31-مايو-2023
Getty Images

أصدرت اللجنة المنظمة لـ "بطولة القدس والكرامة" قرارها فيما يخص مباراة "الوحدات" - "الفيصلي"

أصدرت اللجنة المنظمة لـ "بطولة القدس والكرامة" اليوم الأربعاء، قرارها فيما يخص مباراة "الوحدات" - "الفيصلي" والتي توقفت عند الدقيقة 90+1، وانسحب منها الأخير، وأكّد انسحابه من البطولة لاحقًا، على إثر شجار.

مصدر خاصّ من داخل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، يكشف لـ "الترا فلسطين" تفاصيل ما جرى عقب اندلاع الشجار المؤسف أثناء مباراة "الفيصلي" - "الوحدات" في القدس، الإثنين الماضي

ونشر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بيانًا أصدرته اللجنة المنظمة لبطولة القدس والكرامة والمنبثقة عن الاتحادين الأردني والفلسطيني لكرة القدم، وجاء في القرار أنه وبعد اطلاع اللجنة المنظمة على كافة الحيثيات، قررت اعتبار النادي الفيصلي خاسرًا للمباراة بنتيجة 3-0 لصالح نادي "الوحدات"، ما يعني أن المباراة النهائية من البطولة ستقام في موعدها يوم الجمعة (2 حزيران/ يونيو 2023)، بين فريقي الوحدات وجبل المكبر على ملعب الشهيد فيصل الحسيني.

ورغم محاولات الاتحاد الفلسطيني ورئيسه جبريل الرجوب ثني نادي الفيصلي الأردني عن قراره بالانسحاب من بطولة "القدس والكرامة"، على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراته مع نادي "الوحدات"، يوم الإثنين، إلّا أن الأخير أصرّ على قراره بالانسحاب بعد اجتماع مجلس إدارته في عمان، وإبلاغ بعثته في رام الله بالانسحاب من البطولة بشكل رسمي.

وكشف مصدر خاصّ من داخل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لـ "الترا فلسطين" تفاصيل ما جرى عقب اندلاع الشجار المؤسف.

وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن اسمه، إن المباراة سارت بشكل طبيعي حتى الوقت بدل الضائع، رغم حالة التوتر الكبير التي كان عليها لاعبو الفيصلي. وأن حالة توتر انعكست على سلوك اللاعبين بالاعتداء على الحكم، عقب احتساب خطأ لصالح مهاجم "الوحدات" زيد القنبر، وهو لاعب فلسطيني كان يلعب في صفوف "جبل المكبر" الموسم الماضي.

وتابع المصدر، أنه تم الاعتداء من قبل لاعبي "الفيصلي" على اللاعب زيد القنبر، وبعض المشجِّعين من نادي "جبل المكبر" نزلوا لأرض الملعب للدفاع عن زيد، ثم وقع الشجار المتبادل.

رئيس الاتحاد الفلسطيني، الفريق جبريل الرجوب نزل إلى غرف ملابس لاعبي "الفيصلي" وقدّم لهم الاعتذار، وتوجّه في اليوم التالي إلى مقر إقامة الفريق، وعاد لهم اليوم الأربعاء، ولكن دون جدوى

وأكد أنه عقب الشجار نزل رئيس الاتحاد الفلسطيني، الفريق جبريل الرجوب إلى غرف ملابس لاعبي "الفيصلي" وقدّم لهم الاعتذار، وأن كل ما يطلبونه سيتم تلبيته. وجاء الرد منهم بطلب إخلاء المدرجات من الجمهور وهو ما جرى بالفعل، ورغم ذلك لم يكملوا المباراة، وحاول الرجوب مجددًا إقناعهم باستكمال المباراة دون جدوى.

وبحسب المصدر فإن الفريق الرجوب توجّه إلى مقر إقامة الفريق الفيصلي في اليوم الثاني، وجرى إقناع البعثة باستكمال البطولة وعدم الانسحاب، ولكن مجلس إدارة النادي في عماّن قرر الانسحاب، ومع ذلك عاد الفريق الرجوب إلى مقر إقامتهم قبل مغادرة فلسطين اليوم الأربعاء وحاول ثنيهم عن القرار دون جدوى.

اتّهامات بسوء إدارة وتنظيم، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يعلّق..

