24-يوليو-2024
الإمارات واليوم التالي للحرب على غزة

قال الصحفي الأمريكي ديفيد أغناطيوس، في مقال رأي نشره في صحيفة واشنطن بوست، إن الإمارات المتحدة تحاول أن تنفذ نسخة مشابهة لـ "اتفاقيات إبراهام" التي عقدتها، من بين دول عربية أخرى، مع الاحتلال عام 2020، وذلك من خلال التوسط للوصول إلى حل حول "اليوم التالي" في غزة. 

وأجرى المبعوث الدبلوماسي الرئيسي لنتنياهو مشاورات هادئة مع الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة لاستكشاف مقترحات جديدة حول الوضع في غزة في "اليوم التالي".

أغناطيوس: طالب الإمارتيون عقد الاجتماع بسبب إحباطهم من "نقص التفكير الإبداعي" حول الوضع في غزة بعد الحرب

وناقشوا دورًا محتملاً للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها في دعوة دول عربية وأوروبية ودول نامية لتقديم قوات تحت "تفويض الاستقرار" في غزة. كما تم بحث قائمة بأسماء قادة محتملين للسلطة الفلسطينية، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق سلام فياض.

ورغم أن نتنياهو قد أدان السلطة الفلسطينية في الماضي ورفض تقديم خطط تفصيلية لما بعد الحرب، فإن هذه المناقشات قد تكون لها أهمية كبيرة، ومع ذلك، كما هو الحال في جوانب أخرى من الأزمة في غزة، قد تثير هذه الجهود آمالاً كاذبة حول قرب التوصل إلى حل، بينما تستمر الحقيقة على الأرض بالقتال العنيف، كما يرى أغناطيوس. 

وعقد المشاركون في هذه المشاورات غير الرسمية اجتماعًا أساسيًا الأسبوع الماضي في أبو ظبي، برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات، وبمشاركة رون ديرمر، المستشار المقرب من نتنياهو، وبريت مكغورك، مدير سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

وقد طالب الإمارتيون عقد الاجتماع بسبب إحباطهم من "نقص التفكير الإبداعي" حول الوضع في غزة بعد الحرب، بحسب تعبير  أغناطيوس، وعرض الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أفكارًا حول كيفية إدارة القضايا الأمنية والسياسية في "اليوم التالي"، في إطار ما تصفه إدارة بايدن بالمرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار. وقد لخصت الإمارات أفكارها في ورقة بيضاء أُرسلت إلى البيت الأبيض أمس الثلاثاء.

يشمل الاقتراح الإماراتي طلب الدعم العسكري والاستخباراتي من مجموعة من الدول، بما في ذلك مصر والمغرب وقطر

وذكر أغناطيوس أن جوهر الاقتراح الإماراتي هو أن السلطة الفلسطينية، باعتبارها السلطة الحاكمة المعترف بها دوليًا في غزة، يمكن أن تدعو شركاء دوليين لدعم الأمن والمساعدات الإنسانية خلال فترة "تفويض الاستقرار" التي قد تستمر حتى عام. وبحسب ما نشرته أكسيوس على موقعها، أمس الثلاثاء، أن الإماراتيين يفضلون سلام فياض، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية السابق، ليقود جهود الإصلاح، ويبدو أن الإسرائيليين مستعدون لقبوله. ولم يرد فياض على طلب التعليق لصحيفة واشنطن بوست أمس الثلاثاء.

ويشمل الاقتراح الإماراتي طلب الدعم العسكري والاستخباراتي من مجموعة من الدول، بما في ذلك مصر والمغرب وقطر والإمارات، فضلاً عن دعم محتمل من دول غير عربية مثل إيطاليا ورواندا والبرازيل وإندونيسيا وربما دولة رائدة من وسط آسيا. وستقدم الولايات المتحدة الدعم في القيادة والسيطرة واللوجستيات من قاعدة قريبة في مصر، مع إمكانية وجود دعم مسلّح من متعهدين أمنيين مقيمين في الولايات المتحدة.

كما ناقشت المجموعة غير الرسمية طلب دعم هذه القوة الاستقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بدلاً من مجلس الأمن، حيث قد تواجه الفيتو الروسي أو مفاوضات معطلة. وسيتبع فترة الاستقرار الأولية فترة "تفويض إعادة الإعمار" التي قد تمتد لسنوات.

وتتضمن الخطة الإماراتية إنشاء منطقة أمنية متوسعة تدريجيًا بدعم دولي، تتحرك من الشمال إلى الجنوب في غزة، قطاعًا تلو الآخر. ويشبه هذا النهج اقتراح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت بإنشاء "فقاعات أمنية"، رغم أن المبعوثين لا يستخدمون هذا المصطلح. ورغم أن نتنياهو رفض علنًا اقتراح غالانت، فإن مشاركة ديرمر تشير إلى أنه قد يكون مستعدًا لقبول نسخة جديدة منه.

هآرتس:  إسرائيل وافقت على إجلاء 250 مريضًا وجريحًا من قطاع غزة لتلقي العلاج الطبي في الإمارات

وتحاول الإمارات أن تلعب دورًا متزايدًا في الوساطة، وقال أغناطيوس إن الإمارات استفادت من شبكة من مؤيدي محمد دحلان، وعلى الرغم من أنه يعتبر شخصية مثيرة للجدل في الأوساط الفلسطينية، ولا يعتزم العودة إلى القطاع، إلا أن الإمارات تأمل أن يستمر في دعم شبكة مؤيديه من وراء الكواليس.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد كشفت أن إسرائيل وافقت على إجلاء 250 مريضًا وجريحًا من قطاع غزة لتلقي العلاج الطبي في الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن تنطلق الرحلة الطبية الأولى من مطار رامون بالقرب من إيلات الأسبوع المقبل.