في إطار تحليل تداعيات فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة تحليلًا لمعلِّقها للشؤون العسكرية، عاموس هرائيل، تحت عنوان: "الثناء في إسرائيل سابق لأوانه. ترامب سيهتمّ بمصالحه أوّلًا".
عاموس هرئيل: الثناء في إسرائيل سابق لأوانه، الرئيس الأميركي الجديد سيولي اهتمامًا أكبر بمصالحه الشخصية، ولن يلتزم دائمًا بمصالح حكومة بنيامين نتنياهو
وتحت هذا العنوان يشير هرائيل إلى أن الرئيس الأميركي الجديد سيولي اهتمامًا أكبر بمصالحه الشخصية، ولن يلتزم دائمًا بمصالح حكومة بنيامين نتنياهو، رغم أن هناك مسألة واحدة قد تُشكّل تحديًا حقيقيًا له، وتتمثّل في الانقلاب على القضاء في إسرائيل. ويضيف أنه في الوقت الحالي، لا يوجد ما يبرر اندفاع مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع للاحتجاج.
وفي معرض حديثه عن تأثيرات فوز ترامب، يقول هرائيل إن بنيامين نتنياهو كان يترقّب ويأمل أن يفوز ترامب بشكل ساحق في الانتخابات، لكن من المتوقع أن تكون آثار هذا الفوز معقّدة ومتنوعة.
ويوضح أن ترامب طالما كان شخصية غامضة ومتقلبة، ويصعب التنبؤ بتصرفاته. وقد يشهد عهده في 2025 نسخة جديدة من ولايته الأولى، لكن هذه المرة من دون القيود التي فرضتها الشخصيات العسكرية المتقاعدة. وفي هذا السياق، يتوقع هرائيل أن يسعى ترامب لتحقيق مصالحه الخاصّة أوّلًا دون النظر إلى التحالفات مع "إسرائيل" ما قد يؤدي إلى توترات في العلاقات مع حكومة نتنياهو.
ويشير هرائيل إلى أن ترامب، ورغم دعمه المستمر لإسرائيل، يظهر في بعض الأحيان مواقف غير متوقعّة تجاه حكومة نتنياهو. على سبيل المثال، عندما هنّأ نتنياهو الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، بفوزه في انتخابات 2020، أغضب ذلك ترامب الذي عبّر عن غضبه علنًا.
ويعتقد هرائيل أن هذا الحادث دفع نتنياهو إلى أن يكون أكثر حذرًا في تعاملاته مع ترامب هذه المرة، حيث بدأ بتوجيه التهاني لترامب فور إعلان النتائج لتجنُّب أي توترات.
ويتناول هرائيل أيضًا مواقف ترامب من القضايا الداخلية الإسرائيلية، وخاصة التعديلات القانونية المتعلقة بالقضاء. ورغم أن إدارة بايدن كانت قد تبنت موقفًا معارضًا واضحًا لهذه التعديلات، يرى هرائيل أن ترامب لن يظهر اهتمامًا مماثلًا بهذه المسألة. وبدلاً من ذلك، قد يشجع ترامب حكومة نتنياهو على مواصلة الإصلاحات القانونية المثيرة للجدل، ما قد يعزز سلطات الحكومة الإسرائيلية في هذا المجال دون خشية من التداعيات الدبلوماسية.
أما فيما يتعلق بإيران، فيرى هرائيل أن سياسة ترامب قد تؤثر بشكل كبير على العلاقات مع إسرائيل، ويتوقع أن يعيد الإيرانيون النظر في استراتيجيتهم إذا عاد ترامب إلى الرئاسة.
ويُشير هرائيل إلى أن ترامب قد يتخذ نهجًا أكثر حدّة تجاه إيران في ولايته القادمة، وقد يشهد هذا الاتجاه المزيد من التصعيد، خاصة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي في تشرين أول/ أكتوبر 2023.