01-سبتمبر-2024
وختم البيان، بالقول: "إن الاحتلال وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة ورئيسها بايدن هم من يتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عن قتل الأسرى كما هي مسؤوليتهم عن قتل شعبنا وحرب الإبادة ضده سواء بالقصف المباشر أو بالحصار والتجويع أو بحماية الاحتلال ومجرميه من الملاحقة والعقاب والذي وإن تأخر لن يطول".

(Getty)

أعلن اتحاد النقابات العمالية في إسرائيل "الهستدروت"، مساء الأحد، عن إضراب اقتصادي شامل، غدًا الإثنين، استجابةً لدعوة منتدى عائلات الجنود الأسرى والرهائن المحتجزين في قطاع غزة للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. وجاءت هذه الخطوة بعد العثور على جثث ستة أسرى إسرائيليين في نفق جنوبي غزة.

في السياق ذاته، عقد منتدى الأعمال في إسرائيل، الذي يضم 200 من كبار رجال الأعمال، اجتماعًا طارئًا لدعم الاحتجاجات، وأعلن انضمامه لمظاهرات عائلات الأسرى، محذرًا من "فقدان الأرواح اليومي". كما أعلنت العديد من المصالح التجارية الإسرائيلية دعمها للنشاط الاحتجاجي عبر إغلاق أعمالها الليلة.

قال مقر أهالي المختطفين ردًا على تصريح نتنياهو: "يكفي إلقاء اللوم على الجميع. تحمل مسؤولية أخطائك.. أنت رئيس الوزراء، ومسؤولية إعادة المختطفين تقع على عاتقك"

في الوقت نفسه، انتقد رئيس منظمة المعلمين، ران إيرز، الحكومة الإسرائيلية، متهما إياها بالتخلي عن الأسرى، معلنًا استعداد المنظمة لتنفيذ إضراب طويل. كما دعا رئيس بلدية غيفعتايم، ران كونيك، إلى إضراب عام في البلدية غدًا، مؤكدًا على ضرورة "إعادة الأسرى فورًا" ومطالبًا بانضمام البلديات الأخرى لهذه الخطوة.

وأعلن رئيس الهستدروت، أرنون بار دافيد، إضرابًا شاملًا في كل مناحي الحياة في دولة الاحتلال بدءًا من الغد، ودعا الجميع للخروج إلى الشوارع الليلة. 

وأشار إلى أن الإضراب العام في الاقتصاد سيتم تنفيذه غدًا بهدف الضغط لتحقيق تقدم في قضية الأسرى.

ويشمل الإضراب وقف العمل في مطار بن غوريون اعتبارًا من الساعة 8 صباحًا، كجزء من الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى.

نتنياهو وعائلات الأسرى

زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حركة حماس هي "المسؤولة عن مقتل الأسرى الستة"، مضيفًا: "من جهتنا نحن لا نتوانى. الحكومة الإسرائيلية ملتزمة، وأنا شخصيًا ملتزم، بمواصلة السعي من أجل التوصل إلى صفقة تعيد جميع مختطفينا وتضمن أمننا ووجودنا".

وقال مقر أهالي المختطفين ردًا على تصريح نتنياهو: "يكفي إلقاء اللوم على الجميع. تحمل مسؤولية أخطائك.. أنت رئيس الوزراء، ومسؤولية إعادة المختطفين تقع على عاتقك. والنقاش الذي يدور حول فيلادلفيا يعود إليك. وقرار تجاهل موقف المؤسسة الأمنية بأكملها: الجيش الإسرائيلي، والشين بيت، والموساد - هو قرارك".

واتهم زعيم المعارضة يائير لابيد "نتنياهو وحكومة الموت" باتخاذ "القرار بعدم إنقاذ المختطفين". وأضاف: "لقد كانوا على قيد الحياة. نتنياهو ومجلس وزراء الموت قرروا عدم إنقاذهم. لا يزال هناك رهائن على قيد الحياة هناك، ولا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق. نتنياهو لا يفعل ذلك لأسباب سياسية. إنه يفضل الاحتفاظ بالائتلاف مع سموتريتش وبن غفير، من الحفاظ على حياة أطفالنا، هذه الدماء على رؤوسهم، وأنا أدعو كل مواطن مكسور القلب هذا الصباح أن يأتي ويتظاهر معنا".

من جانبه، دعا وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، صباح اليوم الأحد، إلى عقد مجلس الوزراء "فورًا" و"إلغاء قرار الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا". وفي اجتماع يوم الخميس السابق، الذي وصف بـ"العاصف"، قال غالانت: "إن رئيس الوزراء يمكنه اتخاذ جميع القرارات ويمكنه أن يقرر قتل المختطفين"، بعدما عبر عن رفضه البقاء في محور فيلادلفيا.

ووفق صحيفة "يسرائيل هيوم"، يقدر الوزراء في المجلس السياسي الأمني ​​أن القرار الذي تم اتخاذه، مساء الخميس، بشأن تواجد الجيش الإسرائيلي في منطقة فيلادلفيا لن يتم التراجع عنه.

نقاش الصفقة

وفي صباح اليوم، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "فقد كبار المسؤولين من إدارة بايدن ومن دول أخرى تتوسط حاليًا في المحادثات بين إسرائيل وحماس ثقتهم في نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلنة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى".

