الترا فلسطين | فريق التحرير
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، اليوم الأربعاء، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يناور للحفاظ على السلطة، وعلى الرغم من أنه يُعرف على أنه يحب اللعب على الوقت وتأجيل القرارات الكبرى، لكنه قد لا يكون قادرًا على القيام بذلك لفترة أطول.
وعلى المستوى الداخلي، يهدد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف بتفكيك الحكومة إذا وافق على وقف إطلاق النار ولم يحاول إخراج حماس من رفح، في جنوب غزة.
نتنياهو يتفاوض ويناور على عدة جبهات في وقت واحد، ولكل منها تأثير كبير على سير الحرب
وعلى الصعيد الدبلوماسي، فإن حلفائه، وخاصة الولايات المتحدة، يدفعونه إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، وتجاهل معبر رفح والخسائر المحتملة في صفوف المدنيين التي قد تتسبب فيها عملية واسعة النطاق.
لذا فإن نتنياهو يتفاوض الآن ويناور على عدة جبهات في وقت واحد، ولكل منها تأثير كبير على سير الحرب ومستقبله كرئيس للوزراء، بحسب ما أوردت الصحيفة.
فيما اعتبرت الصحيفة أن الاستيلاء على معبر رفح، كان محاولة لاستكمال السيطرة الأمنية الإسرائيلية على حدود غزة، وذلك لتجنب عملية عسكرية واسعة النطاق ومثيرة للجدل في رفح ذاتها، التي تعج بالمدنيين النازحين . وربما يشير ذلك إلى أن "إسرائيل" تستعد أخيرًا للموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، على الرغم من أن نتائج تلك المفاوضات ما زالت غير مؤكدة.
أدرجت الصحيفة نظرة فاحصة على المخاوف السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي يواجهها نتنياهو
وقال دانييل سي. كيرتزر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى "إسرائيل"، لنيويورك تايمز: "يتم سحب نتنياهو في اتجاهات مختلفة، مع تزايد الضغوط عليه للرد".
وفي المقام الأول تأتي رغبة نتنياهو في تجنب إجراء انتخابات جديدة، التي تعني فقدان السلطة وتجديد القضايا القضائية المختلفة ضده، وقال كيرتزر: "إن البقاء السياسي يحتل دائمًا المرتبة الأولى في حسابات نتنياهو".
ثم هناك الضغوط المتنافسة عليه من "المتطرفين في ائتلافه الذين يريدون مواصلة الحرب"، كما قال، ومن عائلات الأسرى الذين يريدون من الحكومة إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار والإفراج عن المزيد من الأشخاص المحتجزين.
وأشار إلى أن الضغوط الخارجية تأتي من مسؤولي إدارة بايدن والبعض في الكونغرس "الذين بدأ صبرهم ينفد بشأن الوضع الإنساني"، وأخيرًا، هناك "التهديد الحقيقي والمستمر بالتصعيد، خاصة من حزب الله".
وأدرجت الصحيفة نظرة فاحصة على المخاوف السياسية والعسكرية والدبلوماسية التي يواجهها نتنياهو.
وسياسيًا، يسعى نتنياهو للحفاظ على تماسك ائتلافه الحاكم الذي يضم 64 مقعدًا في الكنيست، ويواجه تحديات من شركائه اليمينيين المتطرفين، وإذا قدمت الحكومة تنازلات كثيرة، فقد يهددون بالانسحاب. فيما قد تشهد الانتخابات الجديدة تشكيل ائتلاف جديد، لكن لدى نتنياهو فرصة للمناورة. واعتبرت الصحيفة أن قبول وقف إطلاق النار قد يسمح لـ"إسرائيل" بالتعامل مع حماس ببطء، ويسهم في عودة المزيد من الأسرى الإسرائيليين، وتهدئة بايدن، وزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.
دبلوماسيًا، يتعرض نتنياهو لضغوط دبلوماسية كبيرة من حلفائه، ويطالبونه بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
أما عسكريًا، فإن مسؤولين عسكريين إسرائيليين ومحللين يدعون أن وقف تهريب الأسلحة والمعدات من مصر عبر الأنفاق تحت رفح هو أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية لـ"إسرائيل" من مقاتلي حماس الذين بقوا في رفح.
وكما هو الحال مع العديد من المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك أولئك الذين يريدون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الآن، قال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز: "يعتقد نتنياهو حقًا أن القيام بعملية في رفح أمر أساسي لأهداف إسرائيل الشاملة - ليس فقط في ملاحقة قوات حماس المتبقية، ولكن في قطع الطريق على حماس، وقدرتهم على إعادة الإمداد عبر التهريب عبر الحدود المصرية".
ودبلوماسيًا، يتعرض نتنياهو لضغوط دبلوماسية كبيرة من حلفائه، ويطالبونه بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة والتوصل إلى صفقة مؤقتة مع حماس.
يقول مخيمر أبو سعدة، محلل سياسي من غزة لنيويورك تايمز، إنه مقتنع بأنه "بغض النظر عما يقوله المجتمع الدولي، فإن نتنياهو سوف يذهب إلى رفح".
وأضاف أن نتنياهو "يريد الاحتفاظ بحكومته الائتلافية، لتجنب إجراء انتخابات مبكرة، والبقاء رئيسًا للوزراء وعدم الذهاب إلى السجن.