تتجه نقابة الإسعاف والطوارئ في الضفة الغربية نحو خطوات تصعيدية بدءًا من الأسبوع المقبل، ردًا على استمرار رفض جمعية الهلال الأحمر الاستجابة لمطالب الموظفين.
تتهم النقابة إدارة جمعية الهلال الأحمر، بفصل موظفين، وعدم الاستجابة لمطالبهم المُحقّة، وهو ما تنفيه الأخيرة
وأوضح أسامة السويطي الناطق باسم نقابة الإسعاف في حديث مع "الترا فلسطين" أن الاحتجاجات ستبدأ الأحد المقبل، وتتضمن تقديم شكاوى ضد جمعية الهلال لدى مكتب رئيس الوزراء والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بسبب سلبها لحقوق الموظفين.
وأوضح أن النقابة شكّلت خلية أزمة، مؤكدًا أن الخيارات كافة مفتوحة أمام النقابة من تعليق جزئي وشامل للدوام، والتوجه إلى القضاء.
وأشار إلى أن النقابة وجهت كتابًا إلى إدارة جمعية الهلال للمطالبة بحقوق الموظفين، والتي تتضمن منحهم بدل ساعات عمل إضافي، والسماح بالعمل في الورديات المتتالية، ومنحهم بدل إجازات رسمية، وصرف حقوق الموظفين المتقاعدين، وغيرها من المطالب.
وبين السويطي أن الإدارة ردت على كتاب النقابة بالرفض، ولجأت مؤخرًا إلى إلغاء وجبات الإفطار والسحور لضباط الإسعاف، ووجهت مؤخرًا كتب لفت نظر لكافة موظفي الإسعاف بزعم عدم التزامهم ببرامج الإدارة.
وأشار السيوطي إلى أن إدارة "الهلال" اتخذت قرارًا بفصل 33 ضابط إسعاف بطريقة تعسّفية بزعم وجود أزمة مالية اعتبارًا من الأوّل من مايو/أيار، فيما تتواصل التعيينات في الجهات الإدارية على قدم وساق وبرواتب فلكية، على حدّ تعبيره.
وقال السيوطي إن عدد سيارات الإسعاف في الضفة الغربية تقلّص منذ عام 2019 بنسبة الثلثين، مشيرًا إلى أن عدد السيارات الحالي 27، علمًا أنّ عددها كان نحو 70 سيارة قبل ثلاثة أعوام، وهو ما ترد عليه إدارة "الهلال" بالقول إن تقليص عدد سيارات الإسعاف له علاقة بتقليص وقت العمل الإضافي لضباط الإسعاف واختلاف برنامج ورديات العمل، فقط، ولم تتم إقالة أي موظف من عمله.
نقطة الخلاف
من جانبه أكد مأمون عباسي نائب المدير العام لجمعية الهلال الأحمر أن نقطة الخلاف الرئيسة بين الجمعية والنقابة تتمحور حول جدول دوام ضباط الإسعاف، مبيّنًا أن الجمعية تطالبهم بالدوام لورديّة عمل واحدة يوميًا بواقع 8 ساعات، فيما يصر الموظفون على الدوام لثلاث رديّات يوميًا، بواقع 24 ساعة عمل.
نائب مدير الهلال الأحمر: الموظفون يرفضون الالتزام بقرار الإدارة من ناحية الدوام اليوميّ
وقال عباسي في حديث لـ "الترا فلسطين"، إنّ الموظفين رفضوا قرار إدارة الجمعية، وأعدّوا برنامجًا خاصًا بهم، يداوم بموجبه الموظف ثلاثة ورديّات في اليوم الواحد، بواقع يومين أسبوعيًا، مقابل خمسة أيام إجازة، ويقومون بتنفيذه بمعزل عن موافقة إدارة الجمعية.
وتابع: هذا الطرح ترفضه الجمعية، لأنّ ضابط الإسعاف ليس لديه قدرة للعمل 24 ساعة يوميًا، لافتًا إلى أن آخر اتفاقية تم توقيعها بين الجمعية والنقابة عام 2020 لا تمنح الموظفين حق العمل بهذه الآليّة.
وتقول نقابة الإسعاف والطوارئ إنّ من الصعب أن يعمل الموظف بورديّة واحدة في اليوم في ظل عدم توفّر مسكن للموظفين، وكذلك عدم توفّر مواصلات خاصة للفترة المسائية، وهو ما يقرّ به عباسي، ويقول إن من الممكن حل هذه الإشكالية.
فصل الموظفين
وعن قرار الجمعية بفصل 30 موظفًا، نفى عباسي ذلك، وأكّد أن الجمعية طلبت من الموظفين المعنيين التقدّم لاجتياز اختبار كأساس لتجديد العقد، إلا أن بعضهم رفض ذلك، وقد جرى منحهم مهلة للتراجع عن ذلك.
وأشار عباسي إلى أن الجمعية تسعى من وراء عقد الاختبار، للتأكد من مستوى الكفاءة والقدرة لدى موظفيها.
النقابة تتهم الجمعية بفصل 30 موظفًا، وترد الأخير بأنها أرادت إجراء اختبار للتأكد من مستوى كفاءتهم
وفيما يخص مطالبات الموظفين بمنحهم علاوة طبيعة عمل 100% أسوة بالكادر الطبي، أوضح عباسي أن الكادر المماثل في وزارة الصحة يحصل على علاوة طبيعة عمل 40% فقط، فيما يحصل موظفو الهلال على 50%.
وعن مطالب الموظفين بصرف مستحقاتهم عن ساعات العمل الإضافي وشهر رمضان لسنوات 2019 حتى 2021، قال عباسي إن ذلك حق للموظفين والجمعية ملتزمة به، وقد يكون تأخير تنفيذه نتيجة للمناكفات الجارية.
وأكد عباسي أن الهلال ملتزم بتطبيق اتفاقية عام 2020، داعيًا النقابة إلى توضيح البنود التي لم تلتزم بها الجمعية، والرجوع في ذلك إلى نص الاتفاقية سارية المفعول حتى عام 2023.
مقاضاة وزارة العمل
وعن سبب عزم الجمعية التوجّه إلى مقاضاة وزارة العمل، أعرب عباسي عن استهجانه من بيان الوزارة الذي أعلن عن متابعته لنزاع العمل بين الجمعية والنقابة، لافتًا إلى أن الجمعية لم تعلن عن وجود نزاع عمل، لأن هناك اتفاقًا موقعًا بين الطرفين.
وتابع عباسي: المفترض أن تكون وزارة العمل وسيطًا، وتساعد في إنهاء الأزمة وليس تأجيجها لمصلحة طرف على حساب آخر، وأكد أن الجمعية قد تتراجع عن مقاضاة الوزارة، في حال تواصلت الأخيرة معها وتدخل الوزير لتقديم مبررات مقنعة.
