20-أغسطس-2024
عملية طوفان الأقصى

ما حدث في 7 أكتوبر يعكس عمق الفرضيات الخاطئة التي كانت تحكم تفكير الأجهزة الاستخباراتية والسياسية في إسرائيل

كشفت قناة 12 الإسرائيليّة معلومات جديدة تتعلّق بالإخفاق الاستخباريّ الّذي سبق هجوم السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر، مستعرضة التقييمات الاستخباراتيّة والتحقيقات الداخليّة والتحذيرات والإخفاقات الّتي تسبّبت بـ "الفشل الإستراتيجيّ". 

القناة الإسرائيليّة 12: ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر يعكس عمق الفرضيات الخاطئة التي كانت تحكم تفكير الأجهزة الاستخباراتية والسياسية في إسرائيل تجاه حركة حماس

وذكرت القناة الإسرائيليّة أنه في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ورد اتصال هاتفي من ضابط استخبارات في قيادة المنطقة الجنوبية إلى رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية "أمان"، عميت ساعر، الذي كان مسؤولًا عن إصدار إنذار مُبكر. وقد جرى الاتصال قبيل الخامسة فجرًا، أي قبل نحو ساعة ونصف من هجوم كتائب القسام على المواقع العسكرية والمستوطنات المحيطة بغزة.

وخلال المكالمة، أشار الضابط إلى العديد من المؤشرات المتزايدة التي توحي بوجود خطر وشيك، لكن عميت ساعر استمع إلى نهاية المكالمة، وقال: "لا يوجد هنا إنذار". وأضافت القناة الإسرائيلية: "هذا الاستخفاف بالخطر، يُظهر حجم الإخفاق في تقييم التهديدات من قبل الاستخبارات العسكرية".

وشدد عمري مانيف، مراسل الشؤون العسكرية في قناة الـ12 الإسرائيلية، على أهمية هذه المكالمة معتبرًا إيّاها لحظة محورية في الإخفاقات الاستخباراتية التي أسفرت عما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقال مانيف عن المكالمة الهاتفيّة: "إنها إحدى اللحظات التي عكست الاستخفاف في حماس وبالخطة التي كانت تُعد لها". وقال إنّ التصريح في حينه "بعدم وجود إنذار" يُبرز كيف أنّ الاستخبارات العسكرية كانت تعتمد على فرضيات غير صحيحة، ما أدى إلى تجاهل الإنذارات الواضحة.

وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقات داخلية حول إخفاقات أجهزته الأمنية في التعامل مع التهديدات الناشئة من قطاع غزة. ورغم غياب لجان تحقيق خارجية في هذه المرحلة، يواصل الجيش تحقيقاته بنفسه بخصوص أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، وما سبقها من إشارات.

وذكرت القناة أنه "لن يُنْشَر التقرير للجمهور، لكنّه سيضاف إلى سلسلة التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش الإسرائيلي حول السابع من أكتوبر 2023".

وفي هذا السياق، طُرح سؤال على نوعام أمير، محلل الشؤون العسكرية في قناة الـ14 الإسرائيلية، حول ما إذا كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي مُطّلعًا على خطة "أسوار أريحا" التي توقعت السيناريو قبل عام من 7 تشرين الأول/أكتوبر. أجاب قائلًا: "إذا كان فقط رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وبعض ضباطه الكبار على علم بهذا الأمر وأخفوه، كما كشف ذلك التحقيق عن قائد المنطقة الجنوبية، فإن هذا يُعد إخفاقًا يصل حدّ الإهمال الجنائي غير المسبوق". وبذلك، يوضح أمير أن هذه الحادثة تثير تساؤلات خطيرة حول مستوى الإدراك والتنسيق داخل القيادة العسكرية.

كما أضافت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن التحقيقات كشفت عن تراجع أهمية جبهة غزة في التقييمات الأمنية مقارنة بجبهة لبنان ضد حزب الله وإيران.

وأظهرت التحقيقات أن هناك قناعة ترسّخت في أوساط أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بأن حماس كانت تسعى للتهدئة، وليس للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل. لذلك، خُصِّصَت موارد أقلّ لجمع المعلومات عن غزة، ما أدى إلى ضعف الاستخبارات البشرية وانخفاض مستوى المراقبة على اتصالات حماس.

وفق المصدر الإسرائيلي: "عززت القيادة السياسية في إسرائيل هذه القناعة من خلال مطالبة الجيش الإسرائيلي بتحقيق الهدوء في قطاع غزة، ما أدى إلى تعزيز مكانة حماس على حساب السلطة الفلسطينية"، وفق زعمها.

القناة 12: الأخطاء الأمنية الإسرائيليّة: لم تكن مجرد زلات فردية، بل كانت جزءًا من سياق أكبر من سوء التقدير والتعامل غير الصحيح مع التهديدات

علاوة على ذلك، أظهرت التحقيقات أنّ شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، لم تكن مستعدة لتغيير فرضياتها بشأن نوايا حماس، حتى في ظل ظهور مؤشرات تهدد الأوضاع. في ليلة 6 تشرين الأول/أكتوبر، انتقل آلاف من عناصر حماس من حالة الروتين إلى حالة الطوارئ، مصحوبة بعملية تسليح وأوامر ميدانية. ومع ذلك، لم يكن هناك أي مصدر في القطاع ينبّه إلى هذا التغيير، ما يعكس ضعف الاستخبارات البشرية للأجهزة الأمنية الإسرائيليّة.

وفي الوقت الذي كانت حماس تستعد للهجوم، حسبما أفادت القناة، لم تكن "إسرائيل" على علم بأي شيء، وقد بدأت بعض الأصوات والمعلومات الاستخباراتية تظهر، لكن لم تُحَلَّل بشكل صحيح. ومن الساعة العاشرة مساءً يوم الجمعة وحتى صباح السبت (صبيحة الهجوم)، وعلى مدى 8 ساعات ونصف، لم تتمكن المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة من تغيير فرضيّتها، رغم وصول معلومات تم تفسيرها على نحو خاطئ.

واختتمت القناة قائلة: "إن ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر يعكس عمق الفرضيات الخاطئة التي كانت تحكم تفكير الأجهزة الاستخباراتية والسياسية في إسرائيل تجاه حركة حماس. كما يظهر التحقيق أن هذه الأخطاء لم تكن مجرد زلات فردية، بل كانت جزءًا من سياق أكبر من سوء التقدير والتعامل غير الصحيح مع التهديدات".