وردًا على الاتهامات الموجّهة للاتحاد الفلسطيني بسوء الإدارة والتنظيم، قال المصدر، إن المباراة رُفعت على جدول مباريات الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وهذا يعني أن المباراة والبطولة نُظِّمت وفق لوائح "الفيفا" وفيها كل صغيرة وكبيرة بشأن تنظيم المباريات، حتى أن فيها ما يتعلق بانتشار الأمن وعدد العناصر وآلية التنظيم وغيرها.

وأضاف أن الاتحاد التزم بلوائح "الفيفا" في هذا الأمر، لأنه مطالب برفع تقرير بعد المباراة، ولا يجوز له زيادة عدد عناصر الأمن، فلا يصح أن تكون مباراة كرة القدم ثكنة عسكرية، وهذا لا يتماشى مع لوائح الفيفا، وقد يستغل أيضًا من قبل "إسرائيل" ضد تنظيم واستضافة فلسطين للمباريات الدولية.

ونفى المصدر، أن يكون السبب هو سوء إدارة وتنظيم من قبل الاتحاد الفلسطيني، مؤكدًا أن حكم اللقاء هو حكم دولي يحمل شارة "الفيفا".

وافتتح "الفيصلي" و"الوحدات" بطولة "القدس والكرامة"، في نسختها الثانية يوم الإثنين، بتنظيم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وذلك على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في ضاحية الرام شمال القدس.

وانعكس الصراع التاريخي الكبير بين زعيمي الكرة الأردنية فوق المستطيل الأخضر منذ انطلاق صافرة حكم اللقاء، الدولي الفلسطيني براء أبو عيشة، الذي اتهم من قبل "الفيصلي" بسوء إدارة اللقاء، وما تدحرجت إليه الأمور في الوقت بدل الضائع من اعتداء بعض لاعبي الفريق وطاقمه الفني على الحكم، قبل اقتحام مشجعين لأرضيّة الملعب ووقوع شجار متبادل مع لاعبي الفريق.

وعقب المباراة سارع نادي "الفيصلي" إلى إصدار بيان صحفي أعلن فيه نيّته الانسحاب من البطولة، إلّا أن تدخلات رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب أدت إلى تراجع بعثة الفريق عن قرارها بالانسحاب، ولكن في وقت لاحق وصل قرار من مجلس إدارة الفريق في عمان بالانسحاب الرسمي من البطولة، وهو ما جرى بالفعل.

وأعلن النادي "الفيصلي" في بيان صحفي أنه "بناء على ما جرى من أحداث مؤسفة نتيجة سوء التنظيم الواضح خلال مباراة بطولة القدس والكرامة، وحفاظًا على سلامة بعثة النادي وما تقتضيه مصلحة الفيصلي، قرر مجلس الإدارة التأكيد على عودة بعثة الفريق والبدء بترتيبات العودة إلى العاصمة عمان بأسرع وقت ممكن".

وفي هذا الشأن، نفى مصدر في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لـ"الترا فلسطين"، وجود أي تقصير من قبلهم، وقال إن الاتحاد التزم بلوائح الفيفا فيما يتعلق بتنظيم المباريات.

الصحفي الأردني صالح الراشد: ما حدث أنّ "لاعبًا من الفيصلي أخطأ، وإداريٌّ من الفريق تسرّع، وهناك من يحاول التغطية على هذه القضية، وهذا هو عنوان كل ما جرى"

من جانبه، الصحفي الأردني صالح الراشد، الذي كان ضمن الوفد الذي تابع المباراة من أرضية الملعب، قال لـ "الترا فلسطين" إن تنظيم البطولة لا يوجد فيه عيوب، وما قيل عن بعض القضايا أن هناك جماهير كانت خلف مقاعد لاعبي الفيصلي وشتمتهم طوال المباراة غير صحيح، فالجماهير كانت في منطقة مخصصة للعائلات، ولا أعتقد أن عائلات كريمة ومهذبة ولها إرث حضاري تقوم بشتم أحد.

ولخّص الراشد ما حدث بالقول إن "لاعبًا من الفيصلي أخطأ، وإداريٌّ من الفريق تسرّع، وهناك من يحاول التغطية على هذه القضية، وهذا هو عنوان كل ما جرى". وأوضح أن ما جرى يتحمّله اللاعب الذي حاول الاعتداء على الحكم، وإدارة الفريق التي لم تستطع احتواء لاعبها وإغلاق القضية من أول لحظة، ولو قاموا بذلك لانتهت القصّة من بدايتها واستمرت المباراة، حتى أن ركلة الخطأ التي احتسبها الحكم لصالح "الوحدات" وأدت لاندلاع الشجار، لم تكن في منطقة مؤثرة، ولكانت انتهت المباراة بالتعادل، وذهبت لركلات جزاء وانتهت الحكاية.

