الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
أكد تحقيق لصحيفة واشنطن بوست، أن الأدلة التي قدمها الاحتلال الإسرائيلي حول وجود أنفاق تحت مستشفى الشفاء في غزة "لا تظهر أن حماس كانت تستخدم المستشفى كمركز للقيادة والسيطرة"، وذلك بناءً على تحليل للصور المرئية من مصادر مفتوحة وصور الأقماة الصناعية وجميع مواد الجيش الإسرائيلي التي تم نشرها علنًا.
لا يوجد أي دليل أن بالإمكان الوصول إلى الأنفاق تحت الأرض من داخل أجنحة المستشفى، كما أن المباني الخمسة التي قال الجيش إنها مقامة فوق أنفاق، أيضًا لا يوجد دليل أنها متصلة بشبكة الأنفاق
وأوضح التحقيق، أن المواد التي نشرها الجيش الإسرائيلي عن غرف في المستشفى متصلة بشبكة الأنفاق، لا تظهر أي دليل أن حماس تستخدم هذه المنطقة عسكريًا، ولا يوجد أي دليل أن بالإمكان الوصول إلى الأنفاق تحت الأرض من داخل أجنحة المستشفى، كما أن المباني الخمسة التي قال الجيش إنها مقامة فوق أنفاق، أيضًا لا يوجد دليل أنها متصلة بشبكة الأنفاق.
وأشار تحقيق واشنطن بوست إلى تأييد الإدارة الأمريكية مزاعم الاحتلال الإسرائيلي حول الأنفاق تحت مستشفى الشفاء، وأن حماس كانت تستخدمها كنقطة قيادة وسيطرة، وأنها احتجزت الأسرى في مجمع المستشفى حتى قبل وقت قصير من اجتياح الجيش له. لكن رغم هذا التأييد، تُضيف الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية لم تنشر أيًا من المواد الاستخبارية المزعومة التي استند إليها الموقف الأمريكي.
وقالت "واشنطن بوست" في تحقيقها، إن استهداف حليف الولايات المتحدة لمجمع يضم مئات المرضى وآلاف النازحين هو أمرٌ ليس له مثيل في العقود الأخيرة. وأشار التحقيق إلى قطع "إسرائيل" الوقود عن المستشفى، وقصفه بالطائرات، ومنع دخول سيارات الإسعاف إليه، واضطرار الأطباء لحفر مقبرة جماعية لـ180 شهيدًا في ساحة المستشفى، منوهًا أن الأمم المتحدة أكدت وفاة 40 مريضًا في المستشفى، بينهم أربعة أطفال خدج"، بينما قالت منظمة الصحة العالمية، بعد وصولها المستشفى لإجلاء من يزالون بداخله، إن المستشفى "أصبح منطقة موت".
وأكد بريان فينوكين، المستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية الأميركية، إن البحث عن ذرائع تبرر استهداف المستشفى سيشكل سابقة لعمليات مستقبلية ضد مستشفيات خلال الحروب، مشددًا أنه لا ينبغي أن يكون هناك افتراض بأن المستشفيات قابلة للاستهداف بشكل عام بناء على ما طرحته إسرائيل بشأن مجمع الشفاء.
ونقلت واشنطن بوست عن عضو كونغرس (لم تكشف هويته لحساسية الموضوع) قوله، إنه كان في البداية يصدق المزاعم الإسرائيلية حول استخدام حماس لمستشفى الشفاء، "لكنه الآن يشك في ذلك، ويؤكد أنه يجب أن تقدم إسرائيل المزيد من الأدلة حول هذا الأمر".
كما علق جيفري كورن، أستاذ القانون في جامعة تكساس التقنية، لواشنطن بوست قائلاً: "إذا لم تجد في نهاية المطاف ما قلت إنك ستجده، فإن هذا يبرر الشكوك حول ما إذا كان تقييمك للقيمة العسكرية في إجراء العملية مشروعا أم لا".