07-نوفمبر-2023
الرئيس الأمريكي جو بايدن (يسار) برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب في 18 أكتوبر 2023

الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب في 18 أكتوبر 2023

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كتب مراسل البيت الأبيض والأمن القومي لصحيفة نيويورك تايمز دايفيد إي. سانغر، في مقال تحليلي مطول، حول حدود النفوذ الأمريكي في أحداث العدوان على قطاع غزة.

واستهل المقال بالحديث عن محاولة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بحث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على السماح بـ”هدنة إنسانية” في قطاع غزة، على أمل أن تحمل المساعدات الأمنية الأمريكية البالغة 3.8 مليار دولار سنويًا تأثيرًا كافيًا على تكتيكات نتنياهو.

مساعدو بايدن: تحاول الولايات المتحدة إرسال قنابل أصغر بكثير إلى "إسرائيل"، وأكثر ملاءمة لاختراق الأنفاق دون التسبب في قدر كبير من الأضرار الجانبية.

ورفض بنيامين نتنياهو مساعي جو بايدن لبذل “جهود أكبر لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين”، كما وصفها سانغر، وذلك خلال مكالمة هاتفية أمس الاثنين، وقد مضى قدمًا فيما أسماه “الانتقام الأعظم” لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر \تشرين الأول، مستخدمًا قنابل ضخمة لهدم “شبكة أنفاق حماس”، حتى لو أدى هذا إلى انهيار أحياء بأكلمها في غزة.

المقال، الذي ركز على دور جو بايدن في الحرب على أوكرانيا وغزة سياسيًا، رأى أن تأثير الرئيس الأمريكي على كيفية قيام حلفائه بالتعامل مع هذه الحروب مقيدًا أكثر بكثير مما كان متوقعًا، ولكن باعتبار الولايات المتحدة أقوى حليف لإسرائيل؛ فإن إرث بايدن مرتبط بكيفية تصرف “إسرائيل”، و”كيفية انتهاء الحرب”.

ونقل المقال، على لسان سيث مولتون، وهو ديمقراطي وعضو سابق في المشاة البحرية، أن هناك تاريخًا طويلًا من إدراك روؤساء الولايات المتحدة “عدم امتلاكهم قدرًا كبيرًا من النفوذ على إسرائيل كما كانوا يعتقدون”.

ويعزي سانغر الاندفاع السياسي الذي يحمله جو بايدن، إلى محاولته للعودة إلى أيامه كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ونائب للرئيس، ويقول مساعديه إنه يعتقد أن التاريخ سيتذكره بالطريقة التي دافع بها عن “الديمقراطية ضد قوى الفوضى والإرهاب والدكتاتورية”.

ويعتبر سانغر، الرئيس الأمريكي لاعبًا حذرًا، وهو عازم على عدم السماح للولايات المتحدة الانجرار بشكل مباشر على ارض المعركو، طالما الأمريكيين لا يتعرضون لهجوم مستمر في الشرق الأوسط.

الضغط على جو بايدن سيتزايد من بعض أعضاء حزبه لتبني وقف إطلاق النار، مع الازدياد المستمر لأعداد الشهداء.

وفي حين أن الأسلحة والاستخبارات الأمريكية تعتبران عنصرين أساسيين في العدوان على قطاع غزة، إلى أن بايدن يعيش مع حقيقة مفادها “أن القرارات العسكرية يجب أن تتخذ في إسرائيل وليس في الولايات المتحدة”، وهذا يترك واشنطن في موقف، وصفه الكاتب بـ”الغريب”، حيث تكون قادرة على اقتراح تقنيات لانهيار شبكات الأنفاق في غزة ولكنها تنأى بنفسها عن القرارات وعواقبها.

ونقل الكاتب عن بعض من مساعدي الرئيس الأمريكي، رفضوا نشر هويتهم، أن بايدن فوجئ بعدم رغبة بنيامين نتنياهو في التراجع عن مهاجمة المناطق الحضرية المكتظة، وذلك أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمنطقة الأسبوع المنصرم، والتي طرح فيها مرة أخرى قضية التوقف الإنساني، وإبعاد المدنييين عن خط النار، الذي قوبل بالرفض من رئيس وزراء الاحتلال.

ويضيف المساعدون أن بنيامين نتنياهو ومجلس الحرب استجابوا، في بعض الأحيان، للنصيحة العسكرية الأمريكية حول كيفية إدارة القتال في المناطق الحضرية مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى، بالقول “إنهم يقاتلون بالأسلحة المتوفرة لديهم ذات الألف والألفي رطل”، التي لم تصمم للاستخدام في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، ولهذا “تحاول الولايات المتحدة إرسال قنابل أصغر بكثير إلى إسرائيل، وأكثر ملاءمة لاختراق الأنفاق دون التسبب في قدر كبير من الأضرار الجانبية”.

ويتوقع سانغر أنه مع كل مجموعة جديدة من صور الأطفال المصابين والشهداء، فإن الضغط على جو بايدن سيتزايد من بعض أعضاء حزبه لتبني وقف إطلاق النار، وهو أمر مختلف تمامًا وأطول أمدًا، عن وقف إطلاق النار المؤقت، ومن المرجح أن تتسارع وتيرة هذه الدعوات مع الازدياد المستمر لأعداد الشهداء.

وكان جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، قد قال في مقابلة مع برنامج “واجه الأمة” على شبكة CBS الأمريكية، يوم الأحد الماضي، إن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها، ولكن بهدوء، وتبني ضمانات “قانون الصراع المسلح في أي وقت يتم فيه نقل المساعدة الأمنية إلى أي دولة، بما في ذلك إسرائيل”.