قال مسؤولٌ كبير في إدارة بايدن، إن الولايات المتحدة تتحدث مع مصر وقطر حول ملامح اتفاق نهائي بين حماس وإسرائيل، وتخطط لعرضه على الطرفين في الأسابيع المقبلة، وفقًا لما نقلت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية، يوم الإثنين.
الولايات المتحدة ستطلب من حماس وإسرائيل إجابة واحدة ومحددة، "إما قبول الاتفاق أو رفضه"، وسيكون هذا المقترح هو نهاية المفاوضات بقيادة أميركية في حال لم يقبل الطرفان الاتفاق
وبيّن المسؤول الأميركي، أن الولايات المتحدة ستطلب من حماس وإسرائيل إجابة واحدة ومحددة، "إما قبول الاتفاق أو رفضه"، وسيكون هذا المقترح هو نهاية المفاوضات بقيادة أميركية في حال لم يقبل الأطراف الاتفاق.
وبحسب مصادر واشنطن بوست، فإن المحادثات مع مصر وقطر بدأت قبل العثور على جثث 6 أسرى إسرائيليين في رفح، التي تزعم إسرائيل أن حماس قتلتهم، بينما تقول الحركة إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية.
وعلق المسؤول في إدارة بايدن، أن التقديرات الأميركية بأن الأسرى الستة تم إطلاق النار على رؤوسهم قبل وقت قصير من العثور على جثثهم. وقال: "هل يعرقل ذلك الاتفاق؟ لا، بل على العكس، ينبغي أن يضيف المزيد من الإلحاح في هذه المرحلة الختامية التي كنا فيها بالفعل".
واستبعد دينيس روس، وهو مبعوث أميركي سابق إلى إسرائيل، أن يغير رئيس حركة حماس، يحيى السنوار، موقفه بشأن شروط الحركة للتوصل إلى اتفاق، "لأنه لا أحد قادرٌ على ممارسة الضغط عليه"، حسب قوله.
وقال دينيس روس: "يبقى أن نرى ما إذا كان الضغط داخل إسرائيل يمكن أن يُجبر نتنياهو على الانخراط بجدية أكبر في المفاوضات". في إشارة إلى الإضراب العام الذي أعلن عنه يوم الإثنين، والمظاهرات الحاشدة التي شهدتها تل أبيب والقدس مساء أمس الأحد.
وتوقع دينيس روس، أن يحيى السنوار يراقب ما إن كانت الاحتجاجات في إسرائيل ستؤدي إلى تليين شروط نتنياهو، مؤكدًا أن الإضراب يمثل دعمًا لموقف عائلات الأسرى، بأن استراتيجية نتنياهو سواء في المفاوضات، أو في ادعاء أن زيادة الضغط العسكري على حماس، قد فشلت.
وبحسب واشنطن بوست، فإن المحادثات في الأسبوع الماضي تركزت بشكل أساسي على الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين الذين سيتم تبادلهم في المرحلة الأولى من الاتفاق، وقد كان بين هذه الأسماء أربعة من الأسرى الستة الذين عُثر على جثثهم في رفح.
وقال مسؤولان كبيران في إدارة بايدن للصحيفة، إن المفاوضات اكتسبت تعقيدًا إضافيًا الآن بعد تأكيد مقتل الأسرى الستة، و"يجب إعادة التفاوض من جديد على أسماء الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم".
ونقلت واشنطن بوست عن خبراء قولهم إنه كلما قلّ عدد الأسرى الأحياء، فإن الضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق يقل. ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن عدد الرهائن الأحياء قد لا يتجاوز العشرات.
وقال مسؤول أميركي كبير آخر إن "المسؤولين الأميركيين سوف يواصلون إجراء مكالمات هاتفية على مدى الـ48 ساعة المقبلة لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق".
توقف الطائرات المغادرة في مطار بن غوريون لساعات التزاما بالإضراب العام في إسرائيل.. التفاصيل مع مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة@AhDarawsha pic.twitter.com/OxwDqk2bhU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 2, 2024
وفي سياق متصل، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلًا عن مصادر خاصة، أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، وبريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن، أخبرا عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأميركية، أنهما لا يعرفان إن كان التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل مايزال ممكنًا، لكنهما أكدا أن هناك فرصة للاتفاق، ويأملان أن يتم ذلك في غضون أسبوعين.
وأكد سوليفان وماكغورك، أن واشنطن تدرس تقديم نسخة محدثة لاقتراحها إلى الطرفين، ومنحهما أسبوعًا للرد عليها.
ويواجه بنيامين نتنياهو انتقادات حادة في إسرائيل من معارضيه، ومسؤولين إسرائيليين، وعائلات الأسرى، الذين يتهمونه بالتخلي عن الأسرى والتسبب بمقتلهم، من خلال تمسكه ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وهو الشرط الذي ترفضه حركة حماس بالمطلق، وتشاركها مصر هذا الموقف أيضًا.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن نتنياهو اخترع عقبة محور فيلادلفيا لإحباط التوصل إلى صفقة وحماية حكومته من السقوط.
وشارك يائير لابيد في مظاهرات تل أبيب، مساء الأحد، ودعا إلى المشاركة في الإضراب العام والمظاهرات الاحتجاجية. كما دعا زعيم المعسكر رسمي، بيني غانتس، وهو عضو مجلس الحرب سابقًا، إلى المشاركة في الإضراب والمظاهرات للضغط على نتنياهو لاستعادة الأسرى.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول كبير في حكومة نتنياهو، أن الأخير "كان يعلم بأن الرهائن يعيشون في وقت مستعار، وأن الرمال في الساعة الرملية الخاصة بهم قد نفدت".
وقال المسؤول: "كان (نتنياهو) يعلم أن هناك أوامر بقتل الرهائن في حال القيام بمحاولة لإنقاذهم. لقد أدرك أهمية أوامره، وتصرف بدم بارد وبقسوة".
وتشهد إسرائيل منذ صباح الإثنين إضرابًا عامًا يشمل قطاعات اقتصادية واسعة، ومستشفيات، استجابة للدعوة التي أطلقها اتحاد النقابات العمالية "الهستدروت".
وأكدت القناة الـ12 الإسرائيلية، أنه بشكل نهائي تقرر التزام مطار بن غوريون في الإضراب، وأن لا تقلع أي رحلة خلال الساعات القادمة، إلا الرحلات الاستثنائية، "ما لم تقرر المحكمة العليا خلاف ذلك"، في ردها على الطلب الذي تقدمت بع عائلات قتلى إسرائيليين في الحرب لإبطال الإضراب.
ويتوقع أن تنظر المحكمة خلال نهار الإثنين في طلب عائلات الجنود القتلى إبطال الإضراب.
"الهستدروت" يؤكد أنه يدرس تمديد الإضراب العام إلى يوم غد وتوسيعه ليشمل قطاعات أكبر، وفقًا لموقع واللا.
لكن، رغم هذا الطلب، فإن "الهستدروت" يؤكد أنه يدرس تمديد الإضراب العام إلى يوم غد وتوسيعه ليشمل قطاعات أكبر، وفقًا لموقع واللا.
وتظاهر 300 ألف إسرائيلي في تل أبيب يوم الأحد، إضافة إلى الآلاف في القدس، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 25 متظاهرًا، واستخدمت مدفع المياه وقنابل الصوت في تفريق المتظاهرين في تل أبيب.