26-يوليو-2024
كامالا هاريس

صورة ارشيفية

هاجم مسؤولون إسرائيليون كبار، بينهم وزير المالية ووزير الأمن القومي، تصريحات نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي دعت إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وفقًا لما أوردته الإذاعة العبرية العامة.

وفي تغريدة له صباح اليوم الجمعة على منصة "إكس"، رد وزير المالية وزعيم حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، على تصريحات هاريس التي قالت فيها إن "الآن هو الوقت المناسب لإبرام صفقة". وكتب سموتريتش: "كشفت هاريس عما يكمن خلف الصفقة، وهو التخلي عن معظم المختطفين"، مضيفًا: "عليك ألا تسقطي في الفخ".

أعرب المحيطون برئيس الحكومة نتنياهو عن استغرابهم من اللهجة الواضحة التي عبرت بها هاريس عن نفسها في تصريح لوسائل الإعلام بعد لقائها معه

كما علّق وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، على تصريحات هاريس عبر منصة "إكس" قائلًا: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار يا سيدتي المرشحة".

وكانت هاريس قد دعت أمس إلى اتفاق فوري مع حركة حماس قائلة: "دعونا نتوصل إلى اتفاق حتى نتمكن من تحقيق وقف لإطلاق النار وإعادة المختطفين وتقديم الإغاثة للفلسطينيين".

وأضافت: "أنا ملتزمة بالمسار الذي يؤدي إلى حل الدولتين. لا يمكننا أن نغض أعيننا عن المآسي في غزة". وذكرت أنها تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مضيفة "لكن كيفية القيام بذلك مهم أيضًا"، على حد تعبيرها. ووصفت نائبة الرئيس محادثتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها "صادقة وبناءة".

وقال مسؤول سياسي أميركي كبير إنه يأمل ألا تؤدي تصريحات هاريس في ختام لقائها مع نتنياهو إلى تأخير التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وبحسب المصدر، فإن تصريح هاريس تضمن تصريحات تتعارض مع وجهة نظر إسرائيل، سواء فيما يتعلق بإنهاء الحرب أو بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وأضاف المصدر: "نأمل ألا تفسر حماس الكلام الذي قالته نائبة الرئيس في المؤتمر الصحفي بأن فجوة في المواقف نشأت بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وبهذا يبتعدون عن التوصل إلى اتفاق".

وأعرب المحيطون برئيس الحكومة نتنياهو عن استغرابهم من اللهجة الواضحة التي عبرت بها هاريس عن نفسها في تصريح لوسائل الإعلام بعد لقائها معه. 

وقال مسؤول سياسي كان حاضرًا في اللقاء بين هاريس ونتنياهو في حديث مع الصحفيين، إن نائبة الرئيس أعربت عدة مرات عن قلقها بشأن معاناة وموت المواطنين في غزة، فيما شرح نتنياهو الخطوات التي تتخذها إسرائيل لمنع معاناة الفلسطينيين.

جاء اللقاء في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية ما إذا كانت هاريس ستتبنى تغييرات في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل حال توليها الرئاسة. وقد عكست تصريحاتها نبرة حادة وجادة، حيث أبدت قلقها العميق من عدد الضحايا المدنيين الكبير في غزة، ودعت إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عدم ترشحه لولاية ثانية، أصبحت هاريس المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية. وأكدت أنها لن تغض الطرف عن المآسي في غزة، وأنها لن تصمت تجاه المعاناة. ووصفت الوضع في غزة بأنه مدمر، مشيرة إلى أن نصف مليون شخص هناك يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.

وأكدت هاريس على ضرورة تذكر الشعب الأميركي أن الحرب في غزة ليست قضية ثنائية، ودعت المواطنين الأميركيين إلى المساهمة في تشجيع الجهود للاعتراف بالتعقيد والفروق الدقيقة في الشرق الأوسط. وشددت على أهمية إدانة معاداة السامية وكراهية الإسلام والكراهية بجميع أشكالها.

وترى هاريس أن حل الدولتين هو المسار الوحيد لضمان حرية وأمن ورفاه الفلسطينيين، رغم صعوبة تصور هذا الحل حاليًا. وقبل اجتماعها مع نتنياهو، أجرى الرئيس بايدن محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حول وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا على ضرورة إنهاء الحرب.

وقال بايدن أثناء استقباله لنتنياهو في المكتب البيضاوي، "لدينا الكثير لنتحدث عنه"، بينما شكر نتنياهو بايدن على دعمه الطويل لإسرائيل. وفي نفس الوقت، أعرب جون كيربي، مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، عن اعتقاده بأن اتفاق وقف إطلاق النار قد يكون قريبًا.

وأشار كيربي إلى أن بايدن سيناقش مع نتنياهو كيفية سد الفجوات لتحقيق وقف إطلاق النار، مؤكدًا على ضرورة تقديم تنازلات من كلا الجانبين، إسرائيل وحماس، للوصول إلى الاتفاق. وأكد أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة، مع التأكيد على ضرورة إلحاق الهزيمة بحماس ووقف تهديداتها لإسرائيل.

ويتوجه نتنياهو اليوم الجمعة إلى ولاية فلوريدا للاجتماع مع ترامب، قبل عودته إلى مساء السبت المقبل.