زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ هناك "قطيعة في التنسيق" بين الوحدة المركزية التابعة للشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والوحدة المعنية بمكافحة "الإرهاب اليهودي" في جهاز "الشاباك"، مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، مستغلين الأجواء المتوترة الناتجة عن الحرب على غزة.
هآرتس: الشرطة الإسرائيلية لم تعد تعتقل المستوطنين الذين ينفذون اعتداءات ضد الفلسطينيين بالضفة، ما يعكس وجود خلافات مع الشاباك حول تقييم الوضع الميداني
وذكرت "هآرتس" أنه وفي محادثات مغلقة، أكد مسؤولون في الشاباك أن الشرطة الإسرائيلية لا تقوم بواجبها في التصدي للعنف و"الإرهاب اليهودي" الذي يمارسه المستوطنون وجماعات اليمين المتطرف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيرين إلى أنّ قائد الوحدة المركزية في الشرطة، أفشاي معلم، يرفض الاعتراف بتصاعد "الإرهاب اليهودي" ويتجنّب التعاون مع الجهات المختصة.
بحسب "هآرتس" فإنّ الوحدة المركزية التابعة للشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية، والمعروفة باسم "شرطة شاي" كانت قد عملت على مدى سنوات بالتنسيق الوثيق مع الشاباك، الذي كان يقدّم لها معلومات استخباراتية تتعلق بالأنشطة الإرهابية اليهودية، وتقوم الوحدة باعتقال المشتبهين وتسليم أوامر الإبعاد الإدارية. لكن في الآونة الأخيرة، تراجع هذا التعاون، وأصبحت اللقاءات بين الطرفين تقتصر على الاجتماعات التي تنظمها جهات خارجية مثل وزارة القضاء، برئاسة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، المعروف بتوجهاته اليمينية المتطرفة.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية أنّ قائد الوحدة المركزية في الشرطة، أفشاي معلم، يلقي اللوم على ما يسميه "الفوضويين من تل أبيب" في إشارة لنشطاء السلام اليهود الذي ينشطون في توثيق هجمات الإرهاب اليهودي، بدل مواجهة الاعتداءات الإرهابية اليهودية التي ينفذها المستوطنون. ويزعم أن هؤلاء النشطاء يثيرون التوتّر، خاصة في منطقة جنوب الخليل.
مصادر أمنية إسرائيلية: الوحدة المركزية للشرطة لم تعد تأخذ الإرهاب اليهودي بجدية
وأضافت أن النشاطات المتعلّقة بمكافحة الإرهاب اليهودي شهدت تراجعًا كبيرًا تحت قيادة أفشاي معلم، إذ انخفض عدد الاعتقالات في هذا السياق بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، بينما زادت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين بشكل ملحوظ. وقد أعرب مسؤولون أمنيون عن قلقهم من هذا التراجع، مشيرين إلى أنه أسفر عن فرض عقوبات أميركية على مستوطنين وزيادة الاعتماد على أوامر الاعتقال الإداري.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه في الاجتماعات الداخلية، يقدّم أفشاي معلم معلومات تتناقض مع تقارير الشاباك، ما يعكس وجود خلافات حادّة بين الجانبين حول تقييم الوضع في الضفة.
كما تشير إلى أن "معلم" الذي رشّحه ايتمار بن غفير للترقية إلى رتبة نقيب، ولتولي منصب رئيس قسم الاستخبارات في الشرطة، لا يتعامل بجدية مع اعتداءات المستوطنين الإرهابية.
وختمت "هآرتس" تقريرها بالقول إنّه وعلى الرغم من تأكيد "الشاباك" على التعاون مع الشرطة والتنسيق معها، إلّا أن مصادر أمنية إسرائيلية تحدثت عن أن الوحدة المركزية للشرطة لم تعد تأخذ الإرهاب اليهودي بجدية، كما أكدت التقارير وجود تراجع في التنسيق، ما دفع الشاباك للتعاون مع "حرس الحدود" في عمليات الاعتقال والإجراءات الأخرى.