تتجّه الأنظار إلى محافظة نابلس، التي يُتوقع أن يزورها رئيس الحكومة محمد مصطفى، الأسبوع القادم، مع تراكم عدد من الملفات في ظلّ ما تتعرّض له المدينة ومحيطها من حصار عسكري واقتصادي ومداهمات إسرائيليّة مستمرّة.
تبرّعت سيّدة فلسطينية كانت مغتربة في أميركا اللاتينية ببناء المستشفى وتجهيزه، وبقي على وزارة الصحة أن تعلن تشغيله.. لماذا كل هذا التأخير؟
ومن بين أبرز الملفات العالقة منذ سنوات، مطالبات المجتمع المحلي والأهالي في قرى وبلدات جنوب نابلس بتشغيل مستشفى "أم الحسن" في قرية مجدل بني فاضل جنوب شرق المدينة، والذي بلغت تكلفة إنشائه نحو 30 مليون شيقل.
وبينما أفادت مصادر لـ الترا فلسطين بأن تشغيل مستشفى "أم الحسن" سيكون من بين القضايا التي سيتطرّق لها رئيس الوزراء محمد مصطفى خلال زيارته، نفى محافظ نابلس غسان دغلس ذلك.
وقال دغلس لـ الترا فلسطين إن وزارة الصحة أرسلت لجنة خاصة مؤخرًا للكشف عن المستشفى، على أن تبدأ العمل فيه تدريجيًا، بدءًا من قسم الطوارئ وصولًا لتشغيل باقي الأقسام.
وحول ما استجد لتشغيل المستشفى رغم المطالبة بذلك منذ سنوات؟ قال دغلس إن المعضلة كانت بعدم توفّر كادر بشري، وأشار إلى أنّ ما استدعى تشغيله الآن، حاجة المنطقة للمستشفى مع ارتفاع وتيرة اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين.
اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين لا تتوقف على قرى جنوب شرق نابلس.. لماذا على الجرحى أن ينزفوا الكثير في الطريق إلى مستشفيات المدينة؟
بدوره، قال رئيس مجلس قروي مجدل بني فاضل رامي نصار، لـ الترا فلسطين إن لديهم قرارًا من الرئيس محمود عباس بتشغيل المستشفى، ولكن وزيرة الصحة السابقة مي الكيلة كانت تقدم المبررات والذرائع بعدم قدرة الوزارة على تشغيله في حينه.
وأضاف نصار أن وزير الصحة الجديد ماجد أبو رمضان، أعلن عزمه تطبيق القرار. وقد استلمت وزارة الصحة بدورها المستشفى قبل نحو شهر ونصف، لكنّها لم تقم بأي شيء حتى اليوم.
وأفاد أنه وبحسب المعلومات المتوفّرة لديه، سيتم تشغيل المستشفى على مراحل، بحيث يتم تشغيل قسم الطوارئ أوّلًا، ومن ثم باقي الأقسام، حسب إمكانيات الحكومة.
وأشار إلى وجود قرار من مجلس الوزراء بتوفير 74 كادرًا لتشغيل المستشفى، دون أن يوضح إن كان ذلك بإجراء تنقّلات بين موظفي وكوادر وزارة الصحة أم بإجراء تعيينات جديدة. علمًا أن الحكومة الجديدة سبق وأعلنت أنها لن تقوم بإجراءات توظيف جديدة باستثناء وزارة التربية والتعليم.
ومستشفى أم حسن، يقع في قرية مجدل بني فاضل جنوب شرق مدينة نابلس، في منطقة يعيش فيها حوالي 130 ألف نسمة من القرى والبلدات المحيطة، فهو يتوسط محافظات أريحا ونابلس ورام الله.
والمستشفى تم بناؤه قبل 8 سنوات، على حساب متبرّعة من القرية هي "مقبولة أم حسن"، وهي سيدة كانت مغتربة في أمريكا اللاتينية وتقيم الآن في القرية، وقد تبرّعت ببناء كامل المستشفى وتجهيزه، وما تبقى الآن، فقط تشغيله. والمستشفى مكوّن من 3 طوابق فيها عدة أقسام؛ قسم للطوارئ، وقسم للعمليات، وقسم عناية مكثفة، وقسم غسيل كلى، وقسم عيادات.