25-أغسطس-2024
عائلة دوابشة

زار مفوض مصلحة السجون الإسرائيلية، يعقوب يعقوبي، في الأشهر الأخيرة، الإرهابي عميرام بن أوليئيل، الذي أدين بقتل عائلة دوابشة، مرتين في زنزانته.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" استنادًا إلى مصادر أمنية إسرائيلية، يعتبر يعقوبي، الذي عُيِّن من وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، من الداعمين لتحسين ظروف سجن بن أوليئيل وإرهابيين يهود آخرين. ومن الجدير بالذكر أن يعقوبي كان في السابق السكرتير الأمني لبن غفير. بالإضافة إلى يعقوبي، زار بن أوليئيل أيضًا رئيس طاقم مكتب بن غفير، حنميئيل دورفمان.

وتعدّ زيارة مفوض مصلحة السجون لسجين أمني خطوة غير تقليدية، ومع ذلك، وافق جهاز الشاباك على نقل بن أوليئيل إلى "القسم التوراتي" في السجن، حيث انضم إلى سجناء من اليهود المتدينين خلال فترة الأعياد اليهودية.

كما تم منح بن أوليئيل بعض التسهيلات، بما في ذلك السماح له بالاجتماع والتحدث مع حاخامات متطرفين من تيّار الصهيونية الدينية، مثل الحاخام دوف ليئور، الذي يُعتبر زعيمًا روحيًا لبن غفير.

تُعد جمعية "حونينو" جمعية يمينية تقدم الدعم القانوني والمالي لأعضاء تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي اليهودي

ومع تولي بن غفير منصبه الوزاري، بدأت جهوده وحزبه "عوتسما يهوديت" (القوة اليهودية) بتحسين شروط سجن بن أوليئيل. وقد قاد يعقوبي حملة داخل قيادة الصهيونية الدينية للتفاوض مع مصلحة السجون والشاباك لتخفيف ظروف سجن بن أوليئيل، في حين طالب حاخامات الصهيونية الدينية بإطلاق سراحه، مدعين بأنه "بريء".

وكشف تحقيق صحفي، نُشر في صحيفة هآرتس بتاريخ 24 أيلول/سبتمبر 2023، كُشِف عن أن "الدولة الإسرائيلية" ستتحمل جزءًا من الأموال التي تُجمع لصالح الإرهابي بن أوليئيل، والتي جمعت حتى الآن أكثر من 1.6 مليون شيكل. ووفقًا لقانون ضريبة الدخل الإسرائيلي، ستحصل جمعية "حونينو" على دعم مالي قد يتجاوز نصف مليون شيكل.

تُعد جمعية "حونينو" جمعية يمينية تقدم الدعم القانوني والمالي لأعضاء تنظيم "تدفيع الثمن" الإرهابي اليهودي. في عام 2021، جمعت الجمعية تبرعات بقيمة 7 ملايين شيكل، وتتمتع التبرعات التي تتجاوز 200 شيكل بإعفاء ضريبي بموجب القانون، مما يشكل دعمًا غير مباشر من الحكومة الإسرائيلية لهذه الجمعيات.

تتلقى جمعية "حونينو" دعمًا ماليًا من الولايات المتحدة عبر الصندوق المركزي الإسرائيلي

بالإضافة إلى التبرعات المحلية، تتلقى جمعية "حونينو" دعمًا ماليًا من الولايات المتحدة عبر الصندوق المركزي الإسرائيلي، وهو صندوق معترف به لأغراض ضريبية في الولايات المتحدة.

وأُطلقت حملة جمع التبرعات الأخيرة تحت شعار "نضع حدًا للمؤامرة"، بهدف تحسين ظروف سجن بن أوليئيل ودعم جهود الإفراج عنه. وقد أعلنت عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ، من حزب "القوة اليهودية"، دعمها لبن أوليئيل، واصفة إياه بأنه "رجل صالح وقديس". كما دافع وزير التراث عميحاي إلياهو عن بن أوليئيل، معبرًا عن عدم ثقته بمنظومة القضاء الإسرائيلية.

وأظهر التحقيق أن المغني الإسرائيلي الشهير أرئيل زيلبر انضم إلى قائمة المتبرعين لبن أوليئيل، في حين أعلن يائير نتنياهو، نجل رئيس حكومة الاحتلال، دعمه للإرهابي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشف تحقيق مشترك بين منظمة "شومريم" ووكالة "أسوشيتيد برس" أن جمعية "شالوم أسيرايخ" تبرعت أيضًا لبن أوليئيل وإرهابيين يهود آخرين عبر جمعية أمريكية، لكن بعد نشر التحقيق، توقفت الجمعية الأمريكية عن التعاون مع "شالوم أسيرايخ".

وأشارت تحقيقات سابقة إلى أن جمعية "حونينو" دعمت ماليًا عائلات اليهود الضالعين في جرائم قتل على أساس قوميّ، مما أدى إلى وقف مؤقت لجمع التبرعات لها في الولايات المتحدة.

جمعية "أسيرايخ" المسجلة لدى مُسجل الجمعيات الإسرائيلي، تقدم الدعم المالي للإرهابيين اليهود المدانين بجرائم قتل فلسطينيين، ومن بينهم مرتكبو جريمة حرق عائلة دوابشة

وفقًا للصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أنس أبو عرقوب، فإن جمعية "أسيرايخ" المسجلة لدى مُسجل الجمعيات الإسرائيلي، تقدم الدعم المالي للإرهابيين اليهود المدانين بجرائم قتل فلسطينيين، ومن بينهم مرتكبو جريمة حرق عائلة دوابشة.

وأشار أبو عرقوب لـ"الترا فلسطين"، إلى أن المحامي حنميئيل دورفمان، مدير مكتب الوزير بن غفير والقيادي في تنظيم "تدفيع الثمن"، كان المستشار القانوني لهذه الجمعية قبل أن يصبح مدير مكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

يذكر أن المحكمة المركزية الإسرائيلية في اللد كانت قد حكمت على الإرهابي عميرام بن أوليئيل بالسجن المؤبد ثلاث مرات، وهو حكم أيدته المحكمة العليا.