12-ديسمبر-2023
بايدن يهاجم حكومة نتنياهو.. نيويورك تايمز: الانقسام ينفجر إلى العلن

جو بايدن وبنيامين نتنياهو في اجتماع في تل أبيب بعد عملية طوفان الأقصى | غيتي ايميجز

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

أدلى جو بايدن بتصريحات هي الأقوى ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان على قطاع غزة قبل 67 يومًا، إذ اعتبر أن حكومة الاحتلال هي "الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل ويجب تغييرها". جاء ذلك بعد وقت قصير من تصريحات لنتنياهو أكد فيها حصوله على دعم أمريكي كامل لمواصلة الهجوم البري.

انتقادات بايدن الموجهة للحكومة ودعوة نتنياهو -وليس الإسرائيليين- إلى تغيير هذه الحكومة تشير إلى تجاهل بايدن حقيقة أن بنيامين نتنياهو هو أحد أكثر رموز هذه الحكومة تطرفًا

وقال بايدن، مساء الثلاثاء، إن الحكومة الإسرائيلية "بدأت تفقد الدعم بسبب القصف العشوائي، ويتعين على نتنياهو تقوية الحكومة وتغييرها لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وتابع: "الحكومة الحالية هي أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل وهي لا تريد حل الدولتين".

انتقادات بايدن الموجهة للحكومة ودعوة نتنياهو -وليس الإسرائيليين- إلى تغيير هذه الحكومة تشير إلى تجاهل بايدن حقيقة أن بنيامين نتنياهو هو أحد أكثر رموز هذه الحكومة تطرفًا، وهو ما ظهر دائمًا قبل حرب غزة 2023 في تصريحات نتنياهو الرافضة لحل الدولتين، ثم ظهر مجددًا أثناء حرب غزة 2023 في تصريحات متكررة حول اليوم التالي للحرب، وآخر هذه التصريحات أدلى بها مساء الثلاثاء، إذ قال نتنياهو في مقطع فيديو مسجل إن "إسرائيل لن تكرر خطأ أوسلو مرة أخرى (..) ولن  تسمح بأن تدار غزة بعد الحرب من قبل من يدعم أو يمول الإرهاب"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية التي يتهمها نتنياهو بتمويل الإرهاب من خلال دفع رواتب لعوائل الشهداء والأسرى في سجون الاحتلال.

وأكد نتنياهو أنه تحدث مع جو بايدن وحصل على دعمه الكامل لمواصلة الهجوم البري على قطاع غزة، وكبح الضغوط الدولية الرافضة لهذا الهجوم، مبينًا أن الخلاف مع إدارة بايدن يقتصر على اليوم التالي للحرب.

وتؤكد تصريحات نتنياهو أن انتقادات جو بايدن لا تتجاوز حدود التصريحات للصحافة، ولن تتطور إلى موقف مناهض للعدوان على قطاع غزة، وهو ما أكده بايدن قبل يوم واحد فقط، أثناء حفل استقبال في البيت الأبيض بمناسبة عيد الحانوكا، إذ قال: "التزامنا تجاه الدولة اليهودية المستقلة أمرٌ لا جدال فيه بصرف النظر عن الخلافات في الرأي مع القيادة الإسرائيلية (..) المساعدات لإسرائيل ستتواصل حتى إيصال حماس لمرحلة الانهيار".

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الانقسام الأمريكي - الإسرائيلي "انفجر إلى العلن"، معتبرة أن تصريحات بايدن تمثل "أكبر انحراف حتى الآن في اللغة التي استخدمتها الولايات المتحدة منذ بدء حرب غزة 2023".

وردًا على تصريحات بايدن، قال القيادي في حماس أسامة حمدان، إن بايدن قبل يوم واحد فقط صرح بأنه "صهيوني"، والآن تغيير كلامه يعني أنه "أدرك بأن صمود المقاومة في قطاع غزة دفع جو بايدن إلى الإدراك بالنتائج الكارثية للعدوان على الكيان وعلى جو بايدن نفسه الذي يسعى لتثبيت نفسه في البيت الأبيض".

من جانبه، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي وصف تصريحات بايدن بأنها مؤشر إلى وجود محاولات أمريكية - إسرائيلية للتوصل إلى مخرج بطريقة ما للحرب، مع ضمان عدم ظهور حركة حماس بموقف المنتصر.

 بلال الشوبكي وصف تصريحات بايدن بأنها مؤشر إلى وجود محاولات أمريكية - إسرائيلية للتوصل إلى مخرج بطريقة ما للحرب، مع ضمان عدم ظهور حركة حماس بموقف المنتصر

وأشار بلال الشوبكي في حديث لقناة الجزيرة إلى ما نشرته القناة 12 الإسرائيلية يوم الإثنين بأن إسرائيل مستعدة للعودة إلى مفاوضات حول صفقة تبادل أسرى جديدة، والاستماع إلى مقترحات الوسطاء بهذا الخصوص، معتبرًا أن هذه التسريبات في هذا التوقيت لم تكن من قبيل الصدفة.

وأكد أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، أن تصريحات بايدن تشكل انعطافًا هامًا في مسار حرب غزة 2023، وتعني أن العد العكسي لهذه الحرب قد بدأ، مطالبًا بايدن بالانتقال من التصريحات إلى اتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان الإسرائيلي.

وأرجع مصطفى البرغوثي تغير موقف بايدن إلى أربعة أسباب، وهي: صمود المقاومة، والضغط الشعبي العالمي، وخوف بايدن من السقوط في الانتخابات بسبب استمرار الحرب، وإصابة نتنياهو بالجنون، ومن ذلك تصريحاته بأنه يستعد لفتح حرب مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية.