26-أغسطس-2024
قطاع الهايتك الإسرائيلي

قطاع الهايتك الإسرائيلي

شهدت "إسرائيل" في العامين الأخيرين أزمة خانقة في قطاع التكنولوجيا الهايتك خاصة بين الشركات الناشئة التي كانت شهدت طفرة تمويلية في فترة الفقاعة الاقتصادية، حيث تدفقت أموال ضخمة أدّت لتضخّم حجم المشاريع المحلية. لكن في الأشهر الأخيرة بدأت أموال تلك الشركات في النفاد، ما أدى لإغلاق أو تقليص نشاطاتها بشكل مؤلم.

شركات إسرائيليّة ناشئة في قطاع الهايتك تتعرض للإفلاس والتفكك، جرّاء الحرب، لعدم مقدرتها على تجنيد أموال إضافيّة وهروب المستثمرين

وأجرت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيليّة تحقيقًا جاء فيه أن الحرب على قطاع غزة وانسحاب المستثمرين، ساهم في تعميق الأزمة الاقتصادية. وتبيّن أن العديد من الشركات الناشئة في "إسرائيل" أغلقت أو قلّصت نشاطاتها العام الماضي، وفشلت في تجنيد الأموال مجددًا، بعد أن وصلت في 2021 إلى ذروة فقاعة "الهايتيك".

رفيف كولا، أحد مؤسسي شركة "فروت سبيك"، قال إن شركته أغلقت في شباط/ فبراير الماضي، جرّاء عدم قدرتها على تجنيد الأموال، مؤكدًا أن الحرب لعبت دورًا كبيرًا في ذلك. وأشار إلى أن المستثمرين الأجانب تراجعوا عن المساهمة، في حين قرر المستثمرون المحليون الانسحاب. وتفاقمت المشكلة أيضًا بسبب انخفاض الاستثمارات العالمية والوضع الاقتصادي والسياسي غير المستقر في "إسرائيل".

ورغم أنّ إغلاق المشاريع الناشئة ليس استثنائيًا، إلّا أن التوجّه في "إسرائيل" يتبع ما يحدث في الولايات المتحدة. ووفقًا لمعطيات شركة "كارتا"، التي نشرتها "فايننشال تايمز"، فقد شهدت الولايات المتحدة قفزة بنسبة 60 في المئة في إفلاس المشاريع الناشئة مقارنة بالسنة الماضية.

قطاع الهايتك الإسرائيلي يحنُّ إلى عام 2021 الذي شهد طفرة في تدفّق الأموال التي باتت تنفد الآن

وأشارت الصحيفة الى أن شركات أخرى تعاني نفس المصير، مثل شركة "جيست ميد" التي أغلقت مؤخرًا بعد فشلها في تجنيد رأس مال إضافي. وأوضح دان رولس بلينكداين، المدير العام والمؤسس للشركة، أن شركته وصلت إلى نهايتها رغم التحديات التي واجهتها. وقد حاول وشركاؤه العثور على تمويل لشراء أصول الشركة، لكن لم يُفلحوا.

وبحسب الصحيفة فقد شهدت شركات أخرى في إسرائيل مثل "سبراوت" و"اوركان" و"دايتو" و"كهولو" و"ريزليون" إغلاقات وتقليصات في نشاطاتها، حيث فشلت جميعها في تجنيد الأموال التي كانت بحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة، ويعد تأثير الحرب على هذه الشركات من أبرز العوامل التي فاقمت الأزمة.