13-يوليو-2024
حرب غزة

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقرير نشره أمس الجمعة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب فظائع مروعة بحق المدنيين خلال اقتحامه على مدى أربعة أيام للأحياء الغربية لمدينة غزة.

وأفاد المرصد بأن قوات الجيش تراجعت في وقت مبكر صباح الجمعة من منطقة "الصناعة" ومحيط الجامعات غربي مدينة غزة، بعد توغلها فيها فجر الإثنين الثامن من تموز/يوليو الجاري. وخلال هذه الفترة، وشنّت القوات عشرات الغارات، واقتحمت المنازل واعتدت على السكان، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 فلسطينيًا تم العثور على جثامينهم في الطرقات وبين الأزقة، منهم جثامين متناثرة ومقطعة ومنها ما هو متفحم.

أعاد جيش الاحتلال تدمير مستشفى أصدقاء المريض للمرة الثانية بعد أن تم ترميمه قبل نحو شهر، كما قصف عيادة السلام، وهي المركز الصحي الوحيد في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة

وقال المرصد إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال هذه الفترة جرائم قتل عمد، وأعمال تدمير وحرق واسعة للمنازل والمباني المدنية، بالإضافة إلى إجبار عائلات على النزوح إلى وسط وجنوب القطاع، ونفذ عمليات إعدام ميدانية لعائلات بكامل أفرادها بعد مداهمة منازلهم، كما وثق المرصد حالات تعذيب، وتلقى شهادات حول قيام القوات بعمليات سلب وسرقات واسعة.

وثقت طواقم الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تعذيب جيش الاحتلال لـ "خالد درويش محمد زيدية" (58 عامًا)، وضربه بشدة أثناء حصاره قرابة 12 ساعة مع عدد من أقاربه في منزله القريب من منطقة "الصناعة"، محور توغل الجيش، وفي إفادته، ذكر زيدية أن الجنود أجبروا الأسرى على شرب خليط من البول والقهوة، واعتدوا عليهم بوحشية، مما أدى إلى إصابات خطيرة بين المحتجزين، بمن فيهم ابن أخيه مصطفى الذي قتل بعد تعرضه للتعذيب.

وأضاف زيدية أن الجنود داسوا على رأسه وضربوه، بينما تعرض ابن أخيه الآخر، وهو مريض قلب، للتعذيب، وأجبر الجنود المحتجزين على تحمل العنف الجسدي والنفسي. وأفاد بأن الجنود أطلقوا النار بكثافة قبل انسحابهم، مهددين بالعودة والقتل باستخدام طائرات الكواد كابتر والقناصة.

في السياق نفسه، أفادت سيدة طلبت عدم ذكر اسمها أن الجيش أطلق النار على منزلها، وأجبر الرجال على خلع ملابسهم والاعتداء عليهم أمام عائلاتهم، كما أجبر النساء والأطفال على النزوح إلى جنوب قطاع غزة دون السماح لهم بأخذ أي ممتلكات.

وأكد المرصد أن الجيش أعاد تدمير مستشفى أصدقاء المريض للمرة الثانية بعد أن تم ترميمه قبل نحو شهر، كما قصف عيادة السلام، وهي المركز الصحي الوحيد في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.

كما أحدث جيش الاحتلال دمارًا واسعًا أيضًا في مدارس الأونروا في محيط منطقة "الصناعة"، وقال المرصد إن طواقم الإنقاذ تواجه صعوبات في انتشال الضحايا من تحت أنقاض المنازل والمباني التي استهدفها القصف الإسرائيلي، نتيجة عدم توفر المعدات اللازمة.

وطالب المرصد الأورومتوسطي جميع الدول بـ"تحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وحماية المدنيين في قطاع غزة، وفرض العقوبات الفعالة على إسرائيل، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية، وإلا كانت هذه الدول متواطئة وشريكة في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، منها جريمة الإبادة الجماعية".

وحثّ المحكمة الجنائية الدولية على الإسراع في إصدار مذكرات إلقاء القبض ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة لتشمل جميع المسؤولين عنها.