وتابع الراشد: "اللاعب أخطأ بحق الحكم، والإداري لم يكن قادرًا على استيعاب الموقف، وبدأت المشكلة وامتدت حتى عمان، وما اتخذ من قرارات في عمان، كان مبنيًا على شهادات فردية لبعض أعضاء النادي الفيصلي، ولم تكن موثقة بالفيديوهات".

وتابع الراشد، أن ما جرى من نزول بعض الجماهير هو حالة غير إيجابية، ولكن لم تكن السبب الرئيس لخراب اللعبة، بل كانت ردّ فعل على ما حصل على أرض الملعب.

ولكن لو كان هناك عدد كاف من رجال الأمن لما نزل الجمهور، ردّ الراشد على ذلك بالقول: "هناك إجراءات خاصة في هذا الملعب من الناحية الأمنية، واللجنة المنظمة اعتبرت أن المباراة ودية وتحمل اسم القدس والكرامة، ولن يكون فيها مشاكل كبيرة".

وأضاف: "لا يجوز إدخال عسكر إلى الملاعب، بل يكون هناك مجموعة من المراقبين ويحدث في كل الملاعب عادة أن يدخل أحد من الجماهير، ويمسك بهم الحراس ويتم طردهم، لا أن يتشاجر معهم اللاعبون".

النادي الفيصلي في بيانه قال إنه "على هامش الأحداث المؤسفة التي شهدتها، مباراة الفيصلي في بطولة القدس والكرامة، المقامة في دولة فلسطين الشقيقة بالأمس، عقد مجلس إدارة النادي الفيصلي الثلاثاء، اجتماعًا في مقر النادي برئاسة رئيس مجلس الإدارة المهندس نضال الحديد". وأكد مجلس إدارة النادي أنه "خلال الاجتماع متانة العلاقات الأخوية الراسخة والمتينة التي تجمع الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني".

النادي الفيصلي: الأحداث المؤسفة التي حدثت من كافة الأطراف تسببت في حالة من الاحتقان داخل الملعب، تعرضت خلالها بعثة النادي للاعتداء 

وأشار المجلس إلى أن "الأحداث المؤسفة التي حدثت من كافة الأطراف تسببت في حالة من الاحتقان داخل الملعب، إذ تعرضت خلالها بعثة النادي للاعتداء، مؤكدًا في ذات السياق أنه وحفاظًا على الوحدة الوطنية التي هي على رأس أولويتنا، والعلاقات التي تربطنا مع الأشقاء الفلسطينيين، نتجاوز عن الإساءة، ونؤكد أنها لن تنال إطلاقًا من لحمتنا ووحدتنا الوطنية".

وثمن مجلس الإدارة زيارة رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب لبعثة الفريق، واعتذاره عن الاحداث المؤسفة التي رافقت المباراة، الامر الذي يؤكد الترابط الاجتماعي القوي بين الشعبين الشقيقين.

رئيس نادي الفيصلي نضال الحديد: كان يفترض على الحكم أن يكون مسيطرًا على المباراة بشكل أفضل

أما رئيس نادي الفيصلي نضال الحديد فقد أكد في تصريحات صحفية هو الآخر أن ضعف القرارات التحكيمية في مباراة فريقه أمام الوحدات ساهم في اندلاع الأحداث المؤسفة، مضيفًا "لو عدنا إلى المباراة فإن الفيصلي كان يستحق خطأ ارتكب ضد أحد لاعبيه لكن الحكم لم يحتسبه، وبعد ثوانٍ احتسب خطأ للوحدات، ما أثار حفيظة لاعبي الفيصلي".

وتابع الحديد "بعض الجماهير أساءت لفريق الفيصلي منذ بداية المباراة، وكان يفترض على الحكم أن يكون مسيطرًا على المباراة بشكل أفضل". وأضاف أن "نزول الجماهير إلى أرض الملعب بإشارة من لاعب بحسب ما وصلني، أمر مرفوض، ومن حق لاعبي الفيصلي عندما يتعرضون للهجوم الدفاع عن أنفسهم".