02-يوليو-2024
تكرار النزوح في خانيونس

(Getty) في نيسان/أبريل، سحبت إسرائيل قواتها من خانيونس بعد هجوم دمر المدينة

تدخل منطقة خانيونس في حالة نزوح جديدة، بعد أوامر من جيش الاحتلال بإخلاء المناطق الشرقية من المدينة.

وقالت الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إن الأمر الذي أصدرته إسرائيل للفلسطينيين بإخلاء مناطق في خانيونس ورفح هو أكبر أمر من نوعه في قطاع غزة منذ أن أمرت إسرائيل 1.1 مليون شخص بمغادرة شمال القطاع في تشرين الأول/أكتوبر.

مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس أصبح خاليًا تقريبًا حيث فر الموظفون والمرضى من المنشأة بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي السكان في المناطق المحيطة بإخلائها

وأضاف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن "أمر الإخلاء الصادر يوم الإثنين ينطبق على نحو ثلث غزة"، كما أظهرت التقديرات الأولية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن نحو 250 ألف شخص ربما كانوا يعيشون حاليًا في تلك المنطقة.

وقال دوجاريك إن "إجلاء مثل هذا النطاق الواسع لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة الاحتياجات الإنسانية".

وأضاف أن "الناس أصبحوا أمام خيار مستحيل، وهو أن يضطروا إلى الانتقال، وبعضهم على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة، إلى مناطق لا يوجد بها سوى القليل من المساحات أو الخدمات، أو البقاء في مناطق يعرفون أن قتالًا عنيفًا سوف يدور فيها".

وفي نيسان/أبريل، سحبت إسرائيل قواتها من خانيونس بعد هجوم دمر المدينة. وفي أمس الإثنين، قالت إسرائيل إن المدنيين يجب أن يخلوا أكثر من عشرة أحياء شرقية مرة أخرى، وهو ما يشير إلى أن إسرائيل قد تستهدف هذه المناطق مرة أخرى.

انتقل غالبية سكان هذه المناطق إلى خانيونس من رفح، بعد أوامر الإخلاء التي صدرت من الاحتلال في أيار/مايو، مما دفع نحو مليون شخص إلى الفرار في غضون أسابيع قليلة، وحتى ذلك الحين، كانت رفح الملاذ الأخير للمدنيين في قطاع غزة.

قالت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن أمر الإخلاء قد يؤثر على ما يصل إلى ربع مليون شخص في خانيونس، وكثير منهم سيواجهون صعوبة في الإخلاء وسط ظروف جوية وإنسانية صعبة. وقالت إنه حتى لو تمكنوا من المغادرة، فليس من الواضح إلى أين يمكنهم الذهاب بأمان.

وأشارت واتريدج إلى أن درجات الحرارة تتجاوز 30 درجة مئوية كل يوم في غزة، وقالت: "حتى الأشخاص الأكثر صحة سيجدون صعوبة في التحرك في هذا الحر مع نقص الغذاء ونقص المياه". وأضافت: "وبعد ذلك، إلى أين يذهبون؟ هذا هو السؤال التالي". ووصفت الأونروا حركة نزوح كبيرة على الأرض، وسط انتشار الفوضى والذعر.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، إن مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس أصبح خاليًا تقريبًا حيث فر الموظفون والمرضى من المنشأة بعد أن أمر الجيش الإسرائيلي السكان في المناطق المحيطة بإخلائها.

وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "لقد قرر طاقم المستشفى والمرضى إخلاء أنفسهم بالفعل"، مضيفًا أن ثلاثة مرضى فقط بقوا. وأضاف في مؤتمر صحفي عقده في الأمم المتحدة عبر رابط فيديو من القدس "نناشد أن يتم إنقاذ المستشفى الأوروبي في غزة، وأن لا يلحق به أي ضرر".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي كان لديها فريق طبي في المستشفى، بما في ذلك الجراحون، إنها تنقل فريقها ومرضاها إلى مستشفى ميداني في مواصي رفح.

وأوضحت المنظمة في بيانها: "نظرًا لأن عمليات الإجلاء تستمر في التأثير على العديد من الأشخاص، فمن الأهمية بمكان توفير وسائل نقل آمنة للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والمرضى".

وشمل أمر الإخلاء الصادر يوم الإثنين، أيضًا جزءًا كبيرًا من جنوب شرق قطاع غزة، بما في ذلك بلدتي القرارة وبني سهيلة.

وطلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من السكان الانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية التي أعلنها جيش الاحتلال "منطقة آمنة"، والتي أصبحت مليئة بمخيمات مزدحمة وغير صحية.

وتشير تقارير منظمات الإغاثة الدولية إلى أن المنطقة مكتظة بالسكان وتعاني من نقص حاد في المياه. كما أن الصرف الصحي شبه معدوم، كما أدت مياه الصرف الصحي الخام وأكوام القمامة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالعدوى.

وقال مسؤول في الأمم المتحدة في غزة "إن القمامة تتراكم. ولا يوجد ما يكفي من صناديق القمامة وشاحنات القمامة والعمال، وهذا ينطبق على كل شيء، وعلى أي خدمة أساسية".

والهجوم الجديد على منطقة خانيونس من شأنه أن يعيق بشكل أكبر وصول الفلسطينيين إلى المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة. وتقع المنطقة المحيطة بمعبر كرم أبو سالم، وهو المعبر الرئيسي للمساعدات إلى جنوب غزة، في منطقة الإخلاء.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إن غارة إسرائيلية أدت إلى استشهاد تسعة أشخاص على الأقل في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد أقل من يوم من إصدار إسرائيل أوامر لأجزاء من المدينة بإخلاء السكان قبل عملية برية محتملة. وأصابت الغارة التي شنت ليلًا منزلًا بالقرب من المستشفى الأوروبي.