وأوضح مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو "يثير عقبة تلو الأخرى. إنه ينسى أنه يتعين عليك تقديم تنازلات من أجل إدارة المحادثات بشأن صفقة من شأنها تحرير الرهائن في أقرب وقت ممكن".

وأضافت صحيفة "هآرتس": "مقتل الرهائن الستة، الذين ظلوا محتجزين على قيد الحياة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يشكل دليلًا إضافيًا على الفشل الذريع للمفهوم الذي دفع نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي إلى الاعتقاد بأن زيادة الضغوط العسكرية من شأنها أن تعجل بعقد صفقة التبادل. ونتيجة لهذا فقد دفع العشرات من الأسرى حياتهم ثمنًا لانتظارهم الصفقة التي لم تتحقق قط، وقد قتل بعضهم على أيدي القوات الإسرائيلية".

وأكد مسؤول كبير مقرب من نتنياهو أن "الاستيلاء على محور فيلادلفيا على طول الحدود المصرية مع غزة" كان من المفترض في الأصل أن يكون بمثابة "أصل" لزيادة الضغط على حماس. وبدلاً من ذلك، أصر نتنياهو منذ ذلك الحين، على عكس موقف المؤسسة الأمنية، على عدم الانسحاب من هناك، حتى لو قبلت حماس شروط إسرائيل للتوصل إلى اتفاق.

وأوضح مسؤول إسرائيلي كبير في الحكومة الإسرائيلية، شارك في اللقاءات بشأن محور فيلادلفيا، اليوم الأحد، أن تحديد مكان الأسرى الستة الذين قتلوا أمس، قد يغير المعادلة، وقال: "الضغوط الأميركية الكبيرة تكثفت عدة مرات. هناك فهم بطيء يتسرب إلى أنه ربما لن يكون هناك خيار سوى متابعة الصفقة".

بدوره، أشار مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات، إلى أن 3 من الأسرى الـ6 الذي اكتشفت جثثهم يوم أمس، كانوا على قائمة صفقة التبادل. وقال مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية: "من الواضح كالنهار أن نتنياهو يمنع التوصل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة. وفي غضون شهر لن يبقى أي رهينة على قيد الحياة".

وفي سياق متصل، قال رئيس الموساد الإسرائيلي ديدي برنياع، إن الخلاف حول عودة أهالي شمال قطاع غزة، هي قضية أكثر تعقيدًا من محور فيلادلفيا.

حماس: نتنياهو يتحمل المسؤولية

بدوره،قالت حركة حماس: "نحمّل الإرهابي المجرم بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية المنحازة له المسؤولية عن تعثّر مفاوضات وقف العدوان على شعبنا وإطلاق سراح الأسرى المتبادل، كما نحمله كامل المسؤولية عن حياة الأسرى، الذين قتلوا برصاص جيشه".

وأضافت حماس: "محاولات تضليل الرأي العام التي يقودها المجرم نتنياهو عبر استمراره في سياسة الخداع والكذب، للتنصل من المسؤولية عن حالة الانغلاق التي وصلت إليها المفاوضات، لن تعفيه من تحمل كامل المسؤولية بسبب استمرار العدوان الفاشي على قطاع غزة ووضعه المزيد من الشروط المعطّلة لجهود الوسطاء في التوصل لوقف إطلاق النار".

وجاء في بيان حماس: "تهديدات نتنياهو الجوفاء باستهداف قادة المقاومة، لتؤكّد عمق الأزمة التي يعيشها وحالة العجز والإرباك التي يواجهها كيانه الهش، في ظل الصمود الأسطوري لشعبنا في وجه آلة القتل والإرهاب الصهيونية المدعومة أميركيًا، وما تسطّره مقاومتنا الباسلة من بطولات في غزة والضفة على طريق التحرير والعودة".

من جانبها، قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، إن "الاحتلال وداعميه من يتحملون مسؤولية قتل الأسرى"، مضيفةً: "لم تفاجئنا تصريحات الرئيس الأميركي بايدن المنحازة للرواية الصهيونية بتحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن حياة أسرى الاحتلال لديها، وتبرأته الدائمة للاحتلال من كل جرائمه تجاه شعبنا وتجاه كل القيم الإنسانية".

وأضافت: "كما لم يفاجئنا أيضًا إظهار بايدن تألمه لمقتلهم، فيما لم تتحرك مشاعره المرهفة تجاه الإبادة الجماعية بالأسلحة الأميركية ومشاهد الدمار الشامل وعشرات الآلاف من الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء من شعب لم يرتكب جرماً سوى الدفاع نفسه والمطالبة بحقه". 

وأكد البيان على أن المقاومة "أحرص الناس على حياة الأسرى، انطلاقًا من قواعدنا الدينية والأخلاقية، والتزامًا بقوانين الحرب والقانون الدولي الذي ينتهكه الاحتلال صباح مساء على مرأى ومسمع العالم أجمع وبحماية من بايدن وإدارته الصهيونية".

وختم البيان، بالقول: "إن الاحتلال وداعميه وعلى رأسهم الولايات المتحدة ورئيسها بايدن هم من يتحمل المسؤولية الأولى والأخيرة عن قتل الأسرى كما هي مسؤوليتهم عن قتل شعبنا وحرب الإبادة ضده سواء بالقصف المباشر أو بالحصار والتجويع أو بحماية الاحتلال ومجرميه من الملاحقة والعقاب والذي وإن تأخر لن يطول".