قبل أيام شرعت الجرافات بتسوية قطعة أرض على مساحة 7 دونمات في حديقة جمال عبد الناصر وسط مدينة نابلس، تمهيدًا لإقامة مستشفى ميداني، قررت الأردن إقامته في المدينة شمالي الضفة الغربية.
وبالرغم من زيادة عدد اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين في مناطق شمال الضفة الغربية مقارنة بغيرها، إلا أن موقع المستشفى في تلك المنطقة بالتحديد حيث تعج بالمشافي الأخرى، طاله انتقادات واسعة.
ومنذ عامين، تتصاعد حالة المواجهة مع الاحتلال في نابلس ومحيطها، بداية في المواجهات في جبل صبيح في بلدة بيتا، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين المتكررة في حوارة وغيرها من قرى جنوب نابلس، علاوةً على المواجهات الأسبوعية، في شرق نابلس وتحديدًا في بيت دجن، واقتحامات المستوطنين لـ "قبر يوسف" شرقي المدنية، بالإضافة للاقتحامات المتواصلة في البلدة القديمة من نابلس ومخيماتها. ومع هذه الحالة، استمرت المطالب لوزارة الصحة، بإنشاء مستشفى جديد في المدينة، أو العمل على توسعة المستشفيات القائمة، واستكمال تجهيزات بعضها، دون حراك عملي.
قال رئيس اتحاد المستشفيات في فلسطين يوسف التكروري لـ"الترا فلسطين"، إن الأصل هو وجود مستشفيات ميدانية في كل المواقع التي تكون في حالة حرب وهذه الظروف
وفي هذا السياق، قال رئيس اتحاد المستشفيات في فلسطين يوسف التكروري لـ"الترا فلسطين"، إن الأصل هو وجود مستشفيات ميدانية في كل المواقع التي تكون في حالة حرب وهذه الظروف، وبالتحديد حيث تتركز الأحداث، وفي شمال الضفة الغربية هناك حاجة لوجود مستشفى ميداني.
وأكد التكروري، أنه لم يتم مشاورة الاتحاد في تحديد موقع المستشفى، لكنه بين أن اللجنة التي اقترحت هذا الموقع لديها مبررات وتقييمات وبناء عليها اتخذت قرارها، ولكن بنفس الوقت لا أحد يعلم أين ستكون الأحداث بشكل يومي وأين سوف تطور الأمور، إذ نرى الأحداث اليوم في الخليل، ولكنّ في الشمال هناك أحداث دائمة، لذا يجب أن يكون هناك جهوزية في جميع المواقع.
بدوره، قال منسق لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس نصر أبو جيش، إن الموقع الأنسب للمستشفى هو في جنوب المحافظة أو شرقها بسبب عدم وجود مستشفيات، والموقع المختار ليس الأنسب لإقامة المستشفى الميداني.
وأفاد أبو جيش لـ"الترا فلسطين"، وهو رئيس المجلس المحلي لبيت دجن، بأن لجنة الطوارئ في المحافظة عقدت اجتماعًا، يوم أمس، وتم إبلاغهم فيه بأن من اختار الموقع الجانب الأردني، بسبب أنه موقع واسع وقريب من موقع المنام للعاملين.
وأكد أبو جيش، أن "الوجهة كان يجب أن تكون في جنوب من المحافظة، ولكن في النهاية جرى إقامته في هذا المكان، وبكل الحالات هو يخدم المدينة، من المهم إقامة سواء في الشرق أو الغرب، ولا تستطيع أن تفرض ما تريد على من يريد تقديم خدمة لك".
من جانبه أكد رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي، أن اختيار الموقع لم يحصل من طرف البلدية، وعندما تم الطلب منهم من خلال الجهات الحكومية، وهي المحافظة ووزارة الصحة، تم تقديم مقترحات وتم إعطاء أولوية للمنطقة الشرقية من نابلس، وكان هناك عدة خيارات في المنطقة الشرقية، مثل المناطق بالقرب من وزارة الصحة، والمدرسة الصناعية، وقرب الخدمات الطبية العسكرية، وحدائق جمال عبد الناصر.
وأضاف لـ"الترا فلسطين"، أن الوفد الأردني اختار الموقع الأخير، لأنه كان لديهم شرط بأن يكون هناك تواصل بين منطقة المنامة وموقع المستشفى، وحديقة جمال عبد الناصر يقع بالقرب منها مركز ثقافي بالإمكان تجهيز طابق التسوية للمنام لهم، لذا فضلوا هذا الموقع على أي موقع آخر.
أمّا عن هذه القضية وإمكانية إقامة المستشفى في مكان آخر وربطه في مكان الإقامة، قال حجاوي: "من الصعب ذلك، لأن الجانب الأردني يرغب في وجود تواصل بين أرض المستشفى وموقع الإقامة، وهذا هو الاعتبار الوحيد، والبلدية لم يكن لها أي دور بذلك".
وحول سبب اختيار نابلس تحديدًا عن بقية المحافظات، أشار حجاوي: إلى أن "اختيار نابلس، جاء على أساس كونها في مركز شمال الضفة الغربية، بحيث يخدم طولكرم وقلقيلية ويتكامل مع المستشفى الميداني الموجود في جنين منذ سنوات".
وحاولنا في "الترا فلسطين"، التواصل مع القائم بأعمال محافظة نابلس غسان دغلس، ومع مدير المستشفيات في وزارة الصحة معتصم محسين، للاستفسار عن قضية موقع المستشفى، لكننا لم نتلقى أي رد، وفي حال وصولها سيتم نشره.