09-أغسطس-2024
أصدر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي أمرًا بضرب إسرائيل بشكل مباشر، ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وفقا لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر، تحدثوا لـ"نيويورك تايمز".

تشهد الأوساط الإسرائيلية جدلاً متزايدًا حول فعالية الاغتيالات السياسية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية والأمنية لإسرائيل، وذلك بعد أسبوع من تنفيذ سلسلة اغتيالات استهدفت قيادات حركة حماس.

وبدأ محللون وخبراء سياسيون وأمنيون في إسرائيل بالتساؤل عن جدوى هذه العمليات، ويعتقد مؤاف فاردي، محلل الشؤون السياسية في قناة "كان" الإسرائيلية، أن اغتيال قائد حماس إسماعيل هنية في طهران ربما كان خطوة غير حكيمة. وأشار فاردي إلى أن إسرائيل، رغم اغتيالها لعدد من قادة حماس مثل أحمد ياسين وأحمد الجعبري، لم تنجح في منع الحركة من تعزيز قوتها أو تنفيذ هجماتها، متسائلاً عما إذا كان اغتيال هنية سيعزز قدرة إسرائيل على إضعاف حماس.

أعرب المحلل السياسي في قناة  13 الإسرائيلية، عن خجله من اغتيال هنية، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تفتح جبهة جديدة مع إيران وتزيد من مخاطر اندلاع حرب إقليمية، بالإضافة إلى تعقيد مسار صفقة إعادة الأسرى الإسرائيليين

ويؤكد شلومي إلدار، الخبير في شؤون حركة حماس والضابط السابق في الاستخبارات العسكريّة، أن حماس أثبتت قدرتها على التعافي وإعادة بناء نفسها حتى بعد ضربات قاسية في الماضي، وشدد على أن القضاء التام على حماس يبدو غير ممكن رغم المحاولات المستمرة.

فيما انتقدت كارميلا منشيه، مراسلة الشؤون العسكرية في قناة "كان"، غياب رؤية استراتيجية بعيدة المدى في تنفيذ هذه الاغتيالات. ولفتت منشيه إلى أن هذه العمليات تبدو تكتيكية وتفتقر إلى تخطيط مستقبلي واضح.

كما حذر عاموس جلعاد، الرئيس السابق لقسم الأبحاث في الاستخبارات العسكريّة، من أن إسرائيل قد تخسر زخمها الاستراتيجي نتيجة هذه العمليات، وأشار إلى تصاعد التوترات مع إيران واحتمالية تفاقم الأوضاع في الجبهات المختلفة.

ويعرب رفيف دروكر، المحلل السياسي في قناة  13 الإسرائيلية، عن خجله من اغتيال هنية، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تفتح جبهة جديدة مع إيران وتزيد من مخاطر اندلاع حرب إقليمية، بالإضافة إلى تعقيد مسار صفقة إعادة الأسرى الإسرائيليين.

يشكك كوبي مروم، خبير في الأمن القومي، في قدرة هذه الاغتيالات على تغيير الواقع الاستراتيجي، ويوضح أن إيران تدير حربًا ناجحة ضد إسرائيل على عدة جبهات، مستغلة الانقسامات الداخلية والأزمات التي تواجهها الدولة.

من جهة أخرى، طرحت كاسينا سبتلوفا، عضو كنيست سابقة وخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، تساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية. تؤكد سبتلوفا عجز إسرائيل عن الحسم في مواجهة تنظيم حماس، وتتساءل عن النتائج المحتملة إذا قررت إسرائيل توجيه ضربات لإيران وحزب الله.

يشير آفي بنياهو، المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، إلى خطورة اعتماد نتنياهو المتزايد على سياسة الاغتيالات، وأكد أن هذه السياسة قد تؤدي إلى تقويض الالتزام الإسرائيلي بإعادة المخطوفين.

كما أوضح رونين مانيليس، المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال، أن الاغتيالات لم تحقق تقدمًا فوريًا في صفقة إعادة الأسرى الإسرائيليين، مؤكدًا إلى أن هذه العمليات ربما أضرت بالجهود المبذولة في هذا الاتجاه، ومشيرًا إلى غياب رؤية واضحة لما يجب القيام به بعد تنفيذها.