، كما قصف محطة تحلية المياه، وقسم الكلية الصناعية والأطفال بالمستشفى، واستهدف القنّاصة عامل نظافة وأربعة ممرضين عاملين بقسم العناية المركزة.
ووجّه مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة مروان الهمص، نداءً للصليب الأحمر والمؤسسات الدولية للضغط على الاحتلال للإفراج عن الطواقم الطبية والسماح بوصول طواقم طبية عربية وأجنبية إلى مستشفيات شمال قطاع غزة، وإدخال المستلزمات الطبية والصحية لإعادة إعمار هذه المستشفيات المدمّرة.
لليوم الرابع والثلاثين يواصل جيش الاحتلال فرض حصار خانق ومركّز على شمال قطاع غزة، في ظل منع إدخال الغذاء والدواء والمياه لآلاف المواطنين المحاصرين هناك منذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر 2023، بهدف التهجير القسري
ومنذ بدء العملية العسكرية على شمال غزة، لم تتوقف مجازر الاحتلال عبر قصف المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها، ومواصلة القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا.
ولليوم السادس عشر، يقول الدّفاع الدفاع المدنيّ إنّ خدماته معطلة قسرًا في كافة مناطق شمالي قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي هاجم طواقم الدفاع المدني في شمالي القطاع، وسيطر على مركباته وشرّد معظم عناصره إلى وسط وجنوبي القطاع واختطف 9 منهم في أكتوبر الماضي.