16-يوليو-2024
مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات، ارتكب الاحتلال فيها مجزرة جديدة (محمد النعامي_ الترا فلسطين)

كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن خبراء الأسلحة تمكنوا من تحديد بقايا ذخيرتين أمريكيتي الصنع استخدمتا في الهجوم الصاروخي الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، على مدرسة الأونروا "أبو عريبان" بالنصيرات في وسط غزة الذي أسفر عن استشهاد 22 شخصًا على الأقل.

وأظهر مقطع فيديو خاص بالشبكة سيارة إسعاف في المدرسة، وأشخاصًا يبحثون بيأس بين الأنقاض وخيم النازحين المدمرة في فناء المدرسة.

تمكن الخبراء من تحديد شظايا من صاروخ هيلفاير المصنوع في الولايات المتحدة في الموقع، بما في ذلك قمة نظام التوجيه

وأكد باحثون في مجال الأسلحة الذين تواصلت معهم الشبكة، أنهم تمكنوا من تحديد أجزاء من الصواريخ المستخدمة في الهجوم.

وقال باتريك سينفت، منسق بحث في شركة "أرمامنت ريسيرتش سيرفيسز (ARES)"، إن "العديد من القطع تضررت بشدة مما يمنع التحديد الإيجابي لها". 

لكن إحدى الصور، بحسب ما قاله، تضمنت "أغطية براغي مميزة، وفتحات زعانف، والآلية الداخلية لذيل قنبلة GBU-39". وقنبلة GBU-39 هي ذخيرة جو-أرض موجهة صغيرة القطر تزن 250 رطلاً من إنتاج شركة بوينج الأميركية.

وأوضح تريفور بول، الذي كان عضوًا في فريق كبير لتفكيك القنابل في الجيش الأمريكي، أن الصور توضح على الأرجح جزءًا من زعانف قنبلة صغيرة القطر.

وأضاف بول في مقابلة مع CNN أن هناك أيضًا شظايا من صاروخ هيلفاير المصنوع في الولايات المتحدة في الموقع، بما في ذلك قمة نظام التوجيه.

وختم بول قائلاً: "من المحتمل أن يكون هناك قنبلة مختلفة مشاركة كذلك، نظرًا للأضرار القليلة على السطح من الضربة اللاحقة استناداً إلى الصور التي رأيتها."

 

 

وقال شهود عيان للشبكة أن الاحتلال لم يقدم أي تحذير للنازحين، ""نحن نستخرج يدًا هنا ورجلاً هناك من تحت الأنقاض". 

وأضاف آخر: "إلى أين نذهب؟ قل لنا إلى أين نذهب وسنذهب. هذه إبادة جماعية. لماذا تصمت الدول العربية؟ لا تعطونا طعامًا وماء، نحن بحاجة إلى الأمان... هل هناك مقاتلون مقاومون هنا؟ لا، هناك نساء وأطفال وكبار". 

ووصل عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحقّ النازحين في مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات إلى 22 شهيدًا، و102 من الجرحى، بحسب أحدث إحصائيّة نشرتها وزارة الصحة في قطاع غزة، الإثنين.

وأطلقت الطائرات الحربية صاروخين تجاه صفوف مكتظّة بالعائلات النازحة أغلبها من شمال القطاع، حيث ما أدّى لتناثر أشلاء الشهداء وتطايرها في مناطق محيطة بالمدرسة التي لجأوا إليها.

قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الإدارة الأمريكية تسبَّبت بمأساة إنسانية كبيرة وأضرار جسيمة لحقت بالشعب الفلسطيني من خلال انخراطها في جريمة الإبادة الجماعية وإمدادها للاحتلال بأسلحة محرمة دوليًا قتلت عشرات آلاف المدنيين

وتسببت المجزرة بأعداد كبيرة من حالات البتر والحروق، ونقل العدد الأكبر من الشهداء والإصابات لمستشفى العودة وسط النصيرات.

وفقدت عشرات من العائلات النازحة في المدرسة ملجأها، ما تسبب بنزوح عدد كبير من العائلات إلى الطرقات.

وتعليقًا على المجاز الإسرائيلية المستمرّة، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إن الإدارة الأمريكية تسبَّبت بمأساة إنسانية كبيرة وأضرار جسيمة لحقت بالشعب الفلسطيني من خلال انخراطها في جريمة الإبادة الجماعية وإمدادها للاحتلال بأسلحة محرمة دوليًا قتلت عشرات آلاف المدنيين.

وجاء في البيان أنّ إدارة بايدن الطريق أمام الاحتلال "الإسرائيلي" لاستكمال جريمة الإبادة الجماعية بأسلحتها المحرمة دوليًا، والتي تستخدم لقصف الجبال والمباني الشاهقة، فيما قصف بها الاحتلال خيام النازحين المصنوعة من النايلون والقماش دون أن تعبّر الإدارة الأمريكية عن موقفها تجاه تلك المجازر والمذابح.

واعتبر أن الإدارة الأميركية كانت وما زالت داعمًا أساسيًا وشريكًا في جريمة الإبادة الجماعية، إذ وقفت سدًا منيعًا أمام قرار وقف جريمة الإبادة الجماعية ضد المدنيين، وهو ما يؤكد موافقتها الكاملة على استمرارها بدون توقف.

وقال إن ترك الإدارة الأميركية تتجاوز القانون الدولي بهذه الصورة الفظيعة وتقوم بإمدادها للاحتلال بهذه الأسلحة المحرمة دوليًا، له تداعيات خطيرة على صعيد الإنسانية وعلى صعيد الأمن والسلام العالمي.

استخدم الاحتلال أيضًا ذخائر أميركية الصنع في هجوم قاتل على مجمع مدرسي يؤوي نازحين بالقرب من خانيونس في جنوب غزة

وكانت شبكة "سي إن إن" قد كشفت، الأسبوع الماضي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت ذخائر أميركية الصنع في هجوم قاتل على مجمع مدرسي يؤوي نازحين بالقرب من خانيونس في جنوب غزة. 

وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الهجوم، الذي استهدف بوابة مجمع مدارس المتنبي، المعروف محليًا باسم مدارس العودة، أسفر عن استشهاد 27 شخصًا وإصابة 53 آخرين على الأقل.

وفي مقطع فيديو صوره صحفي يعمل لصالح "سي إن إن" في أعقاب الهجوم، يظهر بوضوح بقايا قنبلة صغيرة القطر من طراز GBU-39 أمريكية الصنع. وأكد ثلاثة خبراء في الأسلحة المتفجرة الذين راجعوا الفيديو للشبكة أن البقايا تعود إلى الجزء الخلفي من الذخيرة.

وقال باتريك سينفت، منسق الأبحاث في خدمات أبحاث التسليح (ARES)، لشبكة "سي إن إن": "استنادًا إلى الشكل المميز للزعانف ومساكن البراغي، وكذلك الشكل العام لجزء الذخيرة... فإن هذه البقايا تتطابق مع نظام تشغيل الذيل لسلسلة GBU-39 الموجود في الجزء الخلفي من الذخيرة". وأكد تريفور بول، فنيّ التخلص من الذخائر المتفجرة السابق في الجيش الأميركي، للشبكة أن البقايا هي جزء من نظام تشغيل الذيل لقنبلة SDB/GBU